ربـاح يمـد طـوق النجـاة لعمـدة البيضـاء

وزير الطاقة تعهد بضخ 150 مليارا في مشروع معمل حرق الأزبال ومطرح مديونة يصل مرحلة الكارثة مد عبد العزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، بداية الأسبوع الجاري، طوق النجاة لزميله في حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز عماري، رئيس الجماعة الحضرية، حين وعده بضخ 150 مليار سنتيم في مشروع بناء وحدة ضخمة لتثمين وحرق النفايات المنزلية والنفايات المشابهة على مساحة 20 هكتارا في المطرح الجديد بالمجاطية. وقال مصدر إن اجتماعا شهده مقر ولاية جهة البيضاء، حضره عبد الكبير زهود، والي الجهة، وترأسه عزيز رباح، الوزير الوصي على القطاع، ونزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة وعمدة المدينة وعدد من الأطر والمسؤولين لإيجاد حل للمأزق المالي، والصعوبات التي تعترض الجماعة في تمويل مشروع تهيئة المطرح العمومي الجديد بالمجاطية، خصوصا وحدة التثمين والحرق الذي ستكلف وحدها استثمارا ما بين 400 مليار سنتيم و500، دون احتساب مبلغ 45 مليون درهم المخصصة لتهيئة الرواق الأول (11 هكتارا) المقرر أن يستقبل ملايين الأطنان من الأزبال ابتداء من 2020، والمبالغ الأخرى الخاصة بتهيئة الطرق وبناء التجهيزات والمرافق الإدارية والملحقات التقنية على مساحة 4 هــــكتارات. وبعد التوصل بهذا المبلغ الحكومي الضخم، سيكون على الجماعة الحضرية مطالبة بالبحث عن 350 مليار سنتيم أخرى لتمويل مشروع وحدة التثمين والحرق ومرفقاتها، أو اللجوء إلى شركة خاصة ستتكلف بالاستثمار والتجهيز الكلي، على أن تتقاضى ذلك مستقبلا (على مدى 25 سنة) في شكل تمويل سنوي حسب "الطوناج" الذي سيرتفع سعره في هذه الحالة إلى 1500 درهم للطن الواحد، أو 1000 درهم على أقل تقدير، عوض 33 درهما للطن في الوقت الحالي. أما الخيار الثاني المطروح أمام مجلس المدينة، من أجل تقليص كلفة الاستغلال على مدى 25 سنة، هو اللجوء إلى قرض داخلي أو خارجي، لتحمل جزء من 350 مليار سنتيم، على أن تتكلف الشركة التي سيرسو عليها طلب العروض الدولي بالباقي. وتمد هذه الصعوبات المالية والخلل البنيوي في البرمجة وضعف تكوين الأطر المكلفين بالمشروع الضخم للمطرح الجديد للمجاطية، في عمر المطرح العمومي القديم بمديونة الذي تحول إلى كارثة بيئية بكل المقاييس، إذ تظهر صور وفيديوهات توصلت بها "الصباح" حجم الجرائم التي ترتكب في حق البيئة والمحيط والفرشة المائية، بعد أن عجزت الشركة المكلفة عن التصدي لآلاف الأمتار المكعبة من عصير الأزبال (ليكسيفيا)، التي وصلت إلى الطريق العمومية، وتتجه إلى المدينة الخضراء عبر مدخل عين الحلوف. وحسب التوقعات الأولية، وبالنظر إلى الوتيرة البطيئة لتنفيذ مشروع المطرح الجديد، ستستمر عشرات المحملة بأزبال 16 مقاطعة بالبيضاء والجماعات القروية المحيطة في صب 5000 طن يوميا من الأزبال في مطرح لم يعد به شبر واحد فارغ، ويعتمد مدبروه على تقنية "الرمي العلوي"، أي الاعتماد على رافعات لوضع النفايات في شكل طبقات جبلية (وصل علو الجبال ما بين 45 و50 مترا). ردم دون "ليكسيفيا" لا ينص "العقد" المبرم بين شركة "البيضاء للخدمات" والشركة الجديدة المكلفة بالمطرح القديم، على تدبير عصير الأزبال والغازات الناتجة عنها، بل اكتفى بتكليفها باستقبال النفايات والتخلص منها عبر طريق الردم، أو التصفيف العلوي، ما يسفر وجود هذه الوديان والسيول الكثيرة من "ليكسيفيا" التي غزت جميع المناطق المحيطة، وكثير منها لا تراه العين بعد تسربه إلى الفرشة المائية. وتنبأ ناشطون في جمعيات بيئية بالكارثة الكبرى التي تتربص بالمدينة، حتى بعد الانتهاء من استغلال المطرح القديم، إذ يتطلب تنظيف الفرشة المائية حوالي 25 سنة على الأقل، أما جبال الأزبال، ستظل في مكانها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مع كل ما تحمله من آفات وأمراض ومخاطر (في حال الانجراف أو الانهيار) للسكان المجاورين. يوسف الساكت

ربـاح يمـد طـوق النجـاة لعمـدة البيضـاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عبد النباوي: القانون يمنع تعنيف المرأة

السطـو علـى ملياريـن مـن المجوهـرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات