سيدي يوسف بن علي… مقاطعة مهمشة

التقسيم الإداري حول العمالة إلى مقاطعة بدون اختصاصات وتاريخ الحي يعود إلى القرن 12 يحمل حي سيدي يوسف بن علي اسم أول الأولياء الصالحين السبعة (سبعة رجال) لمراكش، وهو يوسف بن علي، وينتمي إلى قبيلة صنهاجة، عاش منعزلا عن الناس بالحي المذكور، بسبب إصابته بمرض "الجدام"، واتخذ من المنطقة الواقعة اليوم قرب سوق الربيع خلوة، وانضم إليه كل المصابين بهذا الداء إلى حد تسمية المكان بـ "حي المجدامين"، واشتهر الرجل بصبره الكبير عما أصابه. يوجد حي سيدي يوسف بن علي خارج المدينة القديمة، وفي جهتها الشرقية، وعلى الضفة اليسرى لواد إسيل، ويمتد على أرض منبسطة قليلة الانحدار، وكان الحي، منذ نشأته عرضة لفيضانات واد إيسيل، وانتقل من دوار هامشي وسكان قرويين إلى عمالة وبلدية، قبل أن يبتلعه نظام وحدة المدينة سنة 2003، ويحوله إلى مجرد مقاطعة بدون اختصاصات. ربط الحي بشبكة الماء والكهرباء سنة 1961 ظل دوار سيدي يوسف بن علي يستغل مرعى من طرف سكان أحياء يوسكري، وباب أحمر والملاح، ومع تزايد عدد السكان بعد الحرب العالمية الثانية، تحول إلى مخبأ للوطنيين في فترة الاستعمار، ما دفع سلطات الحماية إلى ضمه إلى الدائرة الجنوبية لمراكش1954، بعدما كان خاضعا لأحواز المدينة، إلا أن دمجه في البلدية تطلب من سلطات الحماية تجهيزه بالمرافق الحضرية.وفي فترة الاستقلال، سيتحول الدوار إلى حي حضري، وسيصبح تجمعها سكانيا، ابتداء من سنة 1958، وكان عدد سكانه آنذاك لا يتجاوز 20 ألف نسمة، وفي سنة1961، اشترت بلدية مراكش الأراضي التي كانت في ملكية الشركة الفرنسية "لوتيمار"، لتنطلق سنة 1963 عملية تجهيز الحي بالماء والكهرباء والصرف الصحي. دوار هامشي تحول إلى بلدية منذ بداية القرن 20، تطور بصفة غير مشروعة خارج المدار الحضري للجنوب الشرقي للمدينة دوار يحمل اسم سيدي يوسف بن علي، وسكان غالبيتهم قرويون، حاربوا لوحدهم لانتزاع الاعتراف بهويتهم كباقي أحياء المدينة، وكافحوا دون هوادة لتحسين ظروفهم المادية، وإغاثة أقربائهم في القرية حتى سنة 1958 حيث سمعت شكواهم. في سنة 1984، أصبح حي سيدي يوسف يضم 80 ألف نسمة تقيم فوق مساحة 109 هكتارات؛ وشهد منذ ذلك التاريخ، مسلسل تطور اقتصادي وعمراني متميز بتغيير جذري لمكوناته، ويترجم هذا تراجع صفة القروية عن الحي التي تركت المجال للمظهر الحضري. هذه التغييرات لم تمر دون أن تكون لها عواقب على البنية العامة للحي التي أصبحت تشبه الدواوير المهمشة ومدن القصدير. عمالة سيدي يوسف بن علي رغم تحويله سنة 1992 إلى عمالة، وتعيين مصطفى مساميح أول عامل على عمالة سيدي يوسف، فإن المتتبعين يعتبرون تعيين محمد الداودي عاملا الانطلاقة الحقيقية لسيدي يوسف بن علي، ففي الوقت الذي كان العامل مساميح وضع اللبنات الأولى للعمالة، خاصة على مستوى تثبيت الإدارات والمصالح الخارجية، فإن محمد الداودي كان وراء انطلاقة عمالة سيدي يوسف بن علي، بعدما استغل تخصصه مهندسا في النباتات، ليكون وراء مشروع "واحة الحسن الثاني" للنخيل والزيتون المجاورة لحدائق أكدال، والتي شكلت متنفسا حقيقيا لسكان العمالة إلى جانب إحداث المركب الرياضي سيدي يوسف، والذي احتضن بطولة العالم لألعاب القوى، ومباريات الكوكب المراكشي والعديد من المنافسات الرياضية، إلى جانب إحداث مقر العمالة وبلدية سيدي يوسف ومقر الجهة وغيرها من مقرات المصالح الخارجية، لتكون سنة 2003 الضربة القاضية التي أجهضت انطلاقة عمالة سيدي يوسف بن علي الفتية، بعدما ابتلعها نظام وحدة المدينة، وتتحول إلى مقاطعة بدون اختصاصات. نظام وحدة المدينة يبتلع البلدية شكلت سنة 2003 منعطفا كبيرا في وضعية عمالة سيدي يوسف بن علي التي حولت إلى مقاطعة من المقاطعات الخمس التابعة لمجلس مدينة مراكش، كما اختفت البلدية التي تعاقب على رئاستها كل محمد بادي من الحركة الشعبية، والجيلالي آيت بوعلي من الاستقلال، وعوضتها المقاطعة وترأسها محمد المنبهي، إلا أن سكان سيدي يوسف بن علي يجمعون على أنه انطلاقا من سنة 2009 عاش تراجعا كبيرا بسبب تشكيلة المجلس الحالي، والتي يقودها محمد المعطاوي المختفي منذ مدة عن الأنظار، رغم المشاكل الكبيرة التي تعرفها المقاطعة، الأمر الذي كان وراء انتقادات لاذعة لأعضاء من مجلس المقاطعة. السكان يطالبون بعودة العمالة أجمع كل من التقتهم "الصباح" من فعاليات سياسية وجمعوية محلية أن نظام وحدة المدينة ابتلع سيدي يوسف بن علي، وطالبوا بضرورة عودة سيدي يوسف إلى "عمالة" كما كان، في وقت سابق، على اعتبار التوسع العمراني والديمغرافي الذي عرفه الحي، إلى جانب انتظارات السكان في ظل تجربة مقاطعة تظل بدون اختصاصات تذكر، بالإضافة إلى معاناة السكان في غياب مخاطب يستمع إلى مشاكلهم. نبيل الخافقي (مراكش)

سيدي يوسف بن علي… مقاطعة مهمشة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لجنة من "أديداس" بمركب الرجاء

بنخلدون و"التنزيل الديمقراطي" لمستعملي القطارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات