حوارات الربيع العربي : خليدي: مخاوف من مستقبل الثورات العربية

أكد أن الربيع العربي يعاني غياب مشروع واضح المعالم ومحدد الأهداف قال محمد خليدي، رئيس حزب النهضة والفضيلة، إن أسبابا سياسية واجتماعية واقتصادية أدت إلى اندلاع الثورات العربية. وأوضح أن مستقبل الربيع العربي يلفه الغموض، بسبب التوظيف السياسي غير المناسب، واستغلال الدول الكبرى للأوضاع في المنطقة من أجل تسويق منتجاتها من الأسلحة والدفاع عن مصالحها الاقتصادية والسياسية. انتفضت الشعوب العربية في أواخر سنة 2010 ضد الأنظمة الشمولية والمستبدة، وأطاحت بالعديد من الأنظمة. ما هو تقييمكم للربيع العربي؟ يجب التذكير أولا بأن الربيع العربي شكل الحدث الأبرز في السنتين الأخيرتين، وأنه لم ينزل من فراغ، بل جاء نتيجة تضافر عوامل متعددة، من بينها انعدام الديمقراطية وانتشار السلطوية المفرطة التي طبعت العديد من الأنظمة العربية، وأدت إلى خنق الحريات، في مقدمتها حرية التعبير، وقادت إلى احتقان اجتماعي وسياسي. أدى التطرف السلطوي والسياسي إلى الضغط الذي ولد الانفجار. إن العوامل الاجتماعية والاقتصادية لعبت دورا هاما في تفجير انتفاضة الشعوب العربية في ما يسمى الربيع العربي، إذ أن تدني المستوى المعيشي لفئات واسعة من المواطنين وانسداد الآفاق أمام الأجيال الشابة الصاعدة خلف نوعا من القلق والخوف والرغبة في تفجير المكبوت، مما خلق موجة من الغليان والسخط تجسد في الثورات العربية التي أطاحت بالعديد من الأنظمة المستبدة. لقد تسببت عوامل محددة في انتفاضات الشعوب العربية، ولعب الفساد كذلك دورا بارزا، إذ كان مستشريا في العديد من البلدان العربية، بالأخص في تونس وليبيا ومصر رغم الثروات الناتجة عن النفط في بعض هذه البلدان، لكن الفقر واتساع الفوارق الاجتماعية، واستفحال مستويات البطالة، وغياب التوزيع العادل للثروات، ظلت هي السائدة، ولم تتعامل الطبقة الحاكمة بأسلوب حضاري مع هذه الثورات عند اندلاعها، إذ قوبلت بالقمع مما أسفر عن سفك الدماء وقتل العديد من الأبرياء الذين طالبوا بالتغيير. وما تزال فصول هذه الثورات متواصلة في بعض البلدان، كما هو الشأن بالنسبة إلى سوريا. ما هو تقييمكم لمستقبل الربيع العربي، وهل هناك مؤشرات على أن الثورات العربية ستقود إلى تكريس الديمقراطية والحريات، أم أن مخاطر الردة قائمة؟ واكبت الثورات العربية تفاؤلا كبيرا وآمالا عريضة بمعانقة الديمقراطية الحقيقية وتكريس الحريات في المنطقة العربية، لكن مع الأسف، النهج الذي صارت فيه الثورات العربية في بعض البلدان لا يؤشر على مستقبل أكيد ومضمون بشأن ترسيخ البناء الديمقراطي وتكريس مبدأ الحريات. لم يؤد الربيع العربي في بعض البلدان إلى الانخراط في مسلسل الدمقرطة والانفتاح، بل هناك من استغلها من أجل السلطة في حد ذاتها، فتفجرت الصراعات القبائلية كما في ليبيا مثلا، والصراع الطائفي كما في مصر، وظلت سماء هذه البلدان ملبدة بالغيوم، في ظل الضبابية التي تسود حياتها السياسية، فالتيارات الإسلامية في العديد من البلدان ليست لها تجربة في تدبير الشأن العام، مما يطرح تساؤلات حول نوع الحكم الذي ستمارسه، كما في مصر مثلا، حتى تونس التي تعيش أوضاعا مستقرة نسبيا، هناك مخاوف من مستقبل الثورة، خاصة في ظل وجود تيار سلفي متشدد. هناك مخاطر متعلقة بالتدخل الخارجي المقترن بمصالح الدول الكبرى التي ليس لها سوى هاجس بيع السلاح الذي تصنعه للدول التي تعيش أوضاعا متأزمة، واستغلال خيراتها. إن الثورات العربية اندلعت في شكل احتجاجات تطورت إلى انتفاضات عارمة جرفت معها أنظمة مستبدة، لكن لم يقدها مشروع واضح المعالم، ولم تكن لها أهداف محددة توجهها، مما خلق أزمة بعد نجاحها، في ظل السؤال المركزي الذي يطرح حول ما العمل الآن؟ أجرى الحوار : جمال بورفيسي

حوارات الربيع العربي : خليدي: مخاوف من مستقبل الثورات العربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حضور قوي لدادس في رمضان

متصوفة استهوتهم "السلطة الرابعة" : عبد الكبير الكتاني من خلال "السعادة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات