“موازين” يتطور ويستفيد من أخطائه

الشاعر المصري مصطفى مرسي يروي حكاية أغنية "ونعم الملوك" قال الشاعر مصطفى مرسي إنه هو من اقترح على هاني شاكر أداء أغنية "ونعم الملوك"، وتحدث الشاعر المصري عن ظروف تأليف هذه الأغنية، إضافة إلى جوانب من مساره الإبداعي وعلاقته بالعديد من نجوم الأغنية العربية. حدثنا عن ظروف كتابة أغنية "ونعم الملوك" التي غناها هاني شاكر؟< في الحقيقة النص جاء تعبيرا مني على حبي للمغرب والمغاربة. منذ أزيد من سبع سنوات وأنا أتردد على هذا البلد بصفة دائمة، ولم أفكر في كتابة نص عنه، إلا بعد أن تشبعت بأجوائه وعايشت أهله عن قرب، وحاولت أن أتمثل هذه الروح المغربية الأصيلة في هذا النص، مثلما فعلت في نصوص أغان وطنية سابقة كتبتها عن مصر أشهرها "أنا مصري" الذي غنته نانسي عجرم، إذ أحاول أن "ألمز الناس في كلمتين" وأبلغ المعنى في أقصر عبارات ممكنة، فعندما تتأمل في النص تجده مطلعه يقول "ونعم الملوك يا ملكنا" ف"نا" هذه دالة على الأنا المغربية وتتكلم بلسان المغاربة ومستوعبة روحهم رغم أنها باللهجة المصرية. ألا تعتبر أن كتابة نصوص غنائية للملوك والزعماء تتضمن نوعا من التزلف، خاصة أن اندلاع الربيع العربي حمل معه متغيرات عديدة منها انقراض هذا الأسلوب من النصوص الغنائية ؟ هو في الواقع نحن كشعوب عربية مجبرون على أن نكون في صف حكامنا، ومثلا في الفترة التي كان فيها حسني مبارك رئيسا للجمهورية، غنى له جل الفنانين في مصر، ولم يكن أحد يعتبرهم متزلفين، فنحن كنا نتعامل مع زعيمنا كأنه أبونا، فلا بأس من احترامه وتقديره، كما أنني عندما كتبت أغنية عن الملك محمد السادس، فبطبيعة الحال لم أكن أبغي من وراء ذلك مصادقته أو الاستفادة من شيء ما، فأنا شاعر أعبر عما أحس به بالكلمة.< من المؤكد أنك وأنت تحرر نص أغنية "ونعم الملوك" استحضرت نموذج الأغاني التي غناها بعض الفنانين في ما قبل عن المغرب خاصة عبد الحليم حافظ؟< مع احترامي لجيل العباقرة فإنني لا أجرؤ على مقارنة نفسي بهم، وعندما حررت نص الأغنية لم أستحضر بالضرورة التجارب السابقة فقط شعرت بالرغبة في كتابة الموضوع فجاء النص الذي غناه هاني شاكر، كما أن فكرة كتابة الأغنية راودتني قبل أشهر خلال إحدى زياراتي للمغرب.< (مقاطعا) أي أن النص لم يأت بناء على طلب من هاني شاكر؟< لا أبدا، بل العكس أنا من اقترح على شاكر غناءه ولم تكن الفكرة واردة لديه من الأصل، لكنه كان يفكر في رد المجاملة إلى القصر الملكي الذي وجه إليه الدعوة لحضور مهرجان "موازين" فقرأت عليه كلمات الأغنية فأعجب بها ورأى فيها خير شيء يقدمه إلى المغاربة شعبا وملكا على حسن الدعوة والرعاية التي أحاطوه بها.< ما هي ملاحظاتك على مهرجان "موازين"؟< مشكلة القائمين على مهرجان "موازين" أنهم يتبعون ميولهم الخاصة ولا ينصتون إلى ما يطلبه الناس، وتدخل فيها اعتبارات شخصية أكثر منها موضوعية، لكن من حيث الشكل فالمهرجان يتطور سنة بعد أخرى ويستفيد من أخطائه. < أنت من الجيل الوسط لكتاب الكلمات الذين ظهروا خلال بداية التسعينات، وهي الفترة التي تغير فيها مسار الأغنية العربية نحو الأغاني الخفيفة والقصيرة النفس، والكثيرون صاروا يتحدثون عن أزمة أغنية ويحملون المسؤولية للمطربين، في حين أن الجزء الأكبر من المسؤولية يتحمله كتاب الكلمات والملحنون، ما تعليقك؟< فعلا إذا كانت هناك أزمة فمنطلقها هو المؤلفون والملحنون، لأن المطرب عادة يكتفي بتنفيذ المشروع الغنائي، كما أن المؤلفين لا يستطيعون المجازفة والإبحار ضد التيار السائد وتجاوز متطلبات المرحلة بتقديم أعمال لا تستجيب لروح العصر، فطبيعة التحولات التي عاشها العالم العربي خلال العقود الأخيرة فرضت على المشتغلين في قطاع الفن، والأغنية على وجه التحديد، اعتماد الأغنيات ذات النفس القصير والجمل القصيرة، إذ لم يعد المتلقي مهيأ لسماع الأغنيات الطويلة.< لكن رغم أن الكثير من المطربين حاولوا تجديد الأغنية على مستوى الشكل والألحان والآلات الموسيقية، إلا أن المعاني المتضمنة في الأغاني الحديثة مكرورة غارقة في تصوير الحالات العاطفية بشكل ساذج؟< الأغنية الحديثة الآن صارت تعتمد على اللفظ الجديد والمغاير، كما أن المبدع صار ملزما باختصار ما يريد قوله في أقصر وقت ممكن قد لا يتجاوز ثلاث دقائق، وإذا تعدت هذه المدة تصبح ثقيلة على المتلقي.< (مقاطعا) لكن الأغنية القصيرة قدمت كذلك في الخمسينات وكانت أعمق؟< لكنها كانت أيضا تتناول مواضيع الحب، وهي التي علمتنا كيف نكتب في هذه المواضيع.< ما هي أكثر التجارب الزجلية التي تأثرت بها في مسارك؟< تأثرت كثيرا بأسلوب الراحل مرسي جميل عزيز، الذي كتب معظم أغاني عبد الحليم حافظ الخفيفة. هذا الشاعر كان يتكلم بلسان الناس، ويصور المعاني في بساطة متناهية، كانت سر تميز تلك الأغاني ونجاحها، سيما أن البساطة شيء من الصعب تصنعه أو اكتسابه، فهي موهبة فطرية، ولحسن حظي أن الظروف قادتني إلى التعامل مع نجوم كبار منذ البداية، إذ غنت لي في فترة مبكرة من مساري الإبداعي كل من ميادة الحناوي وليلى غفران وراغب علامة ومحمد فؤاد وغيرهم، وطرح هذا بالنسبة إلي صعوبة كبرى تمثلت في أنه يجب علي أن أحافظ على المستوى الذي ظهرت به مع هؤلاء، حتى لا أعتبر مجرد نتاج لضربة حظ، والحمد لله واصلت مساري بتأليف أغاني كثيرة لفضل شاكر ونانسي عجرم وغيرهما.أجرى الحوار: عزيز المجدوب

“موازين” يتطور ويستفيد من أخطائه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العرايشي غاضب من المديرين المركزيين لدار البريهي

الدبوز والوالي يسخران الفن في دعم العمل التطوعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات