دموع واحتجاجات يوم دورة الفيضانات

اعتداءات كادت تحول وقفة الحق في السكن بالبيضاء إلى مواجهات بين محتجين والبوليس لم تفلح حرارة الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها تنسيقية السكن بالبيضاء أمام مجلس المدينة في تسخين أعصاب المنتخبين الذين انضموا باكرا إلى المجلس لحضور الدورة الاستثنائية المنعقدة أمس (الجمعة)، إذ لم يأت أحد منهم على ذكر ما يجري خارج المجلس بموازاة مع الدورة. ورفع المحتجون الذين وفدوا من عدة دواوير مهمشة تلبية لدعوة التنسيقية نفسها شعارات ساخنة ضد هؤلاء المنتخبين من قبيل "فالانتخابات بغيتونا وفي الحقوق نسيتونا"، "أولادكم سكنتوهم وأولادنا ضربتوهم"، و"تمشي دابا تمشي دابا المجالس الكذابة".وحاول السكان المحتجون اختراق أحزمة رجال الأمن للمرور إلى المجلس وإسماع أصوات غضبهم إلى ممثليهم في مختلف المقاطعات الذين حجوا مبكرا على متن سياراتهم الفاخرة، ودخلوا إلى البناية أمام حراسة مشددة من رجال الأمن الذين طوقوا منذ الساعات الأولى من صباح أمس (الجمعة) مقر مجلس المدينة وضربوا حصارا شديدا عليه حتى لا يتسلل المحتجون إلى داخله، خاصة سكان الهراويين ومبروكة الغاضبين من الأحكام بالسجن التي أدين بها معتقلو الفيضانات. وبكت نساء في الصفوف الأمامية من الوقفة الاحتجاجية، فيما أصيب شاب بحالة إغماء، واكتفى رجال أمن بإبعاده عن الوقفة عوض نقله عبر سيارة الإسعاف إلى المستشفى، فيما كاد أطفال يصابون بالاختناق نتيجة قوة التدافع بين جانبي الأمن والمحتجين، وهو ما لم تعره محتجة اهتماما إثر إصابتها بحالة هيستيرية وهي تردد شعاراتها في وجوه رجال الأمن غير مهتمة برضيعها الذي كاد يختنق لولا تدخل أحد المحتجين، لإثارة انتباه الأم التي كانت تصرخ "البوليس مالاك مخلوع...الاحتجاج حق مشروع".وكادت الوقفة الاحتجاجية تتحول إلى مواجهات مفتوحة بين رجال الشرطة والمحتجين بعد اعتداء أحد رجال الشرطة بالضرب على محتج كان يهم بالالتحاق بالوقفة.وخلق الاعتداء حالة من الاحتقان بين المحتجين الذين طالبوا المسؤولين الأمنيين الذين وجدوا بمكان الحادث بالتدخل لثني رجال الشرطة عن التدخل ضد المحتجين الذين كانوا يتظاهرون بطريقة سلمية للمطالبة بحقهم في السكن.وعاينت الصباح رجل الشرطة في زي مدني يعتدي بالضرب على عبد الغني التوهامي الذي كان يهم بالالتحاق بالمحتجين. وأوضح التوهامي في تصريح لـ «الصباح» بعد الاعتداء أنه بينما كان يريد الالتحاق بالمحتجين فوجئ بالشرطي يعتدي عليه بالضرب والصفع دون مبرر مانعا إياه من الكلام وتبرير سبب وجوده بمكان الوقفة، وأضاف التوهامي أنه سيلجأ إلى الجمعيات الحقوقية من أجل متابعة الشرطي الذي اعتدى عليه أمام المحتجين والصحافيين والمسؤولين الأمنيين دون أن يقترف مخالفة تبرر الاعتداء عليه بتلك الطريقة المهينة.إلى ذلك، أكد شهاب شهيد، منسق لجنة الدفاع عن السكن بالدار البيضاء، في تصريح لـ «الصباح» أن الوقفة التي نظمها أمس المتضررون من ملف السكن بالدار البيضاء غير معزولة عن الأشكال الاحتجاجية التي تقوم بها اللجنة وتدخل في صميم أهدافها، مضيفا أن الوقوف أمام مجلس المدينة يوم انعقاد الدورة الاستثنائية له أكثر من دلالة، لأن من يعيش حالة الاستثناء ليس مجلس المدينة ومستشاروه بل سكان الأحياء المتضررة من ملف السكن بالمدينة.وعبر شهاب عن استغرابة لكون المجلس، ورغم مرور أكثر من 20 يوما على الكارثة التي ضربت المدينة، لم يعقد أي اجتماع أو دورة لتقييم مشاكل السكن التي تعرفها المدينة، مضيفا أنه لا يهتم بفئات واسعة من البيضاويين محملا مسؤولية ما وقع إلى المنتخبين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية وإصلاح الأحياء الراقية التي يقيمون بها. وأشار شهاب إلى أن احتجاج أمس جاء ضد دفاع مجلس المدينة عن شركة ليدك والمستثمرين العقاريين الذين يزحفون على الأراضي ويشردون سكانها، كما يوضح ذلك تصميم التهيئة الخاص بمقاطعة الحي الحسني الذي تم أنجز قبل سنتين وتقديمه خلال الدورة الاستثنائية للنقاش وإبداء المستشارين ملاحظاتهم عليه. وأضاف شهاب أن لقاء يتيما جمعهم بنائب رئيس مجلس المدينة محمد بريجة لم يسفر عن أي حلول ملموسة لفائدة المتضررين من ملف السكن بالمدينة. وأكد شهاب أن تنسيقيته والمنتمين إليها لا يعولون كثيرا على مجلس المدينة ومستشاريه في إيجاد حل لمشاكلهم العالقة منذ سنوات، لأن هؤلاء يستعملونهم خلال الانتخابات فقط. وفيما كان المحتجون الذين وصلوا قبل الوقفة بساعة ونصف واحتموا من البرد في داخل عمارات مجاورة للمجلس، خاصة أن أغلبهم عاجز عن دفع ثمن كؤوس القهوة الساخنة، كان منتخبوهم يتناولون كؤوس الشاي الساخن في الداخل. ضحى زين الدين وإسماعيل روحي

دموع واحتجاجات يوم دورة الفيضانات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصابة تستهدف عارضي السيارات للبيع على الأنترنيت

الداخلية تستدعي وتتوعد مسؤولي العمران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات