المساعدات البريئة… “سعداتك يا فاعل الخير”

متطوعون يهبون حياتهم لمساعدة المعوزين مستغلين علاقاتهم "أصدقائي الأعزاء نعول على كرمكم المعتاد ومساعدتكم مرة أخرى لجعل هذا اليوم ناجحا"، "شكرا للذين ساهموا بشكل مباشر أو غير ذلك في تحقيق عملنا ومساعدة سكان المناطق النائية".... هذه بعض التدوينات التي كانت حكيمة مزيان، تنشرها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي يتفاعل معها الكثير من أصدقائها. وهي التدوينات التي تثير انتباه البعض، فيدفعهم فضولهم إلى كشف تفاصيل ما تتحدث عنه، ليقرروا في ما بعد الانخراط بدورهم وتقديم المساعدات، علما أن البعض الآخر يتجاهل كل ذلك. إنها امرأة تحب "فعل الخير"، حسب تعبير المقربين منها، تهب حياتها لمساعدة الآخرين، ولا مانع لديها من استغلال علاقاتها من أجل توفير ملابس ومواد غذائية لأسر معوزة وفقيرة، وقطع مسافات طويلة للوصول إلى القرى المعزولة. فقبل موسم الثلوج، تشمر حكيمة على ساعديها لجمع التبرعات من أصدقائها ومعارفها من بعض المحسنين، والاشتغال على قدم وساق لتكون تلك التبرعات جاهزة في الوقت المحدد لحملها للذين في حاجة ماسة إليها، سيما أنها قد تخفف جزءا من معاناتهم وتساعدهم على تحمل برودة الطقس، قبل أن تنشر تدوينة تطلب من يساعدها على توفير مدفآت لتلاميذ إحدى المؤسسات التعليمية في جبال الأطلس، يعانون بسبب انخفاض شديد في درجة الحرارة. تعمل حكيمة بجد لتمر عملياتها بالشكل الذي خططت له، وذلك بمساعدة أشخاص آخرين، اختاروا بدورهم وهب حياتهم لمساعدة المعوزين، إذ أنها تؤمن أن "اليد الواحدة لا تصفق"، وأن كل عمل خيري يحتاج إلى المساندة المادية والمعنوية من أجل إنجاحه، من أجل ذلك لا تتردد في نشر تدوينة تطلب فيها من أصدقائها مساعدتها على توفير بعض المستلزمات لعائلة فقيرة أو أطفال، أو مرافقتها في رحلة إلى مناطق معزولة لتوزيع بعض المساعدات. وعند وصولها إلى هناك حاملة معها المساعدات والابتسامة لا ترافقها، تحاول أن تضع لائحة أخرى تضم بعض احتياجات سكان المنطقة وما يحتاجون إليه لعيش حياة كريمة، لنقلها إلى سكان المدينة والمحسنين الذين يفضلون البقاء بعيدا عن الأضواء، على أمل أن تعود إليهم، حاملة معها كل ما تتضمنه اللائحة، وفي بعض الأوقات تعود لمساعدة مريض طريح الفراش لإجراء عملية جراحية وحمله إلى أحد مستشفيات الرباط أو البيضاء. يقول أحد المقربين من حكيمة، إنه من المستحيل أن ترد طلب معوز أو فقير، إذ تقوم بكل ما في استطاعتها لتوفير ما يحتاج اليه "في الكثير من الأوقات يقصدها بعض الجمعويين لمساعدتهم على توفير مبالغ مالية لإجراء عمليات جراحية لمعوز أو لطفل، وهو الأمر الذي يدفعها إلى الاتصال ببعض المحسنين الذين تربطهم بها علاقة جيدة، فتتمكن من تحقيق الطلب"، مسترسلا أن العديدين يعتبرونها "منقذ المعوزين". والأكثر من ذلك، وحسب تأكيد المقربين من حكيمة، فلا تخطط المرأة، من خلال "الإحسان" الذي تقوم به، لدخول عالم السياسة، كما يتصور الكثيرون، أو تحقيق الربح المادي، إذ أنها تحب فقط، مساعدة الآخرين، على قدر استطاعتها، سيما أنها تعتبر أن الأمر واجب على عاتقها، وأنه على كل مواطن مساعدة أخيه المعوز قدر المستطاع. إيمان رضيف

المساعدات البريئة… “سعداتك يا فاعل الخير”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لزرق: المراقبة بيد السلطة

4603 حالات عنف ضد الفقيرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات