ضرورة ابتكار نظام لدعم الأسر المحتاجة

محمد بن قدور: يجب التوقف عن دعم الفيول لأن الشركات الكبرى هي المستفيدة منه انتقد محمد بن قدور، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلكين بالمغرب، الزيادة الأخيرة في أثمنة المحروقات، معتبرا أن لها انعكاسات سلبية مستقبلا على القدرة الاستهلاكية للمواطن البسيط. وطالب بن قدور، في حوار مع "الصباح"، التوقف عن دعم الفيول وسكر "سنيدة"، باعتبار أن المستفيدين من هذا الدعم هي الشركات الكبرى، مؤكدا أن إصلاح نظام الدعم المعتمد يجب أن يتم عن طريق تحديد لوائح للأسر التي تستحق الدعم من أجل مساعدتها، في اتجاه إلغاء صندوق الموازنة. كيف ترون تأثير الزيادة الأخيرة في أثمنة الغازوال والبنزين والفيول على المواطن؟في الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك عبرنا عن رفضنا لهذه الزيادة في أسعار البنزين والغازوال، لأنها ستنعكس بصفة مباشرة على القدرة الاستهلاكية للمواطن البسيط. نحن لسنا مع الطرح الذي يقول إن الانعكاسات ستكون قليلة جدا على المواطن، فالارتفاعات في الأثمنة، حتى لو كانت قليلة، فإن تراكمها سيكون ذا تأثير كبير. وقد بدأنا نلحظ هذا التأثير من خلال ارتفاع أثمنة بعض المنتجات وأيضا في تعريفة وسائل النقل.في الوقت الذي تدعم الدولة المحروقات، فإنها تحقق مداخيل كبيرة من الضرائب المفروضة عليها. كيف ترى هذه المفارقة؟في 2008، بلغت مداخيل الدولة من الضرائب على المحروقات 22 مليار درهم. هذا رقم كبير، لكن إذا ما قارناه بالدعم الذي تقدمه الدولة للمحروقات، والذي يبلغ 21 مليار درهم، مما يطرح أكثر من سؤال حول أهمية هذا الدعم، خصوصا بعد إعفاء "سامير" من الضرائب بعد الحريق الذي تعرض له معملها. إذ في سنة 2011، بلغت قيمة مداخيل الضرائب 12 مليار درهم، حسب ما صرح به الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية ادريس الازمي. هناك نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها، تتعلق بدعم الفيول، الذي تستهلكه الشركات الكبرى للفوسفاط والكهرباء وغيرها، بينما الدعم موجه أساسا لمساعدة المواطن البسيط... فهل هذه الشركات تحتاج إلى الدعم؟! يجب التوقف عن دعم الفيول وتقديم الدعم للأشخاص الذين يحتاجونه حقا.يستنزف السكر مبلغا كبيرا من الدعم سنويا حددته الدراسة الأخيرة لمجلس المنافسة بمليارين و500 مليون درهم في 2011. لكن نلاحظ أن هذا الدعم تستفيد منه أكثر الشركات الغذائية، ما رأيك في ذلك؟بالفعل، فالشركات الكبرى هي المستفيدة الكبرى من هذا الدعم. فمثلا، كأس واحد من المشروبات الغازية يتطلب خمسة أضعاف من السكر مما يتطلبه كأس من الشاي. شركات المربى كذلك تستهلك كمية كبيرة من السكر، وأيضا شركات البسكويت والحلويات.ما جدوى دعم السكر إذن، إذا كان أكبر المستفيدين هم اصحاب الشركات؟ الأسر المغربية البسيطة قليلا ما تستعمل سكر "سنيدة"، إذ "القالب" هو الأكثر استعمالا من طرف هذه الأسر، التي لا تستعمل سكر "سنيدة" إلا نادرا لصنع الحلويات. وبالتالي، طالبنا الحكومة بأن يقتصر دعم السكر على سكر "القالب"، لأن المستفيد الأول من دعم سكر "سنيدة" هي الشركات الكبرى التي تصنع الحلويات، وإذا كان هناك إصلاح لصندوق الموازنة، فيجب أن يتم في هذا الاتجاه.كانت لكم انتقادات أيضا للدقيق المدعم وطالبتم بالتوقف عن دعمه، لماذا؟ في العالم القروي، أغلب الأسر تستهلك القمح والشعير، وليس الدقيق المدعم، الذي يستفيد منه القايد والمقدم، وأصحاب المطاحن أنفسهم. الدولة تدعم الدقيق بنسب كبيرة، ولا ينعكس هذا الدعم على المواطن العادي، الذي لا يستهلك هذا الدقيق نظرا لرداءته. يجب منع بيعه، لأنه غير قابل للاستهلاك.ما هو تصورك لإصلاح صندوق الموازنة؟أولا، يجب التوقف عن دعم الفيول وسكر "سنيدة" و"المقرطط"، وأيضا زريعة عباد الشمس، التي تتمتع أيضا بالدعم رغم تحرير أثمانها منذ سنة 2002، وهذا أمر غير منطقي، إذ كيف أن الدولة تدعمها في الوقت الذي لا تقنن فيه أثمنتها. ثم يجب تحديد الفئات الفقيرة التي يجب أن تستفيد من الدعم، من أجل مساعدتها عن طريق تعويضات عائلية أو أي شكل آخر لدعمها بطريقة فعالة، عن طريق وضع لوائح للفقراء طبقا للدخل الشهري للأسر، في اتجاه إلغاء كامل لصندوق المقاصة بشكله الحالي، وابتكار طرق أخرى لدعم الأكثر عوزا من المغاربة. أجرت الحوار: صفاء النوينو

ضرورة ابتكار نظام لدعم الأسر المحتاجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجلس المنافسة يقترح حلا سيوفر للميزانية ما بين 24 و 30 مليار درهم

المحروقات تستنزف أزيد من 80 في المائة من الدعم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات