التقدم والاشتراكية يشارك في الحكومة

بنعبدالله: كنا أمام خيار صعب لكننا غلبنا مصلحة الوطن صادقت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، مساء أول أمس (السبت)، بالأغلبية المطلقة، على قرار المشاركة في الحكومة الجديدة التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وكان الديوان السياسي للحزب دافع بقوة، خلال الاجتماعات التي عقدها بعد اقتراع 25 نونبر عن مبدأ المشاركة، وترك أمر الحسم في الموضوع للجنة المركزية، التي دعمت توجه القيادة. وكما كان متوقعا، شهدت أشغال اللجنة المركزية نقاشات ساخنة، بين أغلبية مؤيدة للمشاركة في الحكومة المقبلة، وأقلية معارضة. واستند المعارضون، يتقدمهم سعيد السعدي، عضو الديوان السياسي للحزب،على الخلاف الإيديولوجي القائم بين حزبي العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، والتعارض في هوية الحزبين، واستحالة الجمع بين مشروعين مجتمعيين متعارضين، أحدهما ديمقراطي حداثي، والآخر محافظ يسعى إلى إقامة دولة دينية. وعرف النقاش في لحظة فترة تصعيدية تميزت بعراك بالايدي بين انصار التوجهين المتعارضين، قبل أن يتدخل الحضورلفرض التهدئة.وأقر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الأخير كان أمام خيار صعب، لكنه دعا اللجنة المركزية إلى المصادقة على مبدأ المشاركة، لتغليب مصلحة الوطن. وقال إن المعارضة ليست اختيارا، في حد ذاتها، إذ أن الأحزاب في الدول الديمقراطية لا تختار التموقع في المعارضة، بل يفرض عليها ذلك، لأن الركون إلى المعارضة يكون اضطراريا، أي في حال الفشل الذريع في الانتخابات، أو عندما تنتفي كل مسوغات المشاركة في ائتلاف حكومي معين. وأضاف أن خيار المشاركة لا يطرح إلا في سياق ربطه بـ» دفتر تحملات» يتضمن، تعهدا واضحا بمواصلة الإصلاحات، والتنزيل الديمقراطي والفعلي للمضامين المتقدمة للدستور الجديد.وأبرز بنعبد الله، في التقرير الذي تلاه أمام اللجنة المركزية، أن التقدم والاشتراكية لا يمكن أن يتوجه إلى المعارضة، لأنه يرفض أن يقتفي أثر من شن عليه حربا شرسة،في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة،خاصة قبيل الانتخابات، وما يزال مستمرا في محاولاته الرامية إلى خدمة أهداف سياسية «لا نؤمن بها لأنها تنبني على منطق التحكم والهيمنة، وتستند إلى مكونات حزبية لن يكون التعامل معها طبيعيا، إلا عندما تصبح مكونات عادية وتمتلك استقلالية قرارها».وانتقد بنعبد الله، بشدة من نعت الحزب بأنه يستجدي الكراسي الحكومية، في إشارة إلى محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب « البام»، مبرزا أنه يتعين عليه، قبل كل شيء، أن يكتسب استقلاليته الذاتية للتعبير عن مواقفه، وهو ما لن يتأتى، إلا إذا تمكن من أن يجعل أموره بيده، بعد الله». وتأسف لتباين مواقف أحزاب الكتلة، في إشارة إلى قرار الاتحاد الاشتراكي بالخروج من التجربة الحكومية المقبلة، مبرزا أن التقدم والاشتراكية كان حريصا على تماسك الكتلة، وبقائها، وأنه لا يتحمل أي مسؤولية في ما حصل.وقال بنعبد الله، إنه لن يشارك في الحكومة المقبلة، إلا في إطار تصريح مبدئي يؤسس لتعاقد حكومي يوضح الأهداف المتوخاة من هذه التجربة، ويحدد المبادئ الأساسية والمؤسسة التي ستعمل الحكومة على احترامها.وأضاف، «إننا لسنا من أنصار الزواج الكاثوليكي، إذ أن الحزب لن يقبل التفريط في القضايا السياسية والفكرية والمجتمعية الأساسية، حتى إن اقتضى الأمر الخروج من الحكومة».وكان سعيد السعدي، دعا قيادة التقدم والاشتراكية إلى الخروج إلى المعارضة، وعدم الانخراط في تحالف حكومي يقوده حزب العدالة والتنمية. جمال بورفيسي

التقدم والاشتراكية يشارك في الحكومة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران متخوف من تدخل محيط الملك

مـهـرجـان مـراكـش...لـقـاء الـنـجـوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات