وزارة الخارجية…قصور الأداء الدبلوماسي

وزارة الطيب الفاسي الفهري تطفو إلى واجهة الأحداث وملف الصحراء يسائل دورها الدبلوملسي في 23 نونبر الماضي، أصدرت وزارة الخارجية، بلاغا، دعت فيه شركاء المغرب إلى تبني موقف متبصر وموضوعي وواقعي من أحداث العيون، بعيدا عن تأثيرات الدعاية المغرضة التي حاول أعداء الوحدة الترابية توجيهها ضد المغرب. وأكدت المملكة المغربية، من خلال البلاغ المذكور، أنها لا تطلب موقفا محابيا، أو مجاملا، بل كل ما تطلبه من شركائها النظر إلى الأشياء بمنظار الموضوعية المؤسس على معطيات الواقع. وجدت وزارة الخارجية، منذ 8 نونبر الماضي، نفسها أمام تحد جديد كان يقتضي منها مواجهة أعداء يتربصون بالمغرب في مختلف الجبهات، فمن جهة هناك الجزائر التي سخرت شرذمة بوليساريو، والآلة الإعلامية، للتحريض ضد المغرب، ومن جهة أخرى، هناك مواقف بعض الأطراف، أحزابا ومجتمعا مدنيا، في إسبانيا، المعروفة بتوجهاتها العدائية للمغرب، والتي تحركت بشكل مكثف للتأثير في البرلمان الأوربي والإسباني، اللذين أصدرا ملتمسا في أحداث العيون لم يستند إلى المعطيات الميدانية. وكان على الآلة الدبلوماسية المغربية أن تتحرك في الفترة الأخيرة، مدعمة بالمعطيات والحجج الدامغة التي تفند أطروحات الانفصاليين وأعداء الوحدة الترابية، بشأن ما وقع في العيون، شارحة موقف المغرب الثابت من سيادته الترابية. شكلت أحداث العيون محكا جديدا للمغرب بعد الاختبار الذي ووجه به في قضية ما عُرف بأمينتو حيدر، التي صنعت منها دعاية بوليساريو والجزائر "نجمة"، وُظفت للنيل من صورة المغرب الحقوقية. ورغم تحركات الخارجية، وقنوات الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية، إلا أن أطروحات بوليساريو والجزائر المضللة تلقى الدعم والمساندة من طرف خصوم الوحدة الترابية، ومن يدعمهم في بعض بلدان الاتحاد الأوربي، في مقدمتها إسبانيا، خاصة من قبل فصائل اليسار المتطرف والخضر، مدعومين بالحزب اليميني الإسباني، الذين تعبئوا ضد المغرب، وفرضوا كلمتهم، ولو على الباطل، فأصدروا ملتمسا معاديا للمغرب، في البرلمان الأوربي والإسباني. في غضون ذلك، تُفيد مصادر عليمة بالدبلوماسية المغربية، أن الأخيرة لا تقصر في الاضطلاع بمهامها في المجالات المرتبطة بها، عكس ما قد يشاع من طرف جهات إعلامية وسياسية، التي تتهم الدبلوماسية الرسمية بالضعف. وتؤكد المصادر نفسها، أن العداء للمغرب متأصل لدى بعض الأطراف السياسية والإعلامية في إسبانيا، وأنه مهما كانت نجاعة الدبلوماسية المغربية، فإن ذلك ليس من شأنه أن يزحزح هذه الأطراف عن مواقفها، باعتبار أن لها مصالح في التهجم على المغرب. لا تكتفي الخارجية المغربية بإصدار البلاغات، وعقد لقاءات ومؤتمرات صحفية لشرح مواقف المغرب تجاه مختلف القضايا، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، بل إن الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لا يكل من التحرك ومن زيارة بلدان عديدة في سبيل الدفاع عن قضية الوحدة الوطنية. وكثف تحركاته في الأسابيع الماضية، إذ قدم رؤية المغرب لأحداث العيون، وعرض الدلائل والمعطيات التي تؤكد التفكيك السلمي لمخيم "كديم إزيك"، ووصف القرار الذي اتخذه البرلمان الأوربي ضد المغرب بتحريض من المناوئين للوحدة الترابية للمملكة، بالقرار المتسرع وغير المتوازن. وحذر الفاسي، وهو يخاطب أعضاء البرلمان الأوربي، من مغبة السقوط في فخ الدعاية التي يروجها بوليساريو، والتي يلعب فيها بعواطف المجتمع الاسباني وعلى مركب النقص الذي تعانيه بعض الأطراف في اسبانيا تجاه إنهاء الاستعمار الاسباني من الصحراء المغربية عام 1975.وجدد الطيب الفاسي الفهري، التأكيد أن المعطيات التي استند عليها البرلمانيون الأوربيون، في قرارهم المتسرع، كانت بعيدة عن الواقع، إذ تم تضخيم عدد القتلى، وتم تقديم أعداد وهمية، ضدا على الواقع، وهو ما يضرب مصداقية هؤلاء البرلمانيين. وأكد الطيب الفاسي الفهري أن هذه الأرقام لا أساس لها من الصحة، وأن العدد الأكبر من الضحايا كانوا من أفراد القوات العمومية المغربية الذي وصل إلى 11 قتيلا.ورغم التحرك المكثف للخارجية المغربية، فإن مناورات الخصوم والدعاية المغرضة المدعومة بالبترودولار الجزائري تقوي طروحات الانفصاليين الهشة. ظلت الخارجية المغربية تغتنم كل الفرص السانحة لدعم القضية الوطنية، ودحض طروحات الانفصاليين، وهو ما ترتب عنه تراجع عدد كبير من البلدان، في افريقيا، وأمريكا اللاتينية، عن اعترافها بالجمهورية الوهمية، وأدت ببعض الدول الأخرى إلى تجميد اعترافها بها، وهو ما شكل ضربة لأعداء الوحدة الترابية. وفي السياق نفسه، ظلت الدبلوماسية المغربية تثير انتباه المنتظم الدولي، في أكثر من مناسبة، إلى مخاطر دعم دويلة تكون مرتعا للإرهاب، وهو ما أكده الطيب الفاسي الفهري، في العديد من المناسبات، منها مناسبة انطلاق ندوة الأمن بحوض المتوسط بالرباط في مارس الماضي، إذ قال إن هناك مخاطر حقيقية تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى جرائم الاتجار في البشر، وتهريب المخدرات والأسلحة، إضافة إلى خطر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والاتجار في المخدرات القوية. وأبرز أن، إضافة إلى المخاطر المطروحة في منطقة الساحل، هناك مخاطر أخرى في الواجهة الأطلسية، مبرزا أن ظاهرة القرصنة لا تنحصر فقط في بلد الصومال، بل تتعداه لتشمل دولا أخرى كخليج غينيا، والسنغال. وقال إن هذا الممر يشهد كل أنواع الممارسات الممنوعة. وأضاف أنه لا بد من الانتباه إلى المخاطر المحدقة بالمنطقة كلها، وأنه لن تكسب الدول معركة السلم والسلام، إذا لم تتحمل مسؤوليتها في مكافحة هذه التهديدات. وتأسف الطيب الفاسي الفهري، في السياق نفسه، لاستمرار النزاع المفتعل في الصحراء، مؤكدا ضرورة إيجاد حل سياسي له. وقال الوزير إن المغرب يؤكد بوضوح أنه حان الوقت لحل النزاع المفتعل في الصحراء، لأنه لا يمكن أن يشكل مبررا أو ذريعة لعدم اندماج البلدان المغاربية. وأضاف أن المغرب قام بعدة مبادرات لحل هذا النزاع، مبرزا أن الأمم المتحدة تضع مسؤولية حله على الأطراف المعنية لكي تعطي الدليل على رغبتها في حل المشكل، مؤكدا أن المغرب قام بهذا الدور. جمال بورفيسي

وزارة الخارجية…قصور الأداء الدبلوماسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البلعمشي: مجهود الدبلوماسية يصرف في التدبير الإداري

احتياطي العملة يكفي لسبعة أشهر من الاستيراد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات