إعادة التحقيق في ملف زوكام المتهم بتفجيرات مدريد

قبول الدعوى القضائية لعائلة المغربي ضد "شهادات زور" لرومانيين يعيد القضية إلى الصفر وافقت الغرفة الرابعة بمحكمة الاستئناف بمدريد، الأسبوع الماضي، على شكليات الدعوى القضائية التي تقدمت بها عائلة المتهم المغربي جمال زوكام، المدان من طرف القضاء الإسباني ضمن أحداث تفجيرات قطارات 11 مارس 2004 بمدريد، ضد مهاجرتين رومانيتين.وأوردت جريدة «إلموندو»، واسعة الانتشار في إسبانيا، خبر قبول القضاء الإسباني التحقيق في شهادتين أدلت بهما مهاجرتان رومانيتان ضد المغربي زوكام، واللتين بسببهما، زج به في السجن وبأقصى عقوبة حبسية تصدرها التشريعات الإسبانية والمحددة في أكثر من 42 ألف سنة.وعادت قضية تفجيرات قطارات مدريد إلى الواجهة، بعدما كشفت وسائل الإعلام الإسبانية حقائق جديدة أعادت قضية المغربي جمال زوكام، المدان في أحداث هجمات 11مارس 2004 التي عرفتها قطارات مدريد، والتي لقي فيها 191 ضحية حتفهم وأصيب المئات، إلى نقطة الصفر، إذ أمر القضاء الإسباني بفتح تحقيق في الشهادات التي أدلت بها المهاجرة الرومانية في حق زوكام الذي يقضي راهنا عقوبته الحبسية في سجن فيينا بمدينة أليكانتي في زانزانة انفرادية، بعدما تمت إدانته إلى جانب زميله عثمان الغناوي بـ 42 ألف سنة.والأكيد أن قضية جمال زوكام، الذي قضى حتى الآن أكثر من ستة أعوام في السجن، معزولا عن باقي السجناء بسجن ألكانتي، نظرا للقوانين المعمول بها في مثل هذه القضايا الجنائية، تستأثر باهتمام بالغ، وتستدعى وقفات تأمل عميقة في الدلائل الأساسية التي اعتمدها القضاء الإسباني في إدانة جمال زوكام بأقصى العقوبات التي يعاقب بها التشريع الإسباني.والغريب في الأمر أن الدلائل المادية والثابتة غير موجودة في ملف زوكام، ما عدا شهادة الرومانية التي استعملتها الشرطة كشاهدة محصنة لتعزيز قوة الإدانة، على حد تعبير يومية إلموندو الإسبانية.واعتبرت إلموندو أن الشاهدة الرومانية المحصنة والمرموز إليها بـ«C65» افتعلت خيوط شهادتها وحبكت سيناريو لتوهيم الشرطة بعد تقديمها شهادات اعتبرتها مصادر إعلامية إسبانية كاذبة ولا أساس لها من الصحة، كما أكدت وجود مؤشرات تتحدث عن ضلوع الشرطة أيضا في خيوط المؤامرة على حد تعبيرها.وذكرت يومية «إلموندو»، أن التحريات أثبتت أن الشهادات التي أدلت بها المهاجرة الرومانية في حق المغربي جمال زوكام جاءت متناقضة في مراحلها، مضيفة أن أربعة تصريحات التي أدلت بها كان واحدا أمام الشرطة، والثاني أمام خبير الإرهاب، ديل أولمو، والثالث أمام بيرموديز، والرابع أمام طاقم صحافي من يومية «إلموندو»، كلها جاءت مختلفة وغير متطابقة، مضيفة أن الرومانية ذاتها أوهمت بشهاداتها مصالح الأمن الإسباني بعدما باعتها الوهم، على حد تعبير المصدر الإعلامي، الذي أوضح أن الرومانية أكدت أن جمال زوكام احتك بها جسديا، دون أن تتمكن من رؤية كاملة لوجهه.مؤشرات جديدة قد تستدعي إعادة محاكمة زوكامأكدت التقارير الإعلامية ليومية «إلموندو» الإسبانية، أن المعلومات الجديدة التي طفت على السطح، والتي نشرتها على مدار أسبوع بكامله جديرة بإعادة محاكمة المغربي جمال زوكام الذي يعتبره القضاء الإسباني المتهم الرئيسي في انفجارات قطارات مدريد، مشيرة إلى أن المرموز إليه بـ»R10» لم يتمكن من تأكيد الصورة التي قدمتها له الشرطة، كما هو مدون في محضر المحاكمة، كما أنه لم يستدع للإدلاء بشهادته في جلسة شفوية، بعد أن شعر بأن تلك الاتهامات غير صحيحة، على حد قول المصدر الإعلامي.يشار إلى أن الناطق الرسمي للحزب الشعبي قال في حوار صحفي إن الحكومة المقبلة ستفتح تحقيقا في قضية محاكمة 11مارس 2004 بكاملها، وخاصة المعلومات الجديدة التي أوردتها يومية «إلموندو» في حق الشهادات التي اعتبرت مزيفة في حق زوكام.الرومانية وزوجها استفادا من مبلغ 100 ألف أورو والجنسية الإسبانيةتوصلت المهاجرة الرومانية وزوجها بمبلغ قدرته يومية الموندو بـ 100 ألف أورو مقابل تقديم شهادة ضد المغربي جمال زوكام، بعدما أكد أن صورة زوكام التي قدمتها لهما الشرطة مطابقة للشخص الذي شاهداه، وهو يتنقل بين مقصورات القطار، الذي وقع فيه الانفجار. وحصلت الرومانية وزوجها على الجنسية الإسبانية مباشرة بعدما قررت المحكمة العليا الإسبانية إدانة المغربي جمال زوكام، إذ تم إدماجهما في وظيفة ضمن حراس الأمن الخاص من طرف مسير شركة تعود إلى المدعو «غونزاليس لورينثو» الذي أوضحت مصادر إعلامية أن له علاقة متينة بأحد رؤساء الشرطة القضائية بمدريد. وحاول شقيق الرومانية هو الآخر تقديم شهادته ضد زوكام للاستفادة من تعويضات، غير أن الشرطة اكتشفت أن شهادته غير سليمة. وقال دفاع المتهم المغربي، جمال زوكام إن إدانة موكله «يعد أكبر خطأ في تاريخ القضاء الإسباني»، مؤكدا في حوار أجرته معه يومية إلموندو «أن التحريات التي أجريت أظهرت أن الشهادات ضد موكله باطلة ومتناقضة».وأشارت هيأة دفاع زوكام المشكلة من المحاميين ادواردو غارسيا بينيا وفرانسيسكو أندوخار، أن موكلها مازال ينتظر اليوم الذي ستظهر فيه حقيقة إثبات براءته مما نسب إليه ظلما وعدوانا، وأوضحت أن القضاء الإسباني لم يثبت بدلائل ملموسة ما يدين جمال زوكام في الأحداث الإرهابية سواء بتحاليل ADN أو البصمات.ومن المنتظر أن تقدم هيأة دفاع زوكام شكاية ضد الرومانية «C65» ومواطنتها الشاهدة الثانية المرموز لها بـ «J17» بتهمة «الكذب وافتعال أشياء غير صحيحة». إنجاز: عبد العزيز حمدي (إسبانيا)

إعادة التحقيق في ملف زوكام المتهم بتفجيرات مدريد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بروفايل: زوكام… أول مغربي معتقل في هجمات مدريد

برلماني يتهم رجال سلطة بالمتاجرة في دور الصفيح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات