الطفل… الحلقة المغيبة في التلفزيون

إطلاق قناة جديدة تعنى بالطفل والأسرة بشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية منذ أن تحول التلفزيون المغربي، قبل سبع سنوات، إلى شركة مساهمة أطلق عليها اسم "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون" دخل قطاع الإعلام السمعي البصري بالمغرب مرحلة جديدة في تاريخه، عنوانها رفع احتكار الدولة عن القطاع والسماح للخواص المغاربة والأجانب بالاستثمار فيه في أفق إحداث إذاعات ومحطات تلفزيونية خاصة. وفعلا تناسلت العديد من الإذاعات الخاصة، بعد تحرير القطاع، أما "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" والتي كانت في ما قبل تتبع سياسة تحديد النسل، وتكتفي بقناتين كان المغاربة يصفانهما، تهكما، ب"الحلاقم"، فقد أصيبت بلوثة الإنجاب السريع، وأبان مدبرو المرحلة ومخططوها عن "فحولة" غير معهودة في تفريخ القنوات التلفزيونية، فكانت النتيجة ثماني قنوات يصرون على تسميتها عنوة بالباقة، لكن كما يتم تصفيف الورد على شكل باقة كذلك الأمر ينطبق على نبتة "مخينزة" أو غيرها المهم أن كلمة "باقة" تندرج تحتها تسميات مختلفة.المشكل في هذه القنوات التي حاولت، عابثة، أن تتوجه إلى فئات متباينة من المشاهدين المغاربة، فبدت كمن يحرك شفتيه دون أن ينبس بكلمة، فكانت النتيجة عزوفا مهولا للمشاهدين، ونزوحا جماعيا لهم نحو القنوات الأجنبية.لكن ظلت شريحة "الأطفال" التي تعد عصب المجتمع مقصية من تلك القنوات، إذ لم تخصص لها أي قناة لكي تعزف عنها، وبالتالي كانت الفضائيات الأجنبية "في الذمة"، بحكم أن الفقرات المبثوثة هنا وهناك في "باقة" الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم تكن تفي بالغرض، وبالتالي لم تتمكن "سنابل" القناة الأولى ولا "عالم فريد" القناة الثانية من شد انتباه المشاهدين الأطفال الذين حسموا توجههم إلى قنوات "البراني".شيء ما ليس على ما يرام يقع في التلفزيون المغربي الذي أبان عن فشل ذريع، في قدرته على مواكبة حاجيات الأطفال، وقبلها حاجيات الكبار، وهذا تقصير كبير ارتكب في حق هذه الشريحة التي من حقها أن تستمتع بقناة خاصة تعبر عن احتياجاتها.ولعل هذا هو ما انتبه إليه المسؤولون الحكوميون الحاليون، بعد أن كشف مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة، عزمه إطلاق قناة جديدة تعنى بالطفل والأسرة بشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية، ويبدو أن المشروع في طور الإعداد القانوني والمادي والتدبيري لهذه القناة التي من المرتقب أن ترى النور خلال السنة المقبلة.لكن لا يعرف على وجه التحديد ما إذا كانت الحاجة وراء إحداث هذه القناة هو الوعي بالتقصير المرتكب في حق الأطفال، وبالتالي السعي نحو تغطية النقص الحاصل في ما يخص البرامج الموجهة إلى الأطفال أخذا بعين الاعتبار أهمية الاهتمام بهذه الشريحة. ع . م

الطفل… الحلقة المغيبة في التلفزيون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عمي إدريس... صديق أنيس

الاتفاقية الفلاحية مع الاتحاد الأوربي تدخل حيز التنفيذ في يوليوز المقبل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات