بانوراما الصيف: «حقيقتي»… اللحظات الأخيرة من عمر نظام بن علي (الحلقة الأولى)

ليلى الطرابلسي لم تتوقع رحيل أسرتها عن تونس تقدم ليلى بن علي في كتاب «حقيقتي» روايتها للأحداث التي حصلت في اللحظات الأخيرة من عمر نظام زوجها، والتي شكلت فيه «ملكة قرطاج»، بحسب وصف مراقبين دوليين لها، رقما مهما حتى آخر رمق من أنفاسه، كما سعت، على طريقتها، إلى كشف جوانب في علاقتها برفيق عمرها الذي حكم تونس بقبضة من حديد قرابة ربع قرن. تعتبر ليلى بن علي في تقديم «حقيقتي»، أن هذا العمل «أمل مصالحة مع بلدها ومع نفسها»، وتعطي الانطباع أنها تتعالى على جميع ما ترى فيه اتهامات ضد عائلتها وضدها هي تحديدا، بعد أن تسرد كيف انقلب عليها حتى أقرب الأصدقاء والذين كانوا إلى عهد قريب يمدحون النظام السابق، وتحولوا بقدرة قادر إلى «أبطال الثورة».لا تريد ليلى بن علي أن تدخل في سرد لائحة أسماء هؤلاء، ولا الحديث عن من تقول عنهم «الأصدقاء المزورين لتونس»، ولا «السفراء الأوربيين المتآمرين مع النظام»، ولا «معارضي الواجهة» ولا «الوصوليين من جميع الجنسيات»، ولا...و لا...فهي ترفض أن تتيه في الاتهامات على حد قولها.كما تؤكد أنها ستحكي في هذا الكتاب «ما عاشته من أحداث كما أحست بها». وتعترف في الوقت نفسه أنها سوف لن تكون موضوعية مائة بالمائة، لكن تتعهد بأن تحاول أن تميز ما بين ما لها وعليها «دون أن تتجاوز أي شيء يمكن أن يخدم الحقيقة بما فيها أخطاؤها الخاصة».ولا تخفي أنها ستدافع عن نفسها من خلال هذا الكتاب كذلك في الحالات التي «يستعمل فيها الرجال المكر والإستراتيجية»، وستمنح لنفسها كذلك الحرية في الكلام عن حياتها الخاصة أو «البزنس»، دون أن «تستسلم للكراهية والازدراء».تصريحاتها في هذا الكتاب لا تعتبرها وسيلة منها لرد الاعتبار لنفسها، ولا لأجل تصفية حسابات، بل «لا تنوي في يوم من الأيام أن تعود إلى السلطة بصحبة زوجها»، فهي تؤكد كما سبق أنها تقوم بذلك لأجل «المصالحة مع بلدها ومع نفسها»، معتبرة في السياق ذاته أن «البقية سيحكم عليها التاريخ».ماذا حدث يوم 14 يناير؟ تتساءل ليلى بن علي ما الذي حدث يوم 14 يناير من السنة الماضية؟ وتتابع القول إن «الكثير من الشائعات والاتهامات الكاذبة والدلائل المفبركة من كل جانب راجت في ذلك التاريخ، لتبدأ في تقديم روايتها للأحداث كما «شاهدتها وعايشتها» في ذلك اليوم الذي بصم رحيلها رفقة زوجها وأسرتها عن تونس، رحيل تصفه «بالقسري».تروي ليلى بن علي أن «في هذا الصباح، استيقظت في بيتنا في سيدي بوسعيد حوالي الثامنة.كان الطقس جميلا...»، مستعرضة الأجواء الطبيعية المحيطة بها، إلا أنه لم يكن ممكنا لها أن تتمتع بكل ذلك، لأن «أخبارا كانت تصلها منذ أيام لم تكن مطمئنة إطلاقا».تتحدث ليلى بنعلي عن «موجة من الاحتجاجات تهز البلاد.في المناطق الجنوبية والوسطى، وبدأت تنتشر في العاصمة.انتاب أسرنا القلق. الزوجة السابقة لأخي ناصر عاينت بيته أمس يتعرض للحرق. أختي جليلة التحقت بي في بيتي عندما بلغ إلى علمها أن عصابات مصرة على الاعتداء على ممتلكات وأرواح عائلة الطرابلسي».« الشيء نفسه حصل بالنسبة إلى أخي بلحسن الذي قدر بحكمة أن من الأفضل قضاء بضعة أيام في ضيافة صهره رفقة زوجته وأبنائه. كنا نعلم أننا نعيش لحظة صعبة، لكن لم أكن أتوقع أن الأمور ستتطور، بل وأننا سنرحل عن تونس ساعات بعد ذلك»، تقول «ملكة قرطاج» السابقة.في نفس اليوم، أي الجمعة، انتاب ليلى بن علي استغراب كبير لتجميع كل أفراد أسرتها في بيتها بتدبير من رئيس الأمن الرئاسي علي السرياطي دون أن توجه له تعليمات بذلك. الساعد الأيمن لابن علي دعا عائلتي بن علي والطرابلسي إلى مغادرة البلاد نحو الخارج لأن الوضعية كانت، بحسبه، صعبة، متعهدا إياهم بأن يعودوا في وقت لاحق.ولم تمر إلا ساعات حتى كلمها زوجها على الهاتف داعيا إياها إلى السفر إلى السعودية رفقة ابنها محمد وابنتها حليمة لأداء مناسك العمرة. ذهلت السيدة الأولى لتونس لأمر هذه الدعوة، وكانت متأكدة أن رئيس الأمن الرئاسي علي السرياطي هو من أوحى إليه بذلك، وإن كانت تعلم في الوقت نفسه أن زوجها لا يمكن أن يخفي عنها أي شيء. عداد: بوعلام غبشي (باريس)

بانوراما الصيف: «حقيقتي»… اللحظات الأخيرة من عمر نظام بن علي (الحلقة الأولى)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيف: صورة وحدث

قضاة الودادية الحسنية ينتفضون ضد قانونهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات