“رأس العام” بمستعجلات ابن رشد بطعم الألم

الحركة، دقائق قبل حلول السنة الجديدة 2012، غير عادية بشوارع الدار البيضاء، سيارات تحاول رسم ابتسامات ومحو ذكريات حزينة، قبل أن تدق السنة الجديدة الأبواب، فيما بعض أصحاب الدراجات النارية، أصروا على استقبال 2012 بطريقتهم الخاصة، فاختاروا تحويل الشوارع إلى حلبة للتسابق وممارسة حركاتهم البهلوانية. لكن الوضع، بمستعجلات «ابن رشد»، كان مختلفا، إذ اختفت معالم الفرحة بحلول السنة الجديدة، واحتل مكانها الألم والمعاناة، ملطخين بالدماء، وتلفهما الضمادات.هنا، بمستعجلات ابن رشد بالدار البيضاء، لا مكان للاحتفال بحلول السنة الجديدة. المتشردون افترشوا الأرض ودخلوا عالم الأحلام غير مكترثين بآلام الوافدين، ولا بفرحة من يحاولون تحويل رأس السنة إلى ليلة استثنائية. الأشخاص ذاتهم، استعانوا بأغطية ثقيلة، تحميهم من برد فصل الشتاء، وأيضا لمنع صوت سيارات الإسعاف من اختراق أذانهم. فيما آخرون، وجدوا أنفسهم بالمستعجلات، تغمرهم الدماء، سواء كانوا ضحايا حوادث السير أم ملاسنات وصلت إلى حد استعمال السلاح الأبيض.ابرز الوافدين على مستعجلات ابن رشد، بعد حوالي عشرين دقيقة من دخول السنة الميلادية الجديدة ، شاب في مقتبل العمر لفض أنفاسه الأخيرة، إثر اصابته أصيب بجروح بليغة في أنحاء مختلفة من جسمه، بعد أن دهسه ثلاثة شباب كانوا في حالة سكر بين، بواسطة سيارتهم، ولم تنفع تدخلات الطاقم الطبي. وعلمت «الصباح»، أن الشباب لاذوا بالفرار، قبل أن تتمكن عناصر الشرطة السياحية من إلقاء القبض عليهم في إطار دورية أمنية مداومة بمناسبة رأس السنة، كما تم وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية بعد استشارة النيابة العامة، لاستكمال الإجراءات القانونية.بعد حوالي ساعة ونصف على حلول السنة الجديدة، زاد الوافدين على قاعة الانتظار بمستعجلات ابن رشد، وتضاعف العدد، إذ أصبحت تضم أشخاصا كثر، انتظروا «رأس العام»، الذي حل ليجدهم في ذلك المكان المليء بآهات المرضى والجرحى، ينتظرون الطبيب ليفحصهم، ويشفي جروحهم. وجوه شاحبة، وأخرى غاضبة، كانت تحاصر ممرضا كلف بإدخال المرضى إلى مكتب الطبيب. الكل كان يصر على الدخول أولا، باعتبار أن حالته خطيرة وتستدعي ذلك، والبعض الآخر، رأى في جلوسه بقاعة الانتظار، إهانة وإهمالا من إدارة المستعجلات. التوتر كان يخيم على المكان، وصوت سيارات الإسعاف الوافدة على المكان، حاملة حالات مستعجلة، كان يزيد توتر بعض المشرفين على المستعجلات، الذين تشكل لهم احتفالات رأس السنة، كبوسا يرتفع خلاله عدد الجرحى وضحايا حوادث السير المميتة، الوافدين على المكان. إنهم أشخاص يقضون الدقائق الأولى من كل سنة جديدة، في استقبال وعلاج جرحى الاحتفالات. إيمان رضيف

“رأس العام” بمستعجلات ابن رشد بطعم الألم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قصص احتفالات جمهور الديربي بالسنة الجديدة

تطوانيون يفضلون مارتيل والمضيق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات