المعزوز ينتقدلجان الجوائز الأدبية

الروائي والباحث قال إن الزبونية تغولت في تقدير الأعمال الأدبية وظلمت الكاتب شهدت قاعة الملتقى بمعرض الشارقة الدولي للكتاب نقاشا حادا حول استحقاق "الجوائز الأدبية"، تخللته رسائل مشفرة إلى كل المعنيين بشؤون الجوائز الممنوحة للأدباء، استعملت فيها عبارات من قاموس "الصيد والقنص والترصد"، وحديث عن "الزبونية والمحسوبية". وجمعت الجلسة الحوارية، التي ناقشت، مساء الأربعاء الماضي، موضوع "صيادي الجوائز"، الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد، والكاتب والباحث في الأنثربولوجيا السياسية المغربي محمد المعزوز، والروائية والأكاديمية السورية شهلا العجيلي، والروائية العراقية ميسلون هادي. وتطرق ضيوف الجلسة إلى مفهوم "صيادي الجوائز"، ودور الجائزة في تحفيز الكاتب أو تثبيطه، إلى جانب سلبيات الجوائز، وإيجابياتها، ومدى قدرة لجان التحكيم وخبرتها في اختيار الأفضل من الأعمال الأدبية المقدمة، ضمن معايير تعتمد التخصص والشفافية. في هذا السياق، أوضح المعزوز أن الاعتراف بالكاتب من خلال جائزة، بمثابة إخراجه من منطقة الغربة إلى منطقة الألفة، مشيرا إلى أن العديد من كبار الفلاسفة والمفكرين شاركت أعمالهم في الجوائز، ومنهم من حصل عليها، ومنهم من لم يظفر بها. وانتقد المعزوز بعض اللجان التي تختار النصوص الأدبية وتقرر في مصيرها، مشيرا إلى أنها "تفتقر إلى التخصص"، بالإضافة إلى تفشي ما وصفه بـ "البعد الانتسابي، والعلاقات الزبونية التي تغولت في تقدير الأعمال الأدبية، فأضعفت العمل وظلمت الكاتب". ودعا الروائي المغربي إلى الارتقاء بالجوائز الأدبية بالقطع مع المحسوبية، وإتاحة الفرصة للصوت الآخر الذي يمثله الكتاب المبتدئون الموهوبون، وتعزيز إنصاف الأثر الفكري، عبر لجان متخصصة، وتحويل الجائزة إلى طقس إبداعي، من خلال نقد محايد لها، باعتماد الشفافية وقول الحقيقة. من جانبها، أكدت الناقدة يمنى العيد أن الجوائز تؤثر بصورة أو بأخرى على الحراك الثقافي، غير أن "هناك من يحصدها دون أن يستحقها، متسائلة حول ما إذا كان الكتاب هو السبب، أم الجائزة بحد ذاتها، أم لجان التحكيم؟. وبينت أن هذه التساؤلات تطرح ذاتها في ضوء ظهور ما بات يعرف بـ "صيادي الجوائز"، مشددة على ضرورة أن يقوم الأديب والمفكر الحقيقي بدوره، الذي يشمل، إلى جانب الكتابة، قيمتي الأخلاق والسلوك، وأن يمارس كتابته دون التفكير بجائزة أو غيرها. وأوضحت العيد أنها، من خلال احتكاكها بالعمل التحكيمي بشكل مباشر، عبر اختيارها في أكثر من لجنة تحكيم لجوائز أدبية، اكتشفت أن بعض اللجان تلعب دورا في توجيه الجائزة نحو عمل ما، مؤكدة أن مفهوم الجائزة والهدف من منحها هو من المظاهر الراقية، سيما أنها تسهم في خدمة الثقافة والأدب. من جانبها، قالت شهلا العجيلي "إن إشكالية بعض الجوائز، تكمن في انطوائها على براغماتية، إذ تحتاج الجوائز إلى كتاب جادين، ومخلصين، ذوي مصداقية، في كتاباتهم"، مفترضة حسن النية في مختلف الجوائز. وأكدت أن ترشيح بعض الأعمال لجائزة ما يعرض الكاتب لمغامرة نقدية كبيرة، وبالتالي فإنه أمام تحديات تتجاوز قيمة الجائزة المادية والأدبية، سيما إذا تعرضت أعماله للترجمة، باعتبارها ناقلة لثقافة مجتمعه وتاريخه، نظرا لأن المؤلف العربي عادة ما يستمد نصوصه من واقع أو تاريخ بلده. وأوضحت العجيلي أن "انحراف تفكير الكاتب عن الإبداع الأدبي يشوه الرواية"، لافتة الانتباه إلى أهمية وجود المصداقية والأخلاقيات في اختيار الأعمال الفائزة، وعدم الاكتراث في حال غيابها أحيانا ومواصلة الالتزام بشغف الكتابة، وتقديم ما يستحق القراءة. وتبنت الروائية ميسلون هادي رأيا مخالفا لزملائها، في ما يتعلق بلجان التحكيم التي ترى أن أعضاءها عادة ما يكونون خبراء ومتخصصين في مجال نقد الرواية وتقييمها، مذكرة بأن هامش الخطأ في تقييم النصوص الأدبية قد لا يتجاوز 5 في المائة. وحول تكرار ترشيح أسماء بعض الكتاب للجائزة نفسها، أوضحت أنه "من الإنصاف الأدبي تكرار الترشيح، في الحالات التي يواصل الكاتب تقديم أعمال متميزة"، لافتة الانتباه إلى أن جميع الأعمال التي فازت بجائزة البوكر خلال السنوات الماضية، كانت متميزة، ولاقت صدى أدبيا واسعا. عبد الله نهاري (موفد الصباح إلى الشارقة)

المعزوز ينتقدلجان الجوائز الأدبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأزمة الاقتصادية ... آش واقع؟

تكريم برشيد في مهرجان هوارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات