استئنافية فاس تدين عضوا بالعدل والإحسان

شهر موقوف التنفيذ وتعويض 5 ملايين للمطالب بالحق المدني وتلاسن بين الدفاع في جلسة المناقشة أيدت محكمة الاستئناف بفاس، زوال الاثنين الماضي، الحكم الابتدائي في جميع مقتضياته، الصادر عن ابتدائية المدينة، في حق منير الركراكي مسؤول جماعة العدل والإحسان، لنظمه قصيدة «عجبا في رجب» بعد اعتقال 7 عناصر من الجماعة، التي رأى فيها المحامي محمد الغازي قذف في حقه. كانت المحكمة مددت بأسبوع، المداولة في الملف بعد حجزه لذلك قبل أسبوعين، في جلسة ناقشته فيها في القاعة الأولى، بحضور المتهم عضو إرشاد الجماعة وقريب زعيمها، الذي استمع إليه من قبل هيأة الحكم التي اعتبرت القضية جاهزة، واستمعت إلى مرافعات دفاعه ودفاع الطرف المدني. وكانت المحكمة الابتدائية بفاس، أدانت الركراكي في 13 أبريل الماضي، بشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها مليون سنتيم، وتعويض مدني قدره 50 ألف درهم لفائدة محمد الغازي المنتصب طرفا مدنيا في الملف.وتنوعت أوصاف دفاع المتهم، للحكم الابتدائي، أثناء مرافعته، متأرجحة بين «الحكم صدمني» و»هذا كارثة»، فيما ركزت المرافعات على الخرق المسطري الذي شاب المتابعة، بإعادة تكييف الأفعال والخروج من الفصل 45 إلى الفصل 47 من قانون الصحافة، المدان بموجبه المتهم، ابتدائيا. وتقدم دفاع المتهم ب4 دفوع شكلية متعلقة بببطلان الحكم الابتدائي لعدم تأسيس المتابعة على أساس قانوني، ملتمسا عدم قبول الطلبات المدنية. ورأت النيابة العامة، أن مقدم الشكاية «محدد وليس هيأة»، فيما قررت الهيأة بعد المداولة، ضم الدفوع إلى الجوهر لتشرع في مناقشة الملف.وأثارت فصول المتابعة، نقاشا حادا إلى درجة دعوة محامي المشتكي، زميله المنتصب للدفاع عن الركراكي، بالعودة إلى المعهد لتلقي دروس في المسطرة الجنائية، ردا على تشكيكه في توفر الصفة في المشتكي، طبقا للفصلين 44 و45 من قانون الصحافة المدان بموجبها المتهم. وأشار حسن السني محامي بهيأة الدار البيضاء، المنتصب للدفاع عن الركراكي، أن الأحرى كان اللجوء إلى مقاضاة المشرف على الموقع الناشر للقصيدة، وليس مبدعها، خاصة أن كل البوابات الإلكترونية ينظمها قانون وتشرف عليها الوكالة الوطنية لتأمين الاتصالات. وفصل دفاع المشتكي محمد الغازي، في تفاصيل ما جاء في تلك القصيدة، من إهانة وقذف في حقه، مؤكدا أن المتابعة جاءت بناء على شكاية من المطالب بالحق المدني، لأن «العناصر الإجرامية لهذه القصيدة، تتمثل في أبيات مسته في كرامته وشرفه ونزاهته وحياده واستقامته في مهنته». واستغرب المحامي الغازي الأب، لتراجع الركراكي عن إفادته ابتدائيا بكونه هو من نشر القصيدة، قائلا إنه لم يطلع عليها إلا بعد إدانته ابتدائيا، ساردا كل الأبيات التي جاء بها قذف في حق ابنه، باتهامه بالجاسوسية ووصفه ب»ثعبان» و»جاحد بالله»، مؤكدا أن الركنين المادي والمعنوي، ثابتان.وقال دفاع المشتكي إن القصيدة تعود إلى العصر الجاهلي بتضمينها هجاء صرفا مس أعراض الناس، مدليا باجتهاد قضائي لغرف مجتمعة بالمجلس الأعلى، للرجوع إليه للضرورة من قبل الهيأة، ملتمسا القول بتثبيت الحكم المستأنف في الدعوى العمومية بعد مرافعة الوكيل العام. وفصل في الأضرار المادية والمعنوية التي طالت موكله، جراء نشر تلك القصيدة وما تضمنته من اتهامات أثرت على حياته الشخصية والمهنية، قائلا «كان ينقص هذه القصيدة، الفتوى الإيرانية في حق سلمان رشدي»، ملتمسا الأخذ بجسامة تلك الأضرار، أثناء المداولة من قبل الهيأة. والتمس رفع الطلبات المدنية ونشر الحكم الصادر في جريدة وطنية، الملتمس الذي كان رفض ابتدائيا، فيما فصلت النيابة العامة في فصول المتابعة المتعلقة بالقذف، ومدى توفر العلانية في النشر، التي قالت إنها ثابتة، مؤكدة المذكرة الاستئنافية وما جاء فيها. ورغم اعترافه بنظم تلك القصيدة، فمنير الركراكي نفى نشرها على الموقع الإلكتروني لجماعة العدل والإحسان، مرجحا احتمال أن يكون شخص ما، وراء ذلك، دون أن يستبعد احتمال وجود «كيد»، مكتفيا بالقول «الله أعلم»، ردا على سؤال حول الكيفية التي وصلت بها القصيدة إلى الموقع. واستدرك «لدي معارف كثيرون، يمكن أن يكون أحدهم نشرها» و»قصائدي أسمعها للناس»، ناكرا أن يكون قصد المحامي الغازي، في تلك القصيدة، مؤكدا أن الشعر إبداع يؤوله كل واحد وفق قراءاته، و»لو كان الشعراء يحاكمون وفق تأويلات الآخرين، لدخلوا السجن جميعهم». حميد الأبيض (فاس)

استئنافية فاس تدين عضوا بالعدل والإحسان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السجن لأفراد عصابة اغتصبوا متسولة بسطات

تطورات قضية الاستغلال الجنسي للأطفال بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات