عاشوراء فرصة لتسويق ألعاب تهدد صحة الأطفال

أخصائيون يحذرون من شراء لعب مجهولة المصدر تغزو الأسواق الساعة تشير إلى منتصف النهار، المكان سوق درب عمر بالدار البيضاء الذي شهد بعض التغييرات بمناسبة حلول عاشوراء، فعوض أن توضع عربات لبيع أدوات المطبخ أو أشياء أخرى، تسمرت بالمكان عربات لبيع الفواكه الجافة وألعاب للأطفال لا يتعدى ثمنها 20 درهما، تستورد خصيصا للاحتفال بهذه المناسبة.دمى وألعاب تهدد صحة الأطفال أطفال العاصمة الاقتصادية أصبحت لهم وجهة مفضلة قبل أيام من الاحتفال بعاشوراء، التي تصادف العاشر من شهر محرم، فمعظمهم أضحى حريصا على التوجه صوب منطقة درب عمر بالدار البيضاء، لاقتناء كميات من «القنابل» و»الصواريخ» وغيرها من المفرقعات «الأرضية» و»الجوية»، فيما يفضل آخرون اقتناء لعب ،يعتقد آباؤهم أنها لن تشكل خطرا على صحتهم ، لكن قد يحدث العكس وتصبح تلك الألعاب “العادية” مصدرا للخطر، سيما إذا كانت مصنعة من مواد بلاستيكية، تبث أن بعضها يشكل خطرا على صحة مستعمليها (الأطفال). ففي إحدى أزقة درب عمر الضيقة والمزدحمة، عرض رجال ونساء، سلعا موحدة بمناسبة الاحتفال بعاشوراء، فإلى جانب الفواكه الجافة وبعض الأعشاب، وضعوا لعب أطفال ثمنها بين 6 و20 درهما.لعب مستوردة تجهل مكوناتها، باعتبار أنها لا تحتوي على أية إرشادات أو توضيحات، تغزو درب عمر والعديد من الأسواق بالدار البيضاء قبل أيام من عاشوراء، ثمنها المناسب يستطيع أن يدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال، في حين قالت عنها سناء بالعربي، باحثة في المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، إنها تشكل قلقا كبيرا.وأضافت بالعربي، في اتصال هاتفي أجرته معها “الصباح” أن من الممكن أن تصنع تلك الدمى من مواد بلاستيكية خطيرة، محذرة من اقتناء تلك اللعب بصورة عشوائية.وأشارت إلى أن المركز لم يستقبل إلى حد الساعة أي شكاية في الموضوع، أو حالات تسمم من هذا القبيل، إلا أن هذا النوع من البلاسيتيك يغزو الأسواق المغربية، يتسبب في إصابة مستعمليه بسرطاني البورستات بالنسبة إلى الرجال، وسرطان الثدي بالنسبة للنساء. وقالت بلعربي إن من بين ما يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان، رغم أن استعماله يكون بالصورة الكبيرة عند الكثير من المغاربة، هو استعمال المواد أو الأدوات البلاستيكية التي تحتوي على تلك المواد، موضحة أن المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقضة الدوائية، اهتم أخيرا بالموضوع مخاطر الأدوات البلاستيكية على صحة الإنسان، نظرا للمضاعفات الخطيرة التي تتسبب فيها هذه المواد.ومن جانبه، قال شكيب الخطابي، أخصائي في طب الأطفال، في اتصال مع “الصباح” إن مع ظهور ألعاب جديدة ومبتكرة للأطفال في الأسواق المغربية، أصبح الآباء محتارين في اختيار اللعبة الآمنة لأطفالهم، خاصة أن الكثير منها يمكن أن يشكل خطرا على صحتهم وحياتهم، مضيفا أنه من أجل تفادي هذه المشكلة ولاختيار لعبة آمنة لطفلك، لابد من إتباع مجموعة من الإرشادات، والتي غالبا ما تتجلى في تجنب بعض الألعاب الإلكترونية والموسيقية والسيارات التي تصدر أصواتا حادة يمكن أن تؤذي حاسة السمع لدى الطفل.وأضاف شكيب أن من الضروري تجنب شراء الألعاب الصغيرة أو تلك التي تحتوي على أجزاء كثيرة أو كرات صغيرة أو الألعاب التي تحتوي على الحبال والسلاسل وقطع المغناطيس الصغيرة والنقدية المعدنية، فيمكن في حالة ابتلاعها أن تسبب الاختناق للطفل.واسترسل قائلا إن الألوان والأصباغ من أكثر اللعب التي يقبل عليها الأطفال، لكن على الآباء قبل شرائها التأكد بدقة أنها لا تحتوي على مواد كيماوية مؤذية، خاصة إذا كان الطفل يعاني بعض أمراض الحساسية، مضيفا أن بعض الأصباغ الكيماوية التي تحتوي على الرصاص يمكن أن تسبب تلفا في مخ الطفل.الألعاب والفواكه الجافة للاحتفال الطقوس نفسها، الأجواء نفسها، والسلع نفسها، تخيم على مختلف الأسواق بمدينة الدار البيضاء، فالأجواء الاحتفالية طغت بكل تفاصيلها و الأزقة أغرقت بأكداس الفواكه الجافة ولعب الأطفال و»الطعارج»، بعد أن أخذت حمى اللعب ترتفع كلما اقترب موعد الاحتفال، ابتداء من فاتح محرم، والتي عادة ما تبلغ ذروتها يوم عاشوراء، باعتبار أن اللعب في هذا اليوم يتخذ شكلا وطابعا مغايرا، وذلك بإضافة ظواهر أخرى قصد التسلية والاحتفال بالمناسبة.وقد تمثل عاشوراء للكثير من الأطفال وحتى الشباب، فرصة ذهبية، إذ الذين يغتنمونها للمرح واللهو بالألعاب الالكترونية، والمفرقعات، وبعض الشهب الاصطناعية التي يطلقونها في الهواء، كما تستقبل الفتيات المناسبة بشوق كبير، فرصة لا تعوض لشراء اللعب، والقرع على الطبول وترديد بعض الأغاني القديمة.ومن جانبه، قال شعيب صاحب محل للألعاب، إن الرواج التجاري في فترة عاشوراء فرصة ج مواتية للكثير من المحلات التجارية بدرب عمر، تمكنهم من ترويج بضاعتهم التي تشهد إقبالا ضعيفا خلال الأيام العادية.وأضاف شعيب في حديثه مع "الصباح" أن إقبال الناس على اللعب تتدخل فيه قيم ثقافية بين الجنسين، ذلك أن الأولاد يفضلون اللعب الحربية كالمسدسات والبنادق والرشاشات والجنود ورجال الفضاء، في حين تقبل الفتيات على لعب خاصة بوظيفة المرأة كاللعب المجسدة لتجهيزات العروس، دمى بملابس قصيرة أو بلباس الزفاف ، وأدوات المطبخ، موضحا أن هناك استثناءات قليلة قد تشتري فيها الفتيات ما يشتريه الأطفال الذكور.تقول أمينة، 40 سنة، إنها تعتبر عاشوراء عيدا يوازي باقي الأعياد الدينية، خاصة أن اغلب الأسر تصوم خلال هذه الأيام، وتحرص على أن يكون عشاء ليلة العاشر عبارة عن كسكس بالقديد، مضيفة أنها رغم تقديمها لأولادها لعبا في مناسبات عدة كأعياد ميلادهم، أو بمناسبة نجاحهم، فإنها وحسب التقاليد المغربية مناسبة لشراء اللعب للأطفال. إيمان رضيف

عاشوراء فرصة لتسويق ألعاب تهدد صحة الأطفال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

روائح كريهة تنبعث من بيوت المغاربة

مجلس الخميسات يتدارس المخطط الجماعي لتأهيل المدينة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات