الدميعي: طبيعة مراكش تتطلب لاعبين من طينة خاصة

مدرب الكوكب المراكشي قال إن الفريق سينتدب ثلاثة لاعبين ولن يسرح أي عنصر أساسي قال هشام الدميعي، مدرب الكوكب المراكشي لكرة القدم، إن الفريق اجتاز مباريات صعبة، تنتظره أخرى أصعب، مؤكدا أن الإصرار والتحضير الذهني، سيتحكمان في مدى قدرة الفريق على مواصلة مسيرته الموفقة. وأضاف الدميعي، في حوار مع ”الصباح الرياضي”، أن الفريق لن يسرح أيا من لاعبيه الرسميين، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ليس في حاجة إلى جلب لاعبين كثر، محددا العدد في ثلاثة عناصر على أقصى تقدير، حسب قوله. من ناحية ثانية، أبدى الدميعي تفاؤله بقدرة المدرب رشيد الطاوسي على قيادة المنتخب الوطني بنجاح. في ما يلي نص الحوار: بصم الكوكب المراكشي على مسيرة موفقة في بطولة الموسم الجاري، إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه المسيرة؟ لدينا اعتبارات تقنية وسوسيو رياضية، للوقوف على مدى تجاوب اللاعبين مع برنامج العمل الذي وضعناه، وتأكيد ذلك على أرض الواقع من خلال المباريات. أترك التقييم الرياضي للمحللين والصحافيين، غير أنه في مجمل القول فالمسيرة جاءت وفق توقعاتنا أو تزيد بقليل، والمركز الذي يحتله الفريق يرجع الفضل فيه إلى الله ومجهودات اللاعبين، كانت هناك مباريات صعبة استطعنا تجاوزها، وتنظرنا صعوبات أكثر في الدورات المقبلة، غير أن قوتنا يجب أن تظهر من خلال قدرتنا على مواصلة مواجهة الصعوبات، وهل لنا القدرة على التغلب عليها؟ فإذا كان الأمر كذلك، سنسير بالإيقاع نفسه، وفي حال العكس، يمكن أن تتراجع مسيرتنا، لكن الشيء الايجابي أن هناك عزيمة وإصرارا ملموسا يتجلى في عطاء اللاعبين منذ البداية. نضع برنامج العمل ونحضر للمباريات، غير أنه في نهاية كل أسبوع تكون الكرة بين أرجل اللاعبين وتعاملهم، سواء مجموعة أو على أفرادا. ومدى قدرتهم ذهنيا وتكتيكيا على مواجهة الصعوبات هو مفتاح السبيل للخروج بالفوز من كل مباراة. الكوكب يتصدر البطولة، بفارق مهم عن بعض الأندية الأخرى، هل تعتبر أن المنافسة مع هذه الأندية أصبحت في صالح فريقك؟ أظن أنه مادامت الحسابات واردة، وفي بعض الأحيان قد تستمر إلى الدورة الأخيرة، فلا يمكن القول إن أي فريق حسم أي شيء، وإلا سنكون غير ملمين بعالم كرة القدم، فالتوازن في الكرة ووضعية كل فريق تتحكم فيها جزئيات صغيرة، إما تسير به إلى أمام أو تجعله يتراجع إلى الخلف، وقد توسع الفارق في سبورة الترتيب أو تذوبه، لذا نعمل قبل كل مباراة على تحضير اللاعبين تكتيكيا، وقراءتها بشكل مسبق، بموازاة مع الجانب الذهني كي يحافظ اللاعبون على تركيزهم وجديتهم.ونحن على وعي بأنه بعد كل دورة تزداد المباريات صعوبة، لأن الفرق الأخرى ستتشبث بحظوظها أيضا، وتحفز لاعبيها ماديا ومعنويا من أجل الصراع على المراكز الأولى، لذا من السابق لأوانه الحديث عن الحسم، وحديثي إلى اللاعبين ينصب على ضرورة أن نركز على مباريات فريقنا، وعدم الانشغال أكثر بمباريات الفرق الأخرى. ستواجهون في المبارتين المقبلتين فريقين يعدان من منافسيكم على الصعود، كيف تتعاملون معهما؟ اللعب صعب مع فريق قريب منك في الترتيب ومنافس مباشر صعب، مع العلم أن صعوبة مباراة ما يزيدها أو ينقصها درجة التحضير من الناحية البدنية والتكتيتكية، ومدى توفر اللاعبين على القوة الذهنية لمواجهتها، فإذا سارت أطوارها في صالحك، لا يجب أن يصيبك الاستهتار الذي يمكن أن يضيع عليك الفوز، كما حصل في آخر 15 دقيقة من مباراتنا مع أولمبيك مراكش، وفي مباريات أخرى تجد نفسك في مواجهة فريق يفرض عليك إيقاعه، ومعطياتها تظهر أن لاعبيك لديهم صعوبة في فرض طريقة لعبهم، فالقوة الذهنية تلعب هنا أيضا دورا كبيرا في إمكانية تحقيق الفوز.أما بخصوص المباراتين المقبلتين، فستكونان أمام فريقين متقاربين معنا في الترتيب، وأظن أنه يجب التركيز أولا على مباراة الاتحاد الزموري للخمسيات، بحكم أنني أعتبر أن الإعداد لمباراة مولودية وجدة، تتحكم فيه معطيات ستفرزها المباراة التي قبلها، التي لن تكون سهلة، وسنستعد لها في احترام للمنافس، كما نتعامل مع كل الفرق بالتحضير الجيد والجدي، والتوفيق من الله. رغم أن الفريق سرح لاعبين وازنين، غير أن من عوضوهم نجحوا، ما السر في ذلك؟ صحيح أن الكوكب استغنى عن مجموعة من اللاعبين، إذ هناك عناصر لم يكن ممكنا الوفاء بالالتزامات المادية تجاههم، لأنها مكلفة بالنسبة إلى ميزانية الفريق. وباتفاق مع الرئيس وأعضاء المكتب المسير وضعنا سقفا ماديا، حتى لا نقع في مشاكل من شأنها عرقلة الفريق، وهناك لاعبون آخرون تسرب إليهم الملل، ولم تعد لديهم الرغبة في الاستمرار مع الفريق، ونحن في حاجة إلى لاعبين قادرين على العطاء مائة في المائة. والحمد لله تم الانفصال عنهم بالتراضي، وهم مشكورون على ما قدموه للكوكب. وأظن أن المعرفة المسبقة بمحيط الفريق وتحليل وضعيته في السنوات الأخيرة، ومعرفتنا بطبيعة المدينة التي لها طابع ساحر وجذاب، حتم علينا جلب لاعبين من نوعية خاصة، بعدما حافظنا على نواة الفريق، سيما في خط الدفاع، وحافظنا أيضا على المهاجم نور الدين الكرش بفعل العلاقة الطيبة مع مسؤولي الجيش الملكي مشكورين، وكذا جمال الدين المالكي، وأشكر أيضا مسؤولي المغرب التطواني، الذين مكنونا من إقامة معسكر إعدادي قبل بداية الموسم بمركز تكوين الفريق، وحاولنا جلب لاعبين تتوفر فيهم التجربة والاستقرار الاجتماعي، ولديهم تركيز على كرة القدم دون الانشغال بأشياء أخرى، مع العلم أن الفريق لم يدفع أي مبلغ مقابل جلب هؤلاء اللاعبين، فقط سيتقاضون منح توقيع وأجورا شهرية في الموسم الحالي والمواسم المقبلة، في حدود المستطاع، رغم أنه كانت هناك انتقادات في البداية، غير أن التجربة أثبتت أن سياسة جلب النجوم فشلت في الكوكب، ومع توالي الدورات قدم اللاعبون الذين انتدبناهم، ما كان مأمولا منهم. كيف ستتعاملون مع الانتقالات الشتوية ؟ لدينا مجموعة متوازنة، ولن ننتدب لاعبين كثرا، فقط إن كان هناك من يمكنه تقديم الإضافة، من أجل تعزيز بعض المراكز التي لا نملك فيها ازدواجية، ومن سيلتحق بالفريق سينال فرصته، وإذا أثبت جدارته بكسب الرسمية فلن نبخسه حقه. ومن ناحية العدد، هناك 26 لاعبا بالفريق، ونحن يمكن أن نستغني عن لاعبين أو ثلاثة، على أقصى تقدير، لذا فالقادمون لن يكونوا أكثر من ذلك. لكن لاعبين كثرا بالفريق، تلقوا عروضا من فرق أخرى؟ لا. لن يغادر أي لاعب رسمي. فقط لحد الآن هناك اللاعب سفيان بنديدان الذي سيغادر الفريق بحكم أنه التحق متأخرا بتداريب الفريق في بداية الموسم، لذا اشتغلنا معه على الجانب البدني، وكان لزاما أن يتأخر إدماجه في تشكيلة الفريق غير أنه كان يطمح في اللعب رسميا، ورغم أنه شيء إيجابي أن يكون لديك لاعب لديه طموح غير أنه في الوقت ذاته يجب أن يكون صبورا، سيما أنه ضيع الوقت في بداية الموسم، ويجب أن يخضع لبرنامج المدرب، سيما أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، وهناك لاعبون رسميون يؤدون ما عليهم، ولا يجب إشراكه عوض أحدهم، علما أنه يبقى لاعبا شابا وابن الفريق، لذا يستحسن إعارته إلى فريق يمكن أن يمنحه فرصة للعب أكثر، وأتمنى له كل خير. وهناك أيضا عبد الغفور بلكوزي الذي كان ألحق بفريق الأمل لغيابه عن إحدى مباريات الفريق دون مبرر، غير أن الغريب أنه اختفى، ولم يلتحق، ولم يعتذر، أو يبرر غيابه، لذا سيكون بدوره من المغادرين. لا أظن أنه سيغادر لاعب آخر إلا في حال جد في الأمر جديد في الأيام القليلة المقبلة، مع العلم أن العدد لن يتعدى ثلاثة عناصر. لنمر إلى الحديث عن المنتخب الوطني، كيف تقيم أداءه في الفترة الأخيرة؟ أولا أهنئ رشيد الطاوسي على التأهل إلى كأس إفريقيا، وثانيا على روح الشجاعة التي يملكها، وأظن أن عمله يشهد له بالكفاءة، وأتمنى له التوفيق، فأنا من المعجبين بمساره وفلسفته في كرة القدم، إذ يجمع بين التجربة لاعبا ومدربا وإطارا أكاديميا، وأظن أن لديه كل الإمكانيات ليكون ناخبا وطنيا بمقدروه نفض الغبار الذي طال المنتخب طويلا، ورجائي أن يتعامل معه الرأي العام والمسؤولون بالطريقة ذاتها التي لقيها سابقوه، سيما أنه حقق التأهل في ظرف صعب، وليست لديه مدة كافية للاستعداد للنهائيات. قبل الحساب والعتاب يجب منحه الوقت، وإذاك سنرى صورة مغايرة للمنتخب إن شاء الله، فهو يحاول تمرير فلسفته المعتمدة على اللعب الجميل، وأظن أن هذه الأشياء لا تأتي بين عشية وضحاها. يبدو أنك متفائل بمستقبل المنتخب؟ إذا كنا واقعيين، فلا يمكن محاسبة الطاوسي على ما ستفرزه النهائيات المقبلة. صحيح أن الكل لديه الأمل أن تكون نتائج المنتخب إيجابية، وهذا سيسعدنا دون شك، غير أنه في حال العكس، لا يجب وضع الضغط على المدرب واللاعبين، فالفترة التي تفصلنا عن الدورة المقبلة قصيرة ولم يكن هناك وقت كاف للتحضير، فبعد التأهل لم يكن هناك سوى تاريخ واحد للمباريات الإعدادية لإجراء مباريات إعدادية، لذا لا يمكن مطالبته بأشياء لم يكن الوقت كاف للتحضير لها أصلا. وفي كل الأحوال ما أتمناه هو أن تكون كأس إفريقيا المقبلة فرصة للتحضير وإعداد المنتخب للمنافسة بقوة في دورة 2015 بالمغرب، ويجب أن يكون هذا هدفا رئيسيا. أجرى الحوار :عادل بلقاضي (مراكش)

الدميعي: طبيعة مراكش تتطلب لاعبين من طينة خاصة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متهمون بالسطو على كنوز كنيسة أمام ابتدائية اليوسفية

صيانة ثانية لملعب محمد الخامس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات