ملف قتل راع في المداولة أمام جنايات فاس

المتهم تراجع عن أقواله ودفاعه ذكر بسوابق الضحية ومحامي ذوي الحقوق طالب بـ 30 مليونا تعويضا أدرجت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، في المداولة زوال الأربعاء الماضي، الملف المتعلق بجريمة قتل راعي ماعز وغنم بدوار بجماعة تبودة نواحي غفساي بتاونات، بعد أن استمعت إلى المتهم الرئيسي وزوجة الضحية وابنته القاصر وشاهدين والمرافعات. تعود وقائع الملف، إلى زوال يوم 27 مارس الماضي، لما كان الفلاح «ع. ع» البالغ من العمر 52 سنة والأب ل5 أطفال يرعى قطيعه قرب غابة بوادي أودور في دوار تاينزة بتبودة في قيادة تافرانت، دون أن يدري أن القدر يخبئ له مفاجأة ستحول حياة أسرته إلى جحيم. تسللت بعض الأغنام إلى حقل مجاور جزء منه مزروع بالقمح، ما أثار غضب مالكه وابن دواره الفلاح «ش. ع» المولود في 1974 بمدشر بني عبد الله بالجماعة ذاتها. تبادل الطرفان السب والشتم، قبل أن يتطور النزاع إلى جريمة قتل تضاربت الروايات بشأن تفاصيلها وحيثياتها. كانت الساعة تشير إلى الواحدة، حين سقط «ع. ع» صريعا بعد أن أصابه غريمه بضربة بسكين في صدره أسفل الإبط، فيما أبطأ الجاني، خطواته في اتجاه منزله قبل أن يسلم نفسه إلى درك الورتزاغ أثناء حضورهم إلى مكان الحادث، إذ أنجزوا محضر معاينة ضموه لمحضر الاستماع إلى المتهم. حكى «ش. ع» حيثيات الجريمة أمام الضابطة القضائية وقاضي التحقيق، متحدثا عن نزاع تطور إلى اشتباك قبل أن يستل سكينا ويصيبه بجرح غائر عجل بوفاته لإصابته بنزيف دموي، لكنه حبك رواية مغايرة أثناء الاستماع إليه من قبل هيأة الحكم.المتهم المتابع بتهم تتعلق ب»الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضي إلى الموت»، قال في تصريحاته أمام المحكمة، إن سكينا سقطت من الضحية، قبل أن يتناولها ويفر خوفا من بطشه وهو المعروف بسوابقه، لكن «أثناء استدارتي، أصبته دون أن أدري كيف تم ذلك»، نافيا أن تكون له نية قتله. «ضربته دفاعا عن نفسي».. هذا ما قاله «ش. ع». لكن شهادة الشاهد «إ. ش. ع» المتخلف عن الجلسة، تكذب ذلك، بحديثه عن تبادلهما للضرب والجرح وضرب المتهم للضحية بسكين كان متحوزا بها، بعد تلافيه ضربتين ب»زبارة» (مقدة) ودفعه في مناسبتين. وجاءت هذه الأقوال مطابقة لشهادة القاصر «ن. ع» ابنة الضحية، التي كانت في طريقها لتقديم وجبة غداء والدها قبل أن تعاينه متشابكا مع «ش. ع»، مؤكدة مشاهدتها له من مسافة قريبة، وهو يضربه بسكين من الخلف إلى أن سقط أرضا، لتعود أدراجها لإخبار والدتها بهذه الفاجعة. أما والدتها ش. ح» المنتصبة طرفا مدنيا أصالة عن نفسها ونيابة عن أبنائها القاصرين، فلم تفد شهادتها التي أدلت بها دون يمين، في شيء، شأنها شأن الشهود «ع. ع» و»م. ح» و»ع. ع» شقيق الضحية، فيما قال الشاهد «ب. س» إن وجوده على بعد 400 متر، لم يتح له المعاينة الدقيقة للحادث. دفاع الطرف المدني، طالب في نهاية مرافعته، بتشديد العقوبة واعتبار ظروف التشديد وإعمال الفصل 405 من القانون الجنائي، والاستجابة إلى الطلبات المدنية المقدرة ب300 ألف درهم، مؤكدا أن المتهم كانت له نية وإصرار على القتل، ووجود شهود يؤكدون حيازته السلاح قبل الحادث بساعات. واستغرب لنفي المتهم، الوقائع والاعترافات التي وردت على لسانه في محضر الضابطة وأمام قاضي التحقيق، ب»طريقة لا علاقة لها بواقع نزاع تافه وبسيط حول «معزة»»، مؤكدا أن الضحية تحاشى ضرب «ش. ع» رغم حيازته «مقدة» يستعملها في رعي الغنم وجلب كلئها. وقال ممثل الحق العام، إن الحكاية الجديدة التي رواها المتهم، «لا أساس لها»، بل إنه «كان عازما على إيذاء الضحية»، موردا تفاصيل الحادث استنادا إلى اعترافاته السابقة وشهادة الشهود خاصة «إ. ش. ع» و»ن. ع»، مستبعدا احتمال خوف «ش. ع» بالنظر إلى تباين بنيتهما وفارق السن. والتمس دفاع المتهم اعتماد الفصل 124 من القانون الجنائي المتعلق بالدفاع الشرعي، أو إعمال الفصل 416 من القانون نفسه، والقول بأن موكله كان في حالة استفزاز وتمتيعه بظروف التخفيف لغياب سوابقه، مؤكدا أن ليس هناك دافع أو قصد جنائي، بل «موكلي حاول تفادي ضربات الضحية». وقال إن «ع. ع» أشهر «زبارة» في وجه موكله الذي التمس منه الابتعاد عنه، مؤكدا رواية الجاني بسقوط السكين وتناوله و»لم يكن بحوزته»، وأنه «لم يكن له قصد الإيذاء، بل ضربه خطأ»، مؤكدا أنه طارده لمسافة بعد ضبطه له بصدد الرعي في ملكه وأرضه. وتحدث عن سوابق الضحية الذي أدين من قبل استئنافية تازة ب10 سنوات سجنا نافذة لأجل القتل، قضى منها 9 سنوات بسجن تازة، إضافة إلى متابعته بالمشاركة في القتل في جريمة راح ضحيتها «ع. غ» بالدوار نفسه في 14 يوليوز 2001، وأدين فيها «م. ح» ب20 سنة سجنا. حميد الأبيض (فاس)

ملف قتل راع في المداولة أمام جنايات فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الهاكا تترأس قمة هيآت ضبط الاتصال الإفريقية

الحبس لمتهم بالاعتداء على امرأة بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات