إحزرير: من حق السلطان أن يختار من يشاء من المستشارين

المتخصص في العلوم السياسية قال إن عودة الهمة إلى المربع الملكي ستؤثر سلبا على "البام" أكد عبد المالك إحزرير، الأستاذ المتخصص في العلوم السياسية، أن تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا ملكيا، يشبه تعيين محمد رضا اكديرة عندما فشل في "الفديك". وأوضح إحزرير أن من حق السلطان أن يختار من يشاء من المستشارين، فهذا سلوك سياسي عاد، ويدخل في إطار التقليد، مستبعدا أن يكون تعيين الهمة رد فعل على فوز العدالة والتنمية في انتخابات 25 نونبر. في ما يلي نص الحوار: في رأيك، ما هي دواعي تعيين مجموعة من المستشارين في الديوان الملكي، بمجرد تكليف عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، بتشكيل الحكومة المقبلة؟ أعتقد أن تعيين الملك لمستشاريه سلوك سياسي عاد، بل ويدخل في إطار تقليد السلطان، الذي له الحق في أن يعين من يشاء في ما يسمى المربع الصغير، أو المربع المخزني. فهذا وقع منذ زمان، وعندما نقرأ مثلا كتاب الناصري، نجد كيف أن السلطان يحتفظ بمسانديه ومقربيه. وفي هذا السياق نذكر بأن محمد رضا اكديرة عندما فشل في الفديك، رجع إلى المربع الملكي، نظرا للصداقة التي تجمعه بالسلطان، ولتقارب الأفكار بينهما، فليس من الغريب رجوع فؤاد عالي الهمة إلى المربع الملكي، إذ هناك الجانب التقليدي الذي يخص السلطان بصفته أميرا للمؤمنين، فيعين من يشاء، مقابل وجود الجانب العقلاني، الذي يخص رئيس الحكومة. لكن المتعارف عليه أن مستشاري الملك يشكلون ما يشبه حكومة الظل، هل الأمر كذلك بالنسبة إلى المجموعة الجديدة؟ لقد تطورت الاستشارة، إذ كان الملك في السابق يحتفظ بمستشاريه، سواء تعلق الأمر بشخص أو شخصين أو ثلاثة أشخاص، وكان على رأسهم مدير الديوان الملكي. ففي زمن أحمد عصمان مثلا، الذي شغل منصب مدير الديوان الملكي، لم يكن عدد المستشارين يتعدى ثلاثة، من بينهم إدريس السلاوي، مدير المدرسة المولوية، وبنسودة، المختص في الجانب الديني، وأحمد رضا اكديرة.حاليا، نحن أمام أزيد من عشرة مستشارين للملك، هناك من يختص في الجانب الديني، ويتعلق الأمر بعباس الجراري، في حين تتكلف زليخة النصري بالجانب الاجتماعي، وعمر عزيمان، المعين أخيرا، بكل ما هو حقوقي، ثم بما أن الدستور الجديد يتضمن ميكانيزما، إلى حد ما معقدا، كان من الضروري تعيين عبد اللطيف المنوني، مستشارا، خصوصا أنه أشرف على اللجنة التي تكلفت بتعديل الدستور. أما في ما يتعلق بفؤاد عالي الهمة، ربما عين مستشارا لما له من تجربة في الإستراتيجية الأمنية، ولأنه تدرب في وزارة الداخلية، وكان وزيرا منتدبا فيها، وله باع طويل في السياسة الأمنية. صحيح أنه صديق الملك، وربما سيكون مستشارا في الشأن الداخلي والقومي، بالنظر إلى وجود مؤسسة دستورية للأمن القومي، فسيكون وسيطا بينها وبين الملك.لكن هناك من فهم أن تعيين الهمة في المربع الملكي رد على العدالة والتنمية، الذي فاز برئاسة الحكومة، والجميع يتذكر الصراع المرير بين الحزب الذي أسسه الرجل ورفاق بنكيران؟ أعتقد أن هذا التأويل سيكون من قبيل الصبيانية السياسية. فلا يمكن تعيين الرجل انطلاقا من حزازات مع حزب بنكيران، وبالتالي، لا يمكن الحديث عن منطق رد الصاع صاعين. ربما للملك علاقة وطيدة بالهمة، وأنه يحتاج إليه، علما انه سبق أن شغل منصب مدير ديوانه عندما كان وليا للعهد، ثم لا ننسى أنه تتلمذ في المدرسة المولوية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وكان كذلك وزيرا منتدبا في الداخلية، ربما انه لن يخفق في الشأن الأمني، فكل هذه المعطيات تفيد أن هذا التعيين ليس ردا على تهجمات بنكيران، خلال الصراع السياسي بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، لأن هذا الصراع كان انتخابويا وليس سياسيا. أشرف الهمة على تأسيس حزب "البام" وابتعد في الفترة الأخيرة وتوارى عن الأنظار، والآن يرجع إلى المربع الملكي، هل هذا سيؤثر سلبا أو إيجابا على البام؟ للأسف سيكون التأثير سلبيا، علما أن الحزب عندما يتقوى يحتاج إلى زعيم، وإلى زعامة، وكان الهمة إضافة إلى أنه قائد الحزب، زعيمه، وكانت له ريادة. والحزب إذا احتاج هذه الريادة، فلن يجدها. لقد كان الهمة يتمتع بالزعامة، ربما لقربه من الملك، أو لأن له ثقل كبير، فكانت كل هياكل الحزب وكذا النخبة داخل "البام" تعتمد على هذا المعطى. وأعتقد أنه كانت هناك أحداث دولية يجب قراءتها، تكرست بالربيع العربي، ولا ننسى أن التظاهرات التي خرجت إلى الشارع بمبادرة من حركة 20 فبراير، طالبت برحيل الهمة، ربما كانت في التعيين الأخير إجابة عن هذه المطالب والشعارات، وتقرر أن يرجع إلى المربع الملكي، ويختفي في المربع المخزني، فهذا أحسن بكثير من المواجهة السياسية مع أطراف كالعدالة والتنمية الذي له مشروعيته في الشارع، وما حصل عليه من ثقل انتخابي في محطة 25 نونبر خير دليل على ذلك. إنها قراءة تعني ضرورة الرجوع إلى المربع، لأن الأصالة والمعاصرة لم يعط أكله، وسجل نوع من الفتور قبل الانتخابات، لكن للأسف الشديد، لم يقرأ حزب التجمع الوطني للأحرار قراءة جيدة الفتور الذي عرفه البام، وقدم صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، قربانا للفشل الذي عرفه تحالف من أجل الديمقراطية. في سطور- من مواليد العاصمة الإسماعيلية سنة 1957 - أستاذ العلوم السياسية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس - حاصل على دكتوراه الدولة في القانون العام - أستاذ السياسات العامة - عضو في عدة وحدات للتكوين والبحث - أشرف على عدة بحوث علمية في مجال القانون الدستوري وعلم السياسة أجرت الحوار: نادية البوكيلي

إحزرير: من حق السلطان أن يختار من يشاء من المستشارين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ظريف: أربع رسائل في تعيين الهمة مستشارا

نقابيون وحقوقيون يقرؤون تعيين الهمة مستشارا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات