انتحار جديد في صفوف مطرودي “جنرال تاير”

أحد العمال السابقين يختار وضع حد لمعاناة اجتماعية ونفسية دامت زهاء 12 سنة انتهت المصالح الأمنية بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، أخيرا، من التحقيق في حادث انتحار عبد الرحيم زويت، أحد العمال المطرودين تعسفيا من شركة جنرال تاير، الذي اختار وضع حد، بهذه الطريقة المأساوية، لمعاناته النفسية والاجتماعية التي استمرت زهاء 12 سنة بعد إغلاق الشركة التي كانت المصدر الوحيد لإعالة أسرته المتكونة من أربعة أبناء. وقال صلاح الدين زويت، الابن البكر للضحية، إن مصالح الأمن سلمت عائلته الجثة صباح الأربعاء الماضي من أجل الدفن، بعد استكمال جميع الإجراءات القانونية المنصوص عليها في مثل هذه الحالات، مؤكدا أن والده عانى كثيرا خلال المدة السابقة، ودخل في سلسلة من الأزمات النفسية والاجتماعية مباشرة بعد طرده من شركة «جنرال تاير» وإغلاقها، ودخول إلى التصفية القضائية التي مازالت متواصلة لأكثر من عقد.وقال صلاح الدين، الذي كان يغالب دموعه بصعوبة، إن الأسرة فوجئت، مساء الاثنين الماضي، بجثة والده معلقة إلى حبل في سطح منزل والدته بسيدي البرنوصي، الكائن قرب مصحة الضمان الاجتماعي، مؤكدا أنهم يجهلون السبب الحقيقي كان وراء اتخاذ هذا القرار، و»لكن حنا عارفين أن الواليد مسكين كان كيتألم بزاف من قلة الفلوس». وأكد عمر زويت، أخو الضحية ولاعب الرجاء البيضاوي والرشاد البرنوصي سابقا والمدرب الحالي لفتيان الأخير، أنه ظل يتابع، منذ سنوات، الحالة النفسية والاجتماعية المتردية لشقيقه الذي أصيب بما يشبه الصدمة، مثله مثل باقي ضحايا إغلاق الشركة، «لكني لم أتوقع أن يقرر وضع حد لحياته بهذه الطريقة المأساوية التي خلفت جرحا عميقا في نفسية أبناء وأفراد أسرته».وقال زويت إن شقيقه من مواليد 1960، التحق بشركة «جنرال تاير» سنة 1987 في إطار تسوية مع الإدارة بعد وفاة والده الذي كان يشتغل في الشركة نفسها، مؤكدا أن الضحية قضى سنوات عمله الأولى في ظروف مالية مريحة، قرر إثرها الزواج، إذ رزق بأربعة أبناء (ولد وثلاث بنات)، قبل أن تقع الكارثة، التي شبهها عمر زويت، بقنبلة هيروشيما، التي فجرت عددا من الأسر وشردت أبناء وتسببت في حالات طلاق وأصابت الكثيرين بالحمق والأمراض المزمنة والأمراض العقلية والنفسية.وأوضح عمر زويت أن شقيقه أصيب بصدمة نفسية حادة، تردد بسببها على عدد من الأطباء النفسانيين الذين نصحوه بتناول أدوية مهدئة للأعصاب، كما جرب العمل في عدد من المهن، آخرها مهنة كناس في حديقة بالبرنوصي في إطار مصالح الإنعاش الوطني، قبل أن يغادرها متذمرا.وفتح انتحار عبد الرحيم زويت سجل ملف مطرودي «جنرال تاير» المعروض على أنظار المحكمة التجارية منذ 12 سنة، إذ مازال أكثر من 500 عامل ينتظرون تعويضاتهم المحددة وفق قانون التصفية القضائية، فيما يندد آخرون بأسلوب التماطل و»التخلويض» الذي مكن البعض من تسلم تعويضاتهم في حدود 100 في المائة، وآخرون تسلموا 40 في المائة فقط. يوسف الساكت

انتحار جديد في صفوف مطرودي “جنرال تاير”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لشاب وخليلته بالجديدة من أجل السرقة

وضع متهمة بقتل صهرها بمستشفى الأمراض العقلية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات