حرية الإبداع موضوع ندوة “الثقافة حرة وستبقى حرة”

أشاور يحذر من إبداع "بوليسي" وبخاري وعد بتحركات ميدانية مختلفة تحتضن مجازر الدار البيضاء سابقا (ليزاباتوار)، غدا (الأحد)، حفلا موسيقيا لمجموعة "هوسة" والمغنية خنسا باطما، إضافة إلى مائدة مستديرة لمناقشة حرية الثقافة والإبداع، ينظمها مجموعة من الفاعلين الفنيين والثقافيين، في إطار اللجنة التي تكونت أخيرا وصاغت بيانا أطلقت عليه "الثقافة حرة وستبقى حرة"، هدفه الدفاع عن حرية الإبداع الثقافي والفني بالمغرب، وهي اللجنة التي تتكون من المنتجة لمياء الشرايبي، صاحبة الفكرة، والممثلة فاطم العياشي والصحافيين كريم بخاري وأحمد نجيم، والكاتب محمد العروسي والمخرج محمد أشاور.وفي اتصال ل»الصباح» بمحمد أشاور، أحد المشاركين في صياغة البلاغ، اعتبر مخرج «فيلم» أن الثقافة تحركها حرية الإبداع والرأي، وتقنينها يعني تقنين الحرية وبالتالي قمعها. وأضاف في سياق رده على سؤال ل»الصباح» حول مفهوم السينما النظيفة أو سينما العائلات الذي أصبح متداولا في عهد الحكومة الجديدة لبنكيران، قائلا «يمكن الحديث عن إبداع جيد وآخر رديء، لكن لا وجود لشيء اسمه ثقافة نظيفة وأخرى وسخة، هذا مصطلح يليق أكثر بمنتجات التصبين».وحول إن كان لا يجد البلاغ الذي تم إصداره استباقيا، في ظل عدم وجود أي تقييد رسمي أو واضح للحريات على مستوى الثقافة والإبداع إلى حدود الساعة من طرف حكومة «البيجيدي»، أوضح أشاور أن البلاغ جاء ردا على خطاب كان سائدا قبل وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى الحكم، يتحدث عن ثقافة بمواصفات معينة "تحترم الدين والقيم العائلية"، وبالتالي فإن خروج البلاغ في هذا التوقيت بالذات كان مقصودا، خاصة في ظل التصريحات التي نسمعها اليوم من مسؤولين من العدالة والتنمية مشاركين في الحكومة، عن السياحة في مراكش وعن المهرجانات، إضافة إلى النقاش الذي أثارته دفاتر التحملات الخاصة بالتلفزيون. وأضاف قائلا "تحركاتنا تأتي أيضا في إطار توجه المجتمع نحو أن يصبح مجتمعا محافظا في ظل الفراغ الإيديولوجي السائد في الساحة السياسية اليوم"، إضافة إلى ذلك ف"إذا كنا نحترم ما أسفرت عنه صناديق الاقتراع في إطار اللعبة الديمقراطية، فعلى البيجيدي أيضا أن يحترم قناعاتنا في إطار الديمقراطية دائما، لأننا نحن أيضا جزء من هذا المجتمع المتنوع".وأشار أشاور في حديثه إلى "الصباح"، إلى أن الأمر يتعلق باتحاد من أجل الدفاع عن الحقوق والتعبير عن الرأي قبل أن "نجد أنفسنا في خندق مغلق علينا"، وأضاف "إنها ليست حربا معلنة. لكل مكانته داخل هذا البلد ولا أحد من حقه أن يفرض علينا رأيه أو تصوره الخاص للثقافة والفن. وإلا سنصبح أمام نوع بوليسي من الإبداع. وهو أمر غير مقبول. نحن مع التقنين من الجانب الإداري، لكن من الناحية الإبداعية فنحن نرفض ذلك".من جهته، أكد كريم بخاري، مدير نشر أسبوعية "تيل كيل" وواحد من أصحاب مبادرة "الثقافة حرة وستبقى حرة"، أن الخطر المهدد لحرية التعبير في بلادنا ليس ممثلا في حزب العدالة والتنمية فقط، بل في جزء كبير من المجتمع. وقال في اتصال مع "الصباح": "لا يمكننا أن ننتظر إلى حين وقوع المنع. نحن نريد أن نقول إننا موجودون ولدينا رؤية أخرى مختلفة للأشياء. المغرب أرض الحريات. بلدنا منبت الأحرار كما يقول نشيدنا الوطني، ومن هذا المنطلق سارعنا إلى إصدار البلاغ".وعن إمكانية وجود تحركات ميدانية بدل الاكتفاء بالبلاغ وجمع التوقيعات، أوضح بخاري: "بدأنا بصياغة النص أولا وجمع التوقيعات، وهذا أمر ليس سهلا. أما ميدانيا فستكون لنا تحركات مختلفة، أولاها تنظيم الندوات والموائد المستديرة أو معارض فنية وحفلات".وفي سؤال ل"الصباح" إن كان هناك تخوف من أن يصل المغرب إلى ما وصلت إليه تونس أو مصر من رقابة على الحريات من طرف الإسلاميين والسلفيين، أجاب بخاري: "قبل 5 سنوات، لم يكن أحد يتوقع أن حزب العدالة والتنمية سيصل إلى الحكم في المغرب. التقلبات التي تقع اليوم متسارعة وبالتالي يجب علينا أيضا أن نتحرك بوتيرة عالية. بلدنا يتأثر بما يقع في الجارة التونسية أو في مصر أو ليبيا أيضا... كل شيء ممكن".يشار إلى أن بلاغ "الثقافة حرة وستبقى حرة"، اعتبره المبادرون بصياغته "صرخة بصوت واحد وموحد وسلمي ومسؤول: نحن أحرار ونتطلع إلى حرية أكبر في المستقبل". وجاء فيه "(...) إننا نحن، موقعي البيان، من فنانين وسينمائيين ومثقفين ونساء ورجال أدب، وبشكل عام، مواطنات ومواطنين متشبعين بقيم الحرية ومرتبطين بالقيم الكونية للديمقراطية وحقوق الإنسان، لنتحد جميعا ونصرخ بصوت عال: حذار. إننا حريصون على حريتنا. حريصون على أن تظل كلماتنا وصورنا وفضاءاتنا التعبيرية والفنية حرة مثلنا. من لا يتقدم يتأخر، وبلادنا اليوم تتوفر على فرصة مواتية للمضي إلى الأمام. إننا نأمل في هذا، بل نطالب به، وٕاذا اقتضى الحال سندافع من أجل تحقيقه مهما كلفنا الثمن.لن نسمح تحت أي ذريعة كانت بتقييد كيفما كان لفضاء الحرية، ولن نستسلم لصعود بعض أشكال التعصب وفرض نوع من الأبوية والطهرانية التي آذت في السابق كثيرا هذا البلد. فلا وجود لثقافة نظيفة ولا لفن نظيف". وأضاف البلاغ "لا نمو أو تطور لبلد ما دون تعزيز وتعميق مجالات الحرية الثقافية والفنية. لقد علمنا التاريخ، وبلادنا في حاجة إلى ذلك، أن التنمية في حاجة إلى نساء ورجال أحرار، لإبداع كلمات حرة وصور حرة وأفكار حرة. هذا الأمر ليس حاجة فقط بل واجبا». نورا الفواري

حرية الإبداع موضوع ندوة “الثقافة حرة وستبقى حرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـرجـاء يـشـعـل الـبـطـولـة

شيراك يعلن نيته التصويت لفائدة هولاند

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات