3 أسئلة: الرشوة تخرب السياسة

كيف تقيم الرشوة السياسية في بلادنا؟أخطر الفضاءات التي تنتشر فيها الرشوة هي الفضاءات السياسية، ونبدأ بالجماعات المحلية، إذ يستعمل المرشح الرشوة من أجل الوصول إلى المنصب السياسي، إلى درجة أن أكثر من 60 في المائة من المسؤولين الجماعيين والبرلمانيين استعلموا الأموال من أجل شراء أصوات الناخبين. وهذه الآلية لا يمكن أن تنجح إلا بمساعدة طرفين آخرين، الأول يتعلق بالسلطة المحلية التي ترعى وتشرف عليها بالدعم أو بغض الطرف وحماية الراشي، كما أنها تخلق الأجواء الإدارية داخل مكاتب التصويت وتضع أشخاصا تحت تصرفها من أجل تسهيل عملية النجاح. إلى جانب كل ذلك، يسعى رجال السلطة إلى تهييئ التقطيع الانتخابي المفصل للأشخاص الذين يريدون إنجاحهم، وهي الطريقة المتداولة بصورة كبيرة في الوسط السياسي. كما أن هناك طرفا آخر يساعد الراشي للوصول إلى مراكز سياسية مهمة، ويتعلق الأمر بنشطاء اقتصاديين خارجين عن القانون يملكون مبالغ مهمة من الأموال نتيجة ممارستهم أنشطة غير قانونية وغير مراقبة. الرشوة عملية معقدة ومهيكلة ومحمية من أطراف أساسية في العملية الاقتصادية والسياسية. هل تعتبر أن الرشوة من أسباب التخلف السياسي في المغرب؟ بطبيعة الحال، إلى درجة أنها تعتبر مخربة السياسة والديمقراطية، كما أن التخلف هو الذي أنتجها وأخرجها إلى الوجود. أتذكر كيف أن أستاذا كان يدرسني بكلية الحقوق أكد أن الدولة، في الستينات، أدخلت الرشوة إلى دواليب الدولة من أجل بث الخطر وزرع «السوسة» في الجهاز الإداري لتعقيد المساطر. إلى أن تم زرعها في جل الإدارات المغربية وأجهزتها. وفي بداية الثمانينات انتقلت تلك «السوسة» إلى عالم السياسة ودخلت من أبوابه الواسعة. إلى جانب أن الدولة استعملت الرشوة لاستقطاب رموز سياسية واقتصادية أرادت أن تكون موالية إليها وإلى جانبها، إذ أعتبر أن «الكريمات» رشوة سياسية لكبار المسؤولين وأعيان المناطق الكبرى، كان الهدف منها الإبقاء عليهم إلى جانبها وتحت سيطرتها. وإذا كانت الرشوة مخربة السياسة، كما أرى، فالدولة مشرفة على العملية، كما تركت الفرصة للسرطان (الرشوة) لينتشر في أغلب القطاعات والأجهزة، مثل القضاء الذي عجز عن محاولة الإصلاح. أعتبر أن الجهاز الذي دخلته الرشوة من الصعب إصلاحه، فكيف للمرتشي أن يحارب الرشوة؟. وأريد الإشارة إلى أن الإصلاح لا يمكنه أن يعرف النجاح دون محاربة الرشوة. هل من الممكن أن نعتبر أن الرشوة في التزكية داخل الأحزاب من معيقات التقدم السياسي؟ التزكية داخل الأحزاب السياسية، جزء من الرشوة وأصغر حلقة في الرشوة السياسية، إذ أنها تعتمد على تقديم الأموال لمسؤولي الحزب من أجل وضع المرشح في اللوائح الأولى ليتمكن من الوصول إلى المراكز السياسية الأولى. أتذكر كيف كان من الممكن أن أحاكم بسبب تصريحي داخل المحكمة، إذ أكدت أن الرشوة تعتبر وسيلة البرلمانيين وأعضاء الحكومة للوصول إلى تلك المناصب، إلا أنني فسرتها في ما بعد أن الشخصيات الغنية تقدم الرشوة للأجهزة المقررة من أجل وضع أسمائها في اللوائح المرشحة للاستوزار. انطلاقا من منظوري الخاص، أعتبر أن ملف الرشوة معقد وتتداخل فيه الكثير من القطاعات. الحبيب الحاجي: محام بهيأة تطوان ورئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان أجرت الحوار: إيمان رضيف

3 أسئلة: الرشوة تخرب السياسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدقيق الوطني...ملايير الدعم تفتح الباب للرشوة

استعمال المال في الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات