مشاكل وفوضى بقطاع سيارات الأجرة بآسفي

جمعيات مهنية تعتبر نفسها بديلا للنقابة المهنية والأخيرة ترى في ذلك اقتحاما موجها يعاني قطاع سيارات الأجرة بإقليم آسفي مشاكل متراكمة ومتعددة، من قبيل المنافسة غير الشريفة لأسطول سيارات النقل المزدوج الذي يوجد في ملكية شخصيات ذات نفوذ قوي بالإقليم، وتفشي ظاهرة النقل السري وعدم احترام بنود ومضامين قانون السير، وارتفاع ضريبة الوقوف في المحطات التابعة للجماعات المحلية، والفوضى التي تتسبب فيها حافلات نقل المسافرين من خلال التقاطها الركاب خارج المحطات الطرقية وغيرها من المشاكل التي يرى المهنيون أنها عويصة، وسبق أن كانت موضوع وقفات احتجاجية وإضرابات عن العمل من طرف المهنيين، الذين ما إن تنتهي احتجاجاتهم وتنديداتهم حتى تبدأ رحلة أخرى من المعاناة عبر سيارات الأجرة، وفي ظل المشاكل نفسها التي يحتجون على استمرارها.ويجزم مجموعة من المهنيين ممن التقتهم «الصباح» على أن تشتت التنظيمات المهنية وغياب مخاطب واضح للسلطات وتفريخ العديد من جمعيات المهنيين وتعددها على مختلف نقط الإقليم، ساهم في عدم التعاطي الإيجابي مع مطالب المهنيين.ويؤكد مصدر نقابي تحدث إلى «الصباح»، أن السلطات الولائية بآسفي نجحت إلى حد كبير في اقتحام المهنيين واختراقهم من خلق فروع نقابية معينة أو جمعيات تشتغل تحت الغطاء المهني، هدفها الحقيقي تكسير كل محاولة لتوحيد الصفوف واتخاذ قرار موحد حتى تكون النتيجة إيجابية، وهو ما أصبح يحكم على الإضرابات التي نخوضها بالفشل، وتجدها السلطات المعنية فرصة تعلق عليها سوء تعاطيها مع مطالب المهنيين.وأرجع المصدر نفسه أسباب ذلك، إلى غياب التأطير والتكوين بالنسبة إلى السائقين والمهنيين، وعدم انفتاح مجموعة من الهيآت النقابية على المهنيين لتحسيسهم بالأوضاع الحقيقية التي يعيشونها والمستقبل الغامض للقطاع في ظل غياب تصور ناجع للحكومة للنهوض بقطاع يعتبر ذا أهمية حيوية لتقدم البلاد.وذهب المصدر نفسه إلى حد اعتبار أن المكاتب المركزية لمجموعة من النقابات، لا تريد سوى سائقين «ضِبَاع»، يفعلون ما يأمرون، دون أن يكون لهم رأي أو سلطة في اتخاذ القرار، وهو ما اتضح من خلال المفاوضات التي جرت بشأن مشروع مدونة السير الذي ما زال حبيس الرفوف، إذ أن أغلب المكاتب المركزية، وجهت البلاغات والنداءات لجميع فروعها وتمثيلاتها، ثم بعدما وقع الاتفاق، لم يتم، حتى، إشعار الفروع بالخلاصات التي تم اتخاذها أو التوصل إليها خلال مرحلة المفاوضات وهو ما اعتبر في رأي في العديد من النقابيين نوعا من العبث.وفي ظل هذه الوضعية التي تعيشها النقابات المهنية بإقليم آسفي، والتي تطغى عليها صورة التشتت والتشرذم وغياب مخاطب وحيد وعدم اتخاذ مواقف موحدة وعدم الجلوس على طاولة التفاوض والنقاش والتشاور، أصبح الكثير من المهنيين يعمدون إلى تأسيس جمعيات مهنية يعتبرونها البديل الحقيقي، لنقابات يحكمها الهاجس الحزبي والمصلحي، قبل مصلحة المهنيين.وأوضح عضو بجمعية مهنية لسائقي سيارات الأجرة من الصنف الثاني، أن النقابات المهيمنة المشرفة على القطاع حولته إلى مقاطعات حزبية تابعة إلى الأحزاب المقربة من هذه النقابات، وهو ما فرض على المهنيين بالإقليم البحث عن بديل حقيقي يمكنه أن يسمع معاناة وآهات المهنيين، وكان بذلك ميلاد العشرات من الجمعيات التي نعتبرها اليوم بديلا عن النقابات، وإطارا مستقل هدفه الأسمى والحقيقي خدمة المهني بدرجة أولى.وإذا كان بعض المهنيين يعتقدون أن تأسيس الجمعيات، بديلا عن النقابات الموجودة في الساحة فإن البعض الآخر يؤكد أن هذه الجمعيات ساهمت كثيرا في تعدد الألوان والأسماء التي تتحدث باسم المهنيين، وجعلت القطاع تعمه الفوضى والارتجالية عوض أن يكون أداة للضغط وتحقيق المكاسب للمهنيين.وبين هذا وذاك، يجد العديد من المهنيين أنفسهم خارج هذه الإطارات من جمعيات ونقابات، بدعوى الحفاظ على أواصر العلاقة الطيبة مع جميع المهنيين، في حين أسر أحد سائقي سيارة الأجرة الكبيرة التي تربط بين آسفي وجمعة اسحيم، وهو يتحدث إلى «الصباح» أن «كلشي كايبحت على مصلحتو، شي وحدين دايرين النقابة غير باش يحصلوا على شي كَريمة، واحنا مللي يكون الإضراب ايعيطو لينا باش يخلعو بنا المسؤولين"... محمد العوال (آسفي)

مشاكل وفوضى بقطاع سيارات الأجرة بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سـكـان "دار مـورسـيـا" بـتـطـوان يـهـددون بـالـتـصـعـيـد

الإخوان المسلمون بمصر يهددون بالنزول إلى الشارع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات