البلعمشي: مجهود الدبلوماسية يصرف في التدبير الإداري

إن التطورات التي تعرفها القضية الوطنية أصبح معها الرهان الدولي محددا أساسيا في المعركة السياسية والإعلامية التي تخوضها بلادنا في الدفاع عن حقوقها في الصحراء المغربية، خصوصا أن المنهج الواضح لخصوم وحدتنا الترابية بات يتحرك وفق أجندة لا تخفي إصرارا في دعم أطروحة مناقضة ومستنفرة لكل الهوامش المتاحة للتضييق على موقعنا التفاوضي ومحاولة إبراز موقف المغرب في موقع معزول، وبالتالي تحقيق مكاسب ومصالح الأجندة التي تباشرها. وهنا يبرز انتقاد شديد للدبلوماسية المغربية في مواجهة هذه المناورات، خصوصا التي تباشر داخل دول معروفة، متفقة من حيث المبدأ، وإن اختلفت مصالحها، وهي الجزائر واسبانيا وجنوب إفريقيا. ونحن حين نتحدث عن هذه الدول وتبنيها لأطروحة تضرب في الصميم مصالحنا وحقوقنا كدولة، فإن تأثير ذلك ينسحب إلى دول أخرى تدور في فلك هذه الدول الثلاث أو تستطيع أن تؤثر في رأيها العام، أو تشكل عمقا لمصالحها وتصورات الحكم فيها، وبالتالي، تتسع دائرة خصوم وحدتنا الترابية، من هنا يتساءل الكثير من المهتمين حول الإستراتيجيات المضادة لهذا التصور المعادي، خصوصا في مجال تنفيذ السياسة الخارجية. لذلك نلاحظ كل هذه الاتهامات والمطالبات لتنمية إدارتنا الدبلوماسية وتأهيلها لمواكبة تطلعات المصالح الوطنية. وفي اعتقادي، فإن الدبلوماسية المغربية على مستوى التنفيذ تراهن على عدة أبعاد في خدمة القضية الوطنية، لكن المجهود الأساسي يصرف في التدبير الإداري الصرف، ولا يتسم بالهجومية الكافي والضروري لوضع رؤية إستراتيجية في استثمار أمثل للدبلوماسية الحديثة، إن تواصليا على مستوى الداخل والخارج، أو إعلاميا وسياسيا من خلال التوظيف الجيد للبعثات الدبلوماسية المنتشرة في الخارج. نتساءل مثلا حول كم عدد السفراء الذين خرجوا في ندوات صحافية وإعلامية بالدول المعتمدين فيها لشرح حقيقة «أحداث العيون» للساسة وللرأي العام المحلي هناك. وكيف تصاغ الأفكار والنظريات التي يؤسس عليها الدبلوماسيون المغاربة ملفاتهم في محال وجودهم دفاعا عن المصالح الوطنية، في غياب خطة متوافق عليها مبدئيا، بشكل سنوي أو دوري، توفر السقوط في سياسات رد الفعل. وما هي الأوراق التي يمكن تحريكها في سبيل الضغط الإيجابي والسلبي للتأثير على المواقف الدولية في اتجاه حقوق المغرب على صحرائه، وما هي نسبة المشاركة التي تتاح للفاعلين المفترضين في أجندة وطنية واضحة للدبلوماسية الموازية وماذا يقدم لهم من معلومات وتقنيات ووثائق تساعدهم على القيام بدورهم على الوجه الأكمل، ثم ما هي فعاليات الدبلوماسية الموازية التي تستدعى للدفاع عن القضية الوطنية بالخارج وما هي النتائج التي تحققها؟. يبدو انطلاقا من الجواب على هذه الأسئلة وغيرها كثير، أن خطوات متسارعة وضرورية باتت مسؤولية الجميع بناء على التطورات الراهنة وحفاظا على الإجماع الوطني والمجهودات المبذولة في اتجاه تعزيز موقع المغرب التفاوضي. (مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات) نادية البوكيلي

البلعمشي: مجهود الدبلوماسية يصرف في التدبير الإداري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدبلوماسية الاقتصاديةأحد أدوار الخارجية

وزارة الخارجية...قصور الأداء الدبلوماسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات