قصص احتفالات جمهور الديربي بالسنة الجديدة

ابتدأت بالشغب بعد نهاية المباراة وانتهت بليال ملاح في ملاهي الكورنيش ليلة السنة في البيضاء مثل كتاب للقصص المثيرة والغريب، أولى صفحاته لقاء الديربي بين الوداد والرجاء الرياضيين، وآخر أوراقها احتفالات ألف ليلة بعين الذئاب، وبينهما صفحات كتب كلماتها بدم العنف واللصوصية والدعارة ومواقف اجتماعية حتما لا توجد إلا في البيضاء.الجولة الأولى... شغب بعد نهاية المباراة حين أعلن حكم مباراة الوداد والرجاء صفارة النهاية أُعلنت بداية الاحتفالات بالسنة الجديدة، فخلافا لباقي السنوات بدأت الاحتفلات بالسنة الجديدة مبكرا، وتدفق الآلاف إلى الشوارع بعدما فرض تصادف مباراة الديربي مع الاحتفالات.رفعت المديرية العامة للأمن الوطني شعار التحدي لمرور الحدثين، دون حوادث، فاستنفرت كل الدوائر الأمنية عناصرها، وجندت ألفي رجل أمن بالزي الرسمي منذ الساعات الأولى من الصباح، إضافة إلى أكثر من ألفي عنصر من باقي مختلف الفصائل (قوات التدخل السريع والقوات المساعدة والشرطة العلمية واللواء الخفيف للتدخل السريع والاستعلامات العامة والشرطة القضائية)، وعناصر أمنية من المعهد الملكي للشرطة، والتي يستعان بها في كل المباريات التي تشهد حضورا أمنيا كبيرا.تأهب رجال الأمن بعد الإعلان عن نهاية المباراة، وتنفس بعضهم الصعداء، لأنها انتهت بنتيجة ترضي الطرفين، في حين اختفى عدد من رجال الأمن في الأزقة والشوارع من أجل ضبط المشاغبين ومستعملي الشهب الاصطناعية ومروجي حبوب الهلوسة، بالاستعانة بالكاميرات المثبتة بالملعب، بل أعلنت حالة تأهب في المستشفيات وأقسام المستعجلات ورجال الوقاية المدنية من أجل أن يكون الجميع جاهزا لأي طارئ.تدفق آلاف المشجعين بالشوارع القريبة من المركب الرياضي محمد الخامس، واستعان بعضهم بحبوب الهلوسة من أجل رفع درجة حماسه، كما يعتقد، حينها بدأت بوادر الشغب في محيط المركب، إذ اشتبك بعضهم لأسباب تافهة سرعان ما تحولت إلى معركة بالحجارة أصيب خلالها شاب بجروح خطيرة، كما عاينت الصباح. امتدت الاشتباكات إلى الأزقة، رغم الحراسة الأمنية المشددة، فهناك كاميرات متطورة وخيالة وأصحاب الدراجات النارية الذين ظلوا يجوبون الشوارع من أجل تفادي أي احتكاك بين مشجعي الفريقين، قبل أن تبلغ المواجهات ذروتها بالحافلات، حيث تبادل جمهور الفريقين الرشق بالحجارة، ما أحلق أضرارا بليغة بالحافلات، وإلى حدود الساعة العاشرة والنصف مساء ظلت المصالح الأمنية تنجز المحاضر وتحصي خسائر الحافلات، بل لولا تدخل الشرطة في الوقت المناسب، لتطورت الأحداث إلى ما لا تحمد عقباه.الجولة الثانية... دم ودعارة في الكورنيشفضل عدد كبير من أنصار الفريقين مواصلة الاحتفالات بكورنيش عين الذئاب، حينها اختلت حركة السير به، فنهاك ازدحام وضجيج وسيارات تتسابق، ودراجات نارية تزاحم المارة على هامش صغير... إنها الفوضى المعتادة التي تشهدها عين الذئاب ليلة الاحتفالات بالسنة الجديدة.الساعة تشير إلى العاشرة مساء، وكل شيء يدل على أن الليلة استثنائية، فهناك الاستعدادات والألوان والأضواء التي تزين العديد من المطاعم والملاهي، وبعض المسرعين الذين يرتدون أبهى ملابسهم، و»بابا نويل» الذي يغري الأطفال بالتقاط صور فوتوغرافية.. طقوس كلها غزت الكورنيش، فكلما دنت عقارب الساعة من منتصف الليل زاد عدد الوافدين عليه.حرصت بعض الفتيات على التباهي بملابسهن المثيرة، رغم برودة الطقس، مما كان يثير «شهية» الشباب، فيبادلونهن بعبارات الإعجاب، وحين يتمنعن عنهم تطلق عبارات السب والقذف دفعت فتاة إلى ضرب أحدهم بطاولة في شجاعة نادرة فتحت عدة مطاعم، فبدأ الزبناء يتوافدون لتناول وجبات خاصة بليلة رأس السنة، وآخرون ينتظمون في طوابير أمام الملاهي. «الدخول في الثامنة والنصف»، هكذا قال نادل، بلغة فرنسية في أحد الملاهي، و»من لم يحجز بعد طاولته، هذه لائحة الأثمان بالنسبة إلى المتأخرين»، مشيرا إلى لائحة كبيرة وضعت أمام المطعم كتبت عليها مكونات عرض خاص وأطباق بأسماء معقدة تقابلها الأسعار، حينها تجمهر المئات من الشباب، ووجدوا في العراك وامتهان اللصوصية وسيلة للتنفيس عن عجزهم في ولوج الملهى. داخل ملهى واصل جمهور فريقي الوداد والرجاء التغني بفريقهما، بل تحول الأمر أحيانا إلى مزايدات بالأموال لكسب المتعاطفين والأنصار على نغمات موسيقى صاخبة وأصوات قنينات النبيذ... إنها البيضاء التي تحتفل بسنة جديدة وطقوس فريدة. خالد العطاوي وأحمد نعيم

قصص احتفالات جمهور الديربي بالسنة الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشاهد قبل نهاية السنة بالبيضاء

"رأس العام" بمستعجلات ابن رشد بطعم الألم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات