مشروع ترحيل كاريان سنطرال… مشاكل بالجملة

المستفيدون متشبثون بـ "الحلاوة" وغير المرحلين يريدون شققا إضافية لأبنائهم المستفيدون متشبثون بـ "الحلاوة" وغير المرحلين يريدون شققا إضافية لأبنائهم جولة قصيرة في كاريان سنطرال بالحي المحمدي بالبيضاء تظهر مدى التقدم الكبير في عملية ترحيل قاطني دور الصفيح نحو حي الهراويين، فالعديد من البراريك اقتلعت من مكانها، بعد أن استفاد أصحابها من مشروع إعادة إسكان قاطني دور الصفيح، تاركة وراءها براريك أخرى معزولة، بعد أن رفض أصحابها الحل المقترح عليهم من قبل الدولة... أسر ترفض الرحيل "هناك حوالي 1000 أسرة لم ترحل بعد من كاريان سنطرال"، يقول عبد اللطيف مطروز، رئيس جمعية سنطرال المحمدي للتنمية والبيئة والحوار، فيما استفادت حوالي 3000 أسرة من بقع أرضية سلمت إليها بمنطقة الهراويين التابعة لعمالة مديونة. يعدد مطروز مجموعة من الأسباب التي كانت وراء عدم ترحيل هؤلاء السكان، وأغلبها مرتبط بالعرض الذي قدمته الدولة لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح، ذلك أن الدولة منحت لكل صاحب "براكة"، تم إحصاؤه، في وقت سابق، أن يتقاسم مع شخص آخر، يوجد في الوضعية نفسها، بقعة أرضية مساحتها 80 مترا مربعا على أساس أن يشيداها معا أو يشتركا مع شخص ثالث يتكلف بجميع المصاريف، على أن يستفيد من الطابق الأرضي والأول، ويستفيد كل واحد منهما من شقة مع نصيب في السطح. "أنا عندي سبعة أولاد بعضهم تجاوز ثلاثين سنة، كيف يمكن أن أقيم معهم في شقة واحدة؟" يتساءل أحد سكان كريان سنطرال، في إشارة إلى أن العرض غير مغر، وأنه يفضل البقاء في الكاريان على الانتقال إلى الشقة، ليقدم اقتراحا آخر، شأنه شأن باقي القاطنين، مفاده أن كل أسرة مكونة من أب أو أم أو هما معا، وعدد أولاد يتجاوز الثلاثة ويفوق سنهم الثلاثين سنة يستفيدون من بقعة واحدة. البعض ذهب أبعد من هذا، وقال إن من حق الأمهات المطلقات والعازبات أن يستفدن من هذا المشروع، ووسع آخرون الدائرة بالقول إن من حق الأبناء الذين تعدوا ثلاثين سنة أن يستفيدوا رغم عدم زواجهم، وهي مسالة تبدو مستعصية للعديد من الاعتبارات. "هاذ المشروع كان غير من سعد امساخط الوالدين"، يقول أحد قاطني الكاريان، فالعديد من الأبناء الذين كانوا على خصام دائم مع آبائهم يصل أحيانا إلى حد الضرب، عمدوا إلى فصل سكنهم عن سكن آبائهم، بأن فتحوا بابا مستقلا من البراكة نفسها، ولما وقع الإحصاء استفادوا بدورهم من نصيبهم في البقعة. تمنى العديدون لو أنهم سلكوا هذا المسلك، لكن دون الدخول في صراعات مع آبائهم، على أن يجدوا أنفسهم اليوم مجبرين على اقتسام شقة مع أب وأم ومجموعة من الإخوة منهم المطلق والعانس. "الحلاوة" تخلق العداوة المشاكل لا تقتصر على غير المرحلين، بل طالت حتى المرحلين، الذين وجدوا أنفسهم اليوم أمام مشكل مع الشريك يتعلق ب "الحلاوة" أو مبلغ من المال يطالبون شريكهم الثالث بمنحهم إياه في حال ما إذا تضمنت البقعة الأرضية بعض المحلات التجارية. "الدولة خصصت بقعة أرضية مساحتها ثمانون مترا يستفيد منها اثنان من أصحاب البراريك، على أساس أن يبنوها ويقتسموا طوابقها الأربعة في ما بينهما، إذا كانت لديهما الإمكانيات المادية، وإلا فإنهما سيبحثان عن شريك ثالث يتكلف بكل المصاريف المرتبطة بأداء الواجبات وبنائها" يقول مطروز محاولا شرح مشكل "الحلاوة" من بدايته. المشكل غير مطروح، يضيف مطروز، إذا تكلف أصحاب البراكة ببناء البقعة الأرضية، فقرعة بسيطة تحدد من سيستفيد من الطابق الأرضي والطوابق الثلاثة الأخرى، في حال عدم حصول تراض بينهما،غير أن المشكل يطرح حينما يدخل طرف ثالث على الخط، ليتكلف بكل شيء مقابل الاستفادة من الطابقين الأرضي والأول. المشكل لا يطرح حينما لا تتضمن البقعة المستفاد منها محلات تجارية أو "المكازات" كما يحلو لسكان الهراويين تسميتها، إذ أن العلاقة بين الشريكين تبقى جيدة وتنتهي بوفاء كل واحد منهما بالتزاماته، لكن صفو هذه العلاقة يتعكر بمجرد أن يعلم صاحبا البقعة أن شريكهما سيستفيد من المكازات، وتزداد نار الغضب فيهما حينما تكون البقعة "شوكة". تتغير لغة الشريكين وينتابهما إحساس بالغبن، وبأن شريكهما جاء من بعيد ليستفيد ويجني أرباحا كبيرة، فيحاولون الضغط عليه من أجل التخلي عن هذه الشراكة، أو دفعه لتسليمهما مبلغا من المال. بعض الشركاء أو "مالين الشكارة" لا يدخلون في متاهات الأخذ والرد، ويتفقون مع أصحاب البقعة على مبلغ مالي، وآخرون يصفون ذلك بأنه "ابتزاز" ولهم مبررات لهذا الرفض، فالأمر بالنسبة إليهم صفقة تجارية أو مغامرة قد يخرج منها بربح محترم وقد يجد نفسه في حالات أخرى يبحث عن استخلاص الأموال التي خسرها. مثل هذا الكلام لا يقبله بعض أصحاب البقع الأرضية وحجتهم في ذلك العرف السائد في المنطقة، إذ أن كل شخص استفاد من بقعة تتضمن محلات تجارية يقدم مبلغا ماليا إلى شريكيه يحدد حسب كرمه أو اتفاق بينهما، وبالتالي فهم يرفضون أن يقصون من هذه "المنحة"، وينتابهم إحساس بأن الشريك قد شمتهم، فهذا الأخير، حسب بعضهم، "لم يسكن لسنوات في الصفيح، ولم يحرم من الماء والكهرباء، ولم يعان أيام الشتاء من تسرب المياه، وباغي ياكلها باردة"، كما أن الربح الذي سيجنيه من هذه العملية يقدر بملايين السنتيمات. أصحاب البقع أصبحوا خبراء في المحاسبة، ويحددون بدقه ما ستكلفه عملية بناء البقعة، فهي بالنسبة إليهم لن تتجاوز في أسوأ الأحوال ستين مليون سنتيم، وهو مبلغ قد يغطيه بيع المحلات التجارية لوحدها وقد يفوقه. بعض القضايا حلت بتدخل بعض فاعلي الخير أو مسؤولي جمعية سنطرال المحمدي، وأخرى وصلت إلى المحاكم التي ما زالت لم تبت فيها، ليبقى الوضع على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى... الصديق بوكزول

مشروع ترحيل كاريان سنطرال… مشاكل بالجملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الربيع العربي وصيفه الإسلامي

تتويج مقاولات نسائية على الصعيد الوطني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات