المكاوي: المغرب عضو نشيط بمنظمة الصحة العالمية

الكاتب العام لوزارة الصحة يسلط الضوء على أبعاد انتخاب المغرب رئيسا للمجلس التنفيذي للمنظمة انتخب المغرب رئيسا للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، خلال اجتماع دورتها 129 بجنيف. ويُعد انتخاب المغرب، في شخص رحال المكاوي، الكاتب العام لوزارة الصحة، انعكاسا للمكانة المتميزة للمغرب في هذه المنظمة، التي تأسست قبل ستين سنة. ويعد المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أعلى هيأة مقررة بالمنظمة بعد الجمعية العالمية للصحة. ويضم المجلس 34 شخصا يتوفرون على قدرات تقنية في المجال الصحي. ومن بين الأهداف التي يضطلع بها المجلس التنفيذي، تقديم خدمات استشارية، أو مقترحات للجمعية العمومية، والترخيص للمدير العام للمنظمة باتخاذ كل الاجراءات الاستعجالية، ذات الصلة بالأوضاع الوبائية في العالم. في الحوار التالي، يسلط رحال المكاوي، الضوء على أبعاد انتخاب المغرب، وعلى الدور الذي تقوم بها منظمة الصحة العالمية، في مجال معالجة القضايا الصحية العالمية. في ما يلي نص الحوار : ما هي دلالات انتخاب المغرب رئيسا للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية؟ الانتخاب يعكس الثقة التي يحظى بها المغرب، والدور النشيط والفعال الذي يلعبه، في إطار هذه المنظمة، باعتباره عضوا فيها. ولا تخفى المساهمة الفعالة للمغرب في النقاشات التي تشهدها هذه المنظمة، والاقتراحات المقدمة، والمقررات التي تتبناها المنظمة. للمغرب تجربة طويلة على مستوى العناية بالشؤون الصحية، مشهود بها على المستوى العالمي، فقد بذل جهودا جبارة في مجال محاربة عدد من الأمراض، وتمكن من القضاء عليها. للمغرب حضور وازن، على صعيد كل الهيآت التقريرية للمنظمة، جهويا، وإقليميا، مما يمنح له مجالات واسعة للمساهمة بشكل أكثر نجاعة في عمل المنظمة، ولذلك يحظى بالثقة والمسؤولية. المنظمة، كما تعلمون، تشهد نقاشات هامة، وموسعة، بشأن العديد من القضايا، التي تندرج ضمن اهتماماتها واختصاصاتها، وأهم ما تميزت به رئاسة المغرب للمجلس التنفيذي، النقاش الذي عرفته هذه المنظمة حول إصلاحها، إذ خُصصت له دورة استثنائية خاصة، بمعنى أننا دخلنا في صلب النقاش حول طريقة اشتغال المنظمة، حاضرا ومستقبلا، وهذه النقاشات تحصل بين جميع الدول الأعضاء، مما يعني أن دور المغرب سيتقوى داخل المنظمة. لقد لعب المغرب دورا فعالا في سيرورة إصلاح المنظمة، سواء من خلال رئاسته، أو من خلال النقاشات الجانبية التي انخرط فيها. نسير في اتجاه تدعيم المكاتب القطرية لمنظمة الصحة العالمية، لتلعب دورا أكبر يأخذ بعين الاعتبار أولويات الدول. هناك، كما قلت، أولويات على المستوى العالمي، ولكن المنظمة مطالبة، كذلك، بإعطاء اهتمام أكبر للبعد القطري، على مستوى الدعم المالي والتقني، وهذا ما يهم المغرب، تحديدا، في علاقته بمنظمة الصحة العالمية، بمعنى أن يستفيد من الدعم التقني في مجال الصحة، بحكم التجربة الطويلة للمنظمة، وتوفرها على خبرات يمكن أن تكون مفيدة للمغرب، في العديد من المجالات. في أي سياق جاء إصلاح منظمة الصحة العالمية، وما هي العوامل التي جعلت التفكير ينصب حول هذا الإصلاح؟ تأسست المنظمة قبل أزيد من ستين عاما، وتقوم بدور أساسي في مجال الإشراف على معالجة القضايا الصحية العالمية وتصميم برنامج البحوث الصحية، وغيرها من المهام، التي تتضمن، كذلك، توفير الدعم التقني إلى البلدان. لكن، في وقت لاحق، تأسست منظمات صحية متعددة، فتوسع العرض على مستوى الاهتمام بالقضايا الصحية، وتزايد مجالات تدخل المنظمة، إذ كان اهتمامها منصبا، على الأمراض السارية، لكن تشعبت الإشكالات الصحية، في ما بعد، مع ظهور المشاكل البيئية، وأمراض مزمنة جديدة، وأمراض عابرة للقارات، والتي تثير الانشغال، على المستوى العالمي ...هناك مجموعة من التحديات المطروحة ، وغير المنحصرة في دولة معينة، وبالتالي، تزايدت مجالات تدخل المنظمة، إضافة إلى وجود منظمات أخرى موازية تشتغل هي الأخرى، بشكل مباشر أو غير مباشر، على قضايا الصحة. وجاءت الأزمة العالمية الأخيرة، التي أثرت على موارد المنظمة، إذ ما فتئت تقل، علما أن هناك موارد قارة للمنظمة، مصدرها الأساسي الدول، وموارد غير قارة تساهم فيها مجموعات أو أشخاص أو حتى دول، وهي مرتبطة بالتدخل في موضوع معــين، وهذه الموارد أصبحت أكثر، مقارنة مع الموارد القــارة، وهذا كله فرض إعادة النظر في أولويات المنظمة، حتى لا تستمر في التدخل في مجــالات متعــددة، بـل تُحـدد أولويات. هناك، كذلك، ضرورة التنسيق مع المنظمات الأخرى، ورفع مستوى النجاعة والفعالية بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية، والتوظيف الأمثل لمواردها. إن أولويات المنظمة لا يجب أن تُحدد بناء على الموارد، بل بناء على الأولويات، التي تستدعي البحث عن الموارد وليس العكس. وهناك ثلاثة مجالات ذات أولوية. لقد بدأ النقاش حول إصلاح المنظمة منذ حوالي سنة تقريبا، وجرى عقد دورة استثنائية في شهر أكتوبر، خُصصت لهذا الموضوع. هل تمت المصادقة على محاور هذا الإصلاح؟ المسألة الإيجابية في الإصلاح، تتجلى في أنه يتحقق بمشاركة جميع الدول، وهذه مسألة أساسية، بمعنى أن إصلاح المنظمة وعملها يبقى في يد الدول الأعضاء، بمعنى آخر، أن الدول الأعضاء تُساهم بشكل مباشر وفعال في الإصلاح، ولهذا، منذ أن اتخذ قرار الإصلاح، إلى حدود الدورة الاستثنائية للمنظمة، تم إعداد ورقة تضمنت ملاحظات البلدان الأعضاء، وتم إغناؤها بالاقتراحات، وخضعت للتنقيح. وفي أكتوبر كان لدينا تقرير يتضمن مجموعة من الإجراءات، التي يجب أن تتخذ، وحصل شبه إجماع، أو قل إجماع كل الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، على مضمون التقرير، واتخذنا بالنسبة إلى المجالات الثلاثة، التي سبقت الإشارة إليها، قرارات عملية تتضمن ثلاث قضايا مهمة بالنسبة إلى كل مجال، مجال تحديد الأولويات ومجال الحكامة، ومجال تدبير المنظمة. وتم اتخاذ كل القرارات بإجماع الدول الأعضاء، وهناك قرارات اعتبرت الدول أن الوقت لم يحن بعد لتبنيها، كما أن هناك قضايا رأت هذه الدول أنها ما تزال في حاجة إلى الاشتغال عليها، وهي التي تم تأجيلها إلى شهر يناير المقبل، خلال انعقاد الدورة العادية للمنظمة، إذ ستتم مناقشة هذه النقط، حتى تكون لدينا رؤية قريبة المدى، بالنسبة إلى كل الإجراءات التي سوف نتخذها خلال السنوات المقبلة. ما هو أهم ما سيُميز دورة يناير؟ الدورة المقبلة ستعرف مناقشة نقطتين هامتين، الأولى تتعلق بإصلاح المنظمة، والثانية، بانتخاب مدير عام جديد، وفي هذا الإطار، توصلنا بترشيح واحد للدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة الحالية، علما أن مدة انتداب المديرة العامة محددة في خمس سنوات، وبالنسبة إلى المجلس التنفيذي في ثلاث سنوات. والمجلس التنفيذي يضم تمثيلية جميع الأقاليم، وكل إقليم يكون ممثلا بثلاث دول (أشخاص). ومن المؤكد تجديد انتخاب المديرة العامة الحالية للمنظمة لمدة خمس سنوات. في سطور كاتب عام وزارة الصحة منذ سنة 2008 خريج المدرسة المحمدية للمهندسين تخصص الهندسة الهيدرولوجية ماجستير في إدارة الأعمال من المعهد الوطني للهندسة المدنية في باريس. أجرى الحوار: جمال بورفيسي

المكاوي: المغرب عضو نشيط بمنظمة الصحة العالمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصدرو الطماطم الإسبان يتهمون المغرب بإغراق السوق الأوربية

العنصر مرشح لمنصب وزير الداخلية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات