شيراك يعلن نيته التصويت لفائدة هولاند

تلقى مرشح الأغلبية اليمينية للرئاسيات نيكولا ساركوزي ضربة قاسية بإعلان جاك شيراك، الذي يتمتع بشعبية كبيرة وسط الفرنسيين وأتباعه، التصويت لفائدة مرشح الاشتراكيين فرانسوا هولاند، بل إن بعض الوزراء الذين دمجهم ساركوزي في حكومته بناء على ما أسماه، وقتها، «سياسة الانفتاح على اليسار»، ذهبوا في المسار نفسه، إلا أن سباق الإليزيه يبقى مفتوحا على عدد من الاحتمالات. مع اقتراب موعد الرئاسيات الفرنسية، ازداد فرق النقاط بين الرئيس المرشح للرئاسيات نيكولا ساركوزي وممثل الاشتراكيين في هذا السباق تقلصا، بل إن ساركوزي تجاوز بقليل، بحسب بعض استطلاعات الرأي، فرانسوا هولاند الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات.ولم يكن العديد من المتتبعين، قبل شهور قليلة يعتقدون أن الرئيس الحالي ستكون له حظوظ في هذه الرئاسيات، التي ارتفعت درجة حرارة حملتها، إلا أنها حملت معها المفاجأة بالنسبة لبعض المراقبين، وهم يتابعون كيف نجح سيد الإليزيه إلى حد كبير في إنعاش شعبيته التي ارتفعت قيمتها على بيانات استطلاعات الرأي.الملاحظون يرجعون نجاح ساركوزي في حملته الانتخابية إلى أنه أدرك جيدا كيفية منح طموحاته السياسية نفسا جديدا، والتي استطاع من خلالها أن يقنع على الأقل «شعاراتيا» أفواجا عديدة من أنصاره الذين كانوا يمكثون في بيوتهم يوم الاقتراع، أو يتجهون نحو اليمين المتطرف، فيما البقية، وهي قليلة قد تتوجه يسارا وبالضبط للتصويت لصالح هولاند.وتحدث ساركوزي والناطقون باسمه وبالخصوص وزير الداخلية كلود غيان، ومستشاره الشخصي هنري غينو جميعا لغة هجينة حول الهجرة امتعضت منها الجاليات المغاربية والإفريقية، ولاحظ المراقبون أن فريق ساركوزي حاول أن يسابق اليمين المتطرف حول موضوعات من «اختصاص» الأخير ولا تثار إلا للتسويق الانتخابوي.لربما هي المنهجية التي خدمت ساركوزي في استرجاع شيء من شعبيته في الأوساط المقربة من اليمين المتطرف، أو تلك المعروف عنها أنها تصوت لأجل الأمن ولعدائها للهجرة والمهاجرين، وتفضل أن تعطي صوتها لمرشح يلامس خطابه أفكارها مؤهلة للفوز مثل ساركوزي، عوض زعيمة اليمين المتطرف ذات الحظوظ الضئيلة.الفرنسيون يتطلعون إلى التغييراستعادة ساركوزي لشعبيته لا تعني حتى الآن أنه ضمن الفوز، ولو أنه عرف بثقته في ما يقدمه من وعود على أنها ستغري الغالبية من الفرنسيين، وضربه بقوة في بعض الأحيان أفكار خصمه السياسي الأول فرانسوا هولاند، وهو ما تؤكده استطلاعات الرأي اليوم، لأن فوزه، بحسبها، لن يتجاوز المرحلة الأولى من الانتخابات، وهذا ما سيدفعه إلى المراهنة على حملة من نوع آخر بين الدورين.الكل يؤكد أن مواجهة صعبة تنتظر في الدور الأول مرشح الاشتراكيين الذي لا يقدم بدوره الكثير من الوصفات الاقتصادية والاجتماعية لانتظارات المواطن الفرنسي اليوم، شأنه في ذلك شأن الرئيس المرشح، لأن البطالة لم تزد إلا ارتفاعا في عهده وفي ظروف اقتصادية عالمية يصعب حتى على كبار الخبراء الاقتصاديين التكهن بنتائجها.ويتطلع الفرنسيون اليوم إلى التغيير أكثر من أي شيء آخر، والتصويت لمرشح الاشتراكيين لا يعني بالدرجة الأولى أن لهم ميولات يسارية، أو أن الجميع مقتنع بالبرنامج السياسي لفرانسوا هولاند، بل إن مراقبين يتحدثون عن ضرورة الانتقال إلى تناوب سياسي بعد عشر سنوات من حكم اليمين لفرنسا.تشتت اليمين يخدم طموحات هولاندلكن يمكن لساركوزي أن يحدث المفاجأة، ويحبط مرة أخرى آمال الاشتراكيين واليسار الفرنسي عموما في العودة إلى دواليب الحكم، هذا في حالة نجاحه في الجمع بين القوى اليمينية التي لا تعيش الانسجام نفسه الذي عرفته خلال حملة الرئاسيات الأخيرة.إلا أن هذا الأمر يبدو صعبا، بسبب تعبير شخصيات سياسية مهمة، وفي مقدمتها شيراك وأتباعه وجزء مما عرف بوزراء الانفتاح الذين استقدمهم ساركوزي من اليسار وعلى رأسهم المؤسسة والرئيسة السابقة لجمعية «لا عاهرات ولا خاضعات» فضيلة اعمارة، عن نيتها التصويت لفائدة هولاند، وهو ما سيضر لا محالة بآمال الرئيس الحالي في الفوز بالرئاسيات مرة ثانية. مفاجأة هذه الحملة الانتخابية، والتي قد تقلب معادلة استطلاعات الرأي، إلى جانب مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين، قد تكون مرشح جبهة اليسار، أحد أبناء طنجة، جون لوك ميلونشو، الذي تقدمه الاستطلاعات في الرتبة الثالثة بعد هولاند وساركوزي، والذي دعت العديد من جمعيات المهاجرين للتصويت لفائدته. بوعلام غبشي (باريس)

شيراك يعلن نيته التصويت لفائدة هولاند

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حرية الإبداع موضوع ندوة "الثقافة حرة وستبقى حرة"

حملة انتخابية بدون مضمون لرئاسيات فرنسا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات