بنكيران متخوف من تدخل محيط الملك

أكدت مصادر في قيادة العدالة والتنمية أن تصريحات بنكيران الأخيرة التي شدد فيها على أن مساعدة الملك له ضرورية للنجاح في مهمته، لا تعني تخوفه من فشل المفاوضات من أجل تشكيل الحكومة، بقدر ما تفيد توجسه من تدخل محيط الملك في عمله مستقبلا. وكان رئيس الحكومة المعين دافع في برنامج «حوار خاص» الذي تبثه قناة الجزيرة، الخميس الماضي، عن صلاحياته الدستورية إلى جانب الملك، معلنا أنه لن يقبل تدخل أشخاص من محيط الملك في عمله الحكومي، موضحا أن علاقته بالملك ستكون مباشرة. وقال بنكيران «نحن لسنا مثل فرنسا، في المغرب مساندة جلالة الملك ضرورية لي، فهو رئيس الدولة، إذا تخلى عني فلن يتجاوب معي المغاربة».تصريح من هذا القبيل، يفيد، حسب المصادر ذاتها، أن بنكيران أراد توجيه رسالة واضحة إلى من يهمهم الأمر من احتمال بروز «عراقيل وحدود» من شأنها تقليص هامش تحركه والتضييق عليه، خاصة أن أغلب الآراء تذهب في اتجاه توقع تشكيل ما يعرف ب» حكومة ظل» موازية تراقب العمل الحكومي وتوجهه عن بعد، من خلال إشراف محيط الملك على ملفات استراتيجية كبرى قد يكون بنكيران بعيدا عنها، أو التدخل بين الفينة والأخرى ل» تصحيح» بعض «الانزلاقات» التي قد تقع فيها حكومته مستقبلا.إلى ذلك، تؤكد مصادر حزبية مطلعة، أن بنكيران متوجس من احتمال تعطيل مشاوراته مع الأحزاب وإطالة أمدها، ما قد يفرض عليه الرجوع إلى القصر لطلب المساعدة، رغم إصراره على ألا تمتد أزيد من أسبوعين، سيخصص شطرها الأول للحسم في هيكلة الحكومة والثاني لتوزيع الحقائب الوزارية على حلفائه.من جهة أخرى، يسعى عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال، إلى اللعب بورقة تسرع بنكيران في الحسم خارطة حلفائه الأربعة لدفعه إلى تقديم تنازلات لفائدة الحزب. وتفيد مصادر من اللجنة التنفيذية أن الفاسي سيطالب بنكيران بثماني حقائب وزارية وبرئاسة مجلس النواب في شخص وزير النقل كريم غلاب، مع اقتراح هندسة حكومية لا تتوافق وتصور حزب العدالة والتنمية الرامي إلى تقليص عدد الحقائب الوزارية ما أمكن، ما من شأنه فتح شهية كل من الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية للمطالبة بعدد مهم من الحقائب، بل والتنافس على القطاعات الاستراتيجية ذات المردودية.ويحتفظ بنكيران بورقة احتياط يتيمة اسمها الاتحاد الدستوري للضغط على مفاوضيه، وأضاع بالمقابل أوراقا أخرى، من قبيل الاتحاد الاشتراكي والأحرار، بسبب تصريحاته التي ساهمت في تضييق هامش المناورة لديه.هذا الرأي تؤكده مصادر في أحزاب الكتلة، التي ترى أن رئيس الحكومة الجديد لم يستطع التخلص بعد من عباءة الزعيم السياسي وارتداء عباءة رجل الدولة التي تفرض عليه «واجب التحفظ».رشيد باحة

بنكيران متخوف من تدخل محيط الملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العنصر مرشح لمنصب وزير الداخلية

التقدم والاشتراكية يشارك في الحكومة

مقالات ذات صلة