الاحتفاء بأشعار “الشهداء” بساحة السراغنة بالبيضاء

تلاوة قصائد لسعيدة المنبهي وزروال ولوركا ولسان الدين ابن الخطيب أبى معرض الكتاب بساحة السراغنة بالبيضاء، قبل اختتام فعالياته يوم الأحد الماضي إلا أن يحتفي بشهداء الشعر والقضية على طريقته الخاصة، ويستحضر أرواحهم وأشعارهم في أمسية شعرية وثقافية احتضنتها خيمة الندوات بالمعرض، والتي اختير لها اسم "خيمة الاعتراف" تكريما للأسماء الثقافية التي غادرتنا في الآونة الأخيرة، منهم الشاعر سعيد سمعلي والباحث عبد الواحد خيري والنقاد السينمائي محمد سكري والمناضل أبو بكر القادري والأديب والإعلامي عبد الجبار السحيمي. أطوار الأمسية جرت بالخيمة التي تتوسط خيام الكتب التي اجتاحت ساحة السراغنة، ونضت عنها ثوب "الترييف" الذي غطاها، وأعادت إليها الكتب المنتشرة هنا وهناك جزءا من ماضيها التليد، وعادت روح الثقافة والفكر لتطوف بالقرب من "أقواس الساحة" التي كانت شاهدة على مسامرات العديد من الأدباء والفنانين الذي كانوا يتخذون من مقاهيها فضاء للنقاش الفكري الجاد.هذا النقاش الذي استحضر منظمو الدورة الخامسة لمعرض الكتاب المستعمل جزءا منه في الندوات التي كانت تعقد على هامش فعاليات المعرض طيلة شهر أبريل الماضي، وكان أبرزها اللقاء الثقافي الذي احتضنه المعرض يوم الجمعة الماضي، واختير له عنوان "الشعر لا يكتبه إلا الشهداء" أشرف عليه مختبر السرديات التابع لكلية الآداب ابن امسيك ونادي القلم المغربي.وللمكان الذي نظم فيه هذا اللقاء الثقافي أكثر من دلالة بالنسبة إلى "الشهداء"، فساحة السراغنة التي يحدها من الجهة الغربية شارع الفداء كانت فعلا مسرحا لاستشهاد العديد من المناضلين والمحتجين خلال الانتفاضات الحضرية التي شهدتها الدار البيضاء خلال سنوات الاستقلال الأولى خاصة سنتي 65 و81، ومنها انطلقت أعتى المنظمات والحركات اليسارية منها "23 مارس" وبعدها "إلى الأمام" وغيرها.وأفرزت هذه الحركات أدبها الخاص بها، كما قدمت "شهداء" وقعوا هذا الأدب، أشهرهم عبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي وكان اللقاء الفكري مناسبة لاستحضار أرواح هذين الاسمين وإبراز إسهاماتهما في حركة الشعر المغربي المعاصر.وافتتح اللقاء الدكتور شعيب حليفي الذي أكد أنه مخصص ل"الاحتفاء بالكلمة الشجاعة وبمن وقفوا شامخين لتحرير المخيال المغربي من الخوف والانبطاح وعبروا بكلمات صادقة تثري رؤاهم وتستوضح شعاعها برموز إنسانية يشترك فيها كل أدباء الإنسانية".كما تحدث في اللقاء ذاته يوسف بورة باسم الكتبيين العارضين ولجنة المعرض، ثم تلاه الشاعر القطيب التناني بقراءة قصيدتين شعريتين بعنوان "لقاح" و"كن جائرا"، ثم قراءات شعرية لادباء شباب من مختبر السرديات منهم الحسين الدلاحي وعبد الناصر آيت يحيى وعبد السلام عابي وعبد المجيد صدار.أما شعيب حليفي، منسق اللقاء، فاختار تفديم نبذة عن مسارات "الشعراء الشهداء" الذين تناوب على تلاوة أشعارهم العديد من الأصوات الشعرية.ومن الأسماء التي تم استحضارها هناك الشاعر والمناضل الراحل عبد اللطيف زروال، الذي لفظ أنفاسه تحت وطأة التعذيب بمعتقل درب مولاي الشريف، وكان قبل ذلك انخرط في صفوف حركة "إلى الأمام" اليسارية، ودرس الفلسفة بكلية الآداب بالرباط، وألف العديد من الأشعار التي صودرت بعد وفاته ولم تنج منها سوى قصيدة واحدة بعنوان "عن الحب والموت" نشرت في مجلة "أقلام" خلال مطلع السبعينات.كما تم استحضار الراحلة سعيدة المنبهي التي توفيت إثر خوضها إضرابا عن الطعام وسنها لا يتجاوز الخامسة والعشرين، بعد أن اعتقلت سنة 76 رفقة 138 معتقلا سياسيا وجهت إليهم تهمة المس بأمن الدولة، وأدينت بخمس سنوات أضيفت إليها سنتان بتهمة القذف في حق هيأة القضاء.وخلفت الراحلة المنبهي العديد من القصائد باللغة الفرنسية منها قصيدة كتبتها قبل وفاتها بالسجن تقول في مطلعها: عندما كنا نمشي/ على الأوراق الذابلة/ وفي الربيع/ فوق الأوراق اليانعة/ السماء تتعتم/ القصائد كومة سوداء/ غمرتها النار/ ابتلعتها ظلمة الممنوع/ هي التي كانت نافذتي/ في زنزانتي المهملة/ في الحائط/ الذي لا يصله النور".كما تليت خلال الأمسية الشعرية مقاطع من أشعار طرفة بن العبد وامرئ القيس والشاعر والمغني الشيلي فيكتور خارا والاسباني غارسيا لوركا وميغيل هيرنانديث والشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب والفقيه والشاعر المغربي عبد السلام جسوس الذي عاش في عهد السلطان إسماعيل. عزيز المجدوب

الاحتفاء بأشعار “الشهداء” بساحة السراغنة بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملف اغتصاب مدير لتلميذة يبعث بعد 20 سنة

"نكاف" يخترق مهنة النساء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات