تكريم الشاعر السعودي باشراحيل بفاس

جامعيون وشعراء قدموا في حقه شهادات ورئاسة الجامعة وشحته بدرعها أثنى شعراء وجامعيون على التجربة الإبداعية الخاصة والمميزة للشاعر والأديب والمفكر السعودي عبد الله محمد باشراحيل، في حفل تكريمه أخيرا بكلية الطب والصيدلة بفاس، باعتباره "أحد أبرز الشخصيات العربية والإسلامية الفاعلة التي انفتح وعيها على قضايا أمتها".وتحدثت الشاعرة لويزة بولبرس عن طعم خاص ولون مميز للتجربة الشعرية لهذا الشاعر العربي الكبير، بالقول إن "شعره مرآة لشخصه ويقتل الفراغات العميقة"، و"نموذج لكسر أكثر من عائق صلب يحول دون رؤية الأبعاد الخلفية لأشكال السلوك"، وهو "مليء بما يومئ على انتصاره للراهنية". الشاعرة لويزة بولبرس، لها الفضل في اكتشاف الجامعي عبد الله بنصر العلوي، لشخصية باشراحيل في ربيع 2004، لما مكنته من دواوينه التي التهم أشعارها بما "لاحظته فيها من سجية وطبع وفن وفكر"، قبل أن يعد دراسة لدواوينه، اهتم فيها بشخصية الشاعر والأنا الشعرية فيه. وقارنه بالمتنبي في تدفق شاعريته وتحمل هموم إبداعه وعصره، إذ رغم المفارقات بينهما، "كان حضور الشعر والدفاع عنه، لديهما، تجربة جمعت بين الإبداع والنقد"، متحدثا عن "فروسية شعرية" استوعب هذا الشاعر السعودي بنياتها فكانت "متونا من القول وأنماطا من الإحساس". وأوضح العلوي في شهادته، أن الشعر لدى باشراحيل، "فضاء للموهبة والأداة وللنغم والجمال والصدق والقداسة"، استمد أصولها من الفطرة والثقافة و"تفتقت منابعها من المعاناة والتجربة، وتدفقت معطياتها من الممارسة والخبرة، وأتاحت شاعرية نامية ومعاني رقيقة وصورا رئعة وتنوعا جماليا". وقدمت الجامعية فاطمة الصديقي، لمحة قصيرة عن كتابها "صورة المرأة في أشعار عبد الله باشراحيل"، التي اعتمدت في إعداده على دراسة لبعض دواوينه خاصة "معذبتي" و"الهوى قدري" و"الخوف" و"قلائد الشمس" و"أقمار مكة وسيوف الصحراء"، انطلاقا من 5 فصول استحضرت المرأة. ولاحظت أن معظم قصائد تلك الدواوين، تسمو بالمرأة إلى درجة الكائن المهم، و"الشاعر بوأها عرش الجمال الذي تحلم به كل امرأة" و"يصور المرأة كمصدر للإلهام الشعري، ولولاها لما كتب الشعر"، معتبرا إياها "كوثرا لا يمكن أن يجف"، و"يخال لك أن المرأة تبعده عن اليأس وتقربه من الأمل". وأوضحت أن المرأة لدى هذا الشاعر، "ليست سلعة تباع أو تشترى، بل لها مكانة جديرة بها"، مؤكدة أن باشراحيل، "وفق في تقديم صورة تتعدى العلاقة المعتادة بين المرأة والرجل"، مستحضرة قصيدته المهداة إلى روح الشهيدة اللبنانية سناء المهيدي. وقال زميلها خالد لزعر الذي نقل الكثير من شعر المكرم إلى الألمانية، إنه تجرأ على نصوص كثيرة تعسف في حقها بترجمتها إلى تلك اللغة، معتبرا ذلك "أجمل تعسف، فقد كان قدري السعيد أن أتعرف على صانع الكلمة الجميلة من خلال خواطر ضاربة في العمق الإنساني". ووشح المكرم بذرع الجامعة واستهل كلمته بمناسبة تكريمه بعبارات رقيقة قال فيها "جئت إليكم لأبحث عن مكان أضع نفسي فيه، فوجدت أن مكاني ليس هنا، بل في آخر الصفوف لهذه الوجوه الطيبة الكريمة، فأنى لي أن أوجد مكانا بين هؤلاء الأعلام والجهابدة الذين أثروا العقول والأذكار بالهادف والمفيد من القول والعلم على المستويين التطبيقي والفكري".وألقى باشراحيل أربع قصائد من إبداعه تراوحت بين الغوص في أغوار السياسة بالعالم العربي وربيعه، وبين الذوبان في لغة الجسد والحب، مادحا المرأة بمحاسنها وفكرها وعقلها قبل جسدها. من جهته اعتبر السرغيني الفارسي، رئيس الجامعة، أن تكريم باشراحيل تكريم لتجربة خاصة ومتميزة امتلكت كل مقومات الوجود، وحازت مؤهلات الخلود، وانطلقت من مكة المكرمة لتحط الرحال على جبال الأطلس، و"كانت طوال الرحلة، واثقة من الوصول ومتأكدة من التواصل".ويأتي تكريم الشاعر السعودي، في إطار تقليد دأبت عليه الجامعة، التي كرمت سابقا المؤلف والمترجم والمؤرخ والمفسر والمبدع الشاعر محمد التازي سعود، إضافة إلى صالح هاشم، الأمين العام السابق لاتحاد الجامعات العربية، وثلة من الأساتذة المرموقين المغاربة.وكان باشراحيل حاز عدة أوسمة وتكريمات وشهادات تقديرية، بينها وسام الأرز الذي تسلمه من الرئيس اللبناني السابق إيميل لحود، ووسام العلم والآداب والفنون الذهبي، من الرئيس السوداني عمر البشير، كما كرمه الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي عن قصيدته "قلائد الشمس". حميد الأبيض (فاس) باشراحيل لحظة تكريمه (أحمد العلوي المراني)

تكريم الشاعر السعودي باشراحيل بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"دروبـنـا" يـخـتـتـم فـعـالـيـاتـه

"العربي" يشارك في مهرجان بإيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات