مدرسو أبناء الجالية… الوضع المعلق

فكوا ارتباطاتهم بسكناهم ومقار عملهم ليفاجؤوا بتأجيل وضعهم "رهن الإشارة" وحملوا وزارة المالية كل المسؤولية يعاني أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية الذين يدرسون أبناء الجالية المغربية بأوربا فوج 2009-2010 وضعا مأساويا بعد تأخر التحاقهم بمقرات عملهم بالخارج، وذلك بعد أن أقدمت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر على تأجيل وضعهم رهن إشارة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، وهو الإجراء الذي أرخى بظلاله على مسيرتهم المهنية وخلف عددا من التداعيات على أوضاعهم المادية والاجتماعية والنفسية.ويجمع المتتبعون لملف مدرسي اللغة العربية والثقافة المغربية لفائدة أبناء الجالية المغربية بأوربا، فوج الموسم الدراسي الماضي، على أن الآثار السلبية لتعليق وضعيتهم (رهن الإشارة) كانت وخيمة جدا، فمن مظاهرها، على المستوى المادي والاجتماعي، "اقدام عدد منهم على بيع أو كراء أو رهن منازلهم استعدادا للرحيل بعدما توصلوا بقرارات وضعهم رهن إشارة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج"، ليفكوا ارتباطهم بالمناطق حيث كانوا يشتغلون في وطنهم، فيما لجأ "بعضهم إلى الاقتراض أو بيع الأثاث ووسائل النقل الخاصة لتوفير مصاريف التنقل والإيواء" بأرض المهجر، أو "لتسديد مصاريف مراكز تعلم بعض لغات البلدان المستقبلة" كإسبانيا مثلا. ومنهم من تخلى عن السكن الوظيفي الذين يستفيد منه، بعد أن انتفى حقهم في ذلك طبق وضعيتهم الجديدة، فاكتووا بنار الكراء، سيما في مدن إقامتهم الأصلية، والأخطر هو اضطرار عدد من أزواج المعنيين بالأمر إلى طلب الحصول على الإيداع الإداري، وتخلي بعضهم عن مناصب شغلهم بالقطاع الخاص، مما ترتب عنه ضيق مالي خانق فاقم معاناة المعنيين بالأمر وأسرهم.وقد خلص هؤلاء الأساتذة، في اجتماع لهم في فبراير الماضي، إلى أن قرار الوزارة فوت عليهم العديد من فرص تحسين وضعيتهم الإدارية، إذ حرموا من اجتياز مباريات التفتيش والمدرسة الوطنية للإدارة ومراكز تكوين أساتذة التأهيلي، وكذا الترشح لمناصب الإدارة التربوية والحركات الانتقالية الوطنية والجهوية والمحلية، والتكوينات المستمرة التي يستفيد منها أغلب الممارسين في المنظومة التربوية. الأكثر من هذا أن الكثير من هؤلاء توقف عن متابعة دراساتهم الجامعية العليا، وحرمان حالات منهم من بعض التعويضات نتيجة وضعيتهم الجديدة.ومن الطبيعي أن تكون لهذه الآثار السلبية على المستوى الإداري والمادي والاجتماعي، تبعات تمس الجانب النفسي، إذ يعاني أبناء المعنيين اضطرابات نفسية خطيرة، في محيطهم المدرسي والاجتماعي بعد أن غير آباؤهم مقرات عملهم الأصلية حيث كانوا يستقرون. فيما يعاني المعنيون ذاتهم أوضاعا نفسية مزرية تنعكس بدورها على أسرهم عائلاتهم، والتي استفحلت بعد أن أجلت الوزارة وضعهم "رهن الإشارة" بعد نجاحهم النهائي في امتحانات تدريس أبناء الجالية بالخارج، إذ وجدوا أنفسهم في وضعية شبيهة بمن قيل له في المثل الدارج "اطلع تاكل الكرموس، انزل شكون قالها ليك"!إن هؤلاء الأساتذة، خلال وقفاتهم الاحتجاجية والأشكال النضالية التي خاضوها وسيخوضونها إن استمرت وضعيتهم على هذا الحال، لا يطالبون سوى "بتيسير المجهودات الجبارة التي بذلتها مؤسسة الحسن الثاني للجالية المقيمة بالخارج ووزارة التربية الوطنية في هذا الشأن، تسريعا لوتيرة تسوية الاعتمادات المالية لالحاق المعنيين بمقرات عملهم الجديدة تلبية لانتظارات ابناء الجالية في الاستفادة من خبرة ومؤهلات هؤلاء"، متوجهين بالضبط بمطالبهم هذه إلى وزارة المالية. وقد ورد في بيان لهؤلاء الأساتذة بتاريخ ثاني دجنبر الجاري، أنه اعتبارا للأوضاع المادية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والإدارية السالفة، وبناء على الاتصالات المكثفة مع مسؤولي وزارة التربية الوطنية ومع مسؤولي مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، والوزارة الأولى ووزارة الاقتصاد والمالية، اقتنع هؤلاء الأساتذة ان "وزارة المالية تسعى من خلال رفض رصد الاعتمادات المالية لمؤسسة الحسن الثاني لتغطية مستحقات الأساتذة (88) إلى وأد مشروع تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج" ويحملوها كامل المسؤولية. عبد الكريم مفضال

مدرسو أبناء الجالية… الوضع المعلق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أساتذة العربية بأوربا يعيشون وضعا ملتبسا

خيار التصعيد وارد لمواجهة تماطل الوزارة

مقالات ذات صلة