“جـي 8” أمـام امـتـحـان المـعـارضـة

مصير تحالف الثمانية بيد مؤسسيه والكتلة تنتظر قرار أجهزتها التقريرية أسفرت نتائج الانتخابات التشريعية عن حصول مجموعة "جي 8" على 110 مقاعد فقط من أصل 288 في مجلس النواب، اذ حصلت الأحزاب الأربعة الكبرى به على 107 مقاعد فقط، بينما فاز العمالي بمقعدين واليسار الأخضر المغربي بمقعد واحد، فيما لم يحصل حزبا النهضة والفضيلة والاشتراكي على أي مقعد نيابي. الحصيلة كانت هزيلة وغير متوقعة ولن تمكن تحالف الثامنية من شغل موقع الأغلبية، ما يعني أنه سيؤدي دور المعارضة لحكومة يتزعمها حزب العدالة والتنمية وتشارك فيها أحزاب الكتلة، حسب مصادر من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.مجموعة الثماينة أو ما يعرف ب "التحالف من أجل الديمقراطية" كان يمني النفس بنيل ثقة المغاربة من أجل تشكيل أغلبية ما بعد 25 نونبر، ومحاصرة العدالة والتنمية بالبرلمان، إلا أن النتائج أثبتت العكس، وحكمت على مصير التحالف بالركون إلى المعارضة، وهو ما سيشكل امتحانا حقيقيا لمكوناته، وما إذا كانوا يملكون من الإرادة السياسية ما سيجعلهم قادرين على الاستمرار في هذا التحالف الذي اعتبروه استراتيجيا منذ الإعلان عن ميلاده، انسجاما مع ميثاقه التأسيسي الذي يلزم الموقعين عليه بالاشتغال في الحكومة مجتمعين، أو الانتقال إلى المعارضة بشكل جماعي، أو أن مصير التحالف سيؤول إلى الفشل. وكانت مكونات التحالف هنأت أمين عام العدالة والتنمية بفوز حزبه في الانتخابات، وعلى رأسهم زعيم التحالف من أجل الديمقراطية صلاح الدين مزوار الذي اعترف بفوز حزب العدالة والتنمية وتصدره لنتائج الانتخابات، معتبرا أن النتائج كانت «في مجموعها جيدة» بالنسبة إلى التحالف من أجل الديمقراطية.وأكد مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب الإعلان عن نتائج انتخابات 25 نونبر، أن الانتخابات التشريعية شكلت نجاحا للمسلسل الديمقراطي الذي يعرفه المغرب.وحصل التجمع الوطني للأحرار على 38 مقعدا، حسب النتائج المؤقتة غير الكاملة بالنسبة إلى 288 مقعدا من أصل 305 المخصصة للوائح المحلية، كما أعلن عن ذلك وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي.وقال مزوار، الذي يشكل حزبه إلى جانب أحزاب الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، والحزب الاشتراكي، واليسار الأخضر، والنهضة والفضيلة، والحزب العمالي، التحالف من أجل الديمقراطية: «سنقوم بعملية تقييم لهذه النتائج، وسنقرر الاتجاه الذي سنأخذه بخصوص موقعنا علما أن الأمور كانت واضحة بالنسبة إلينا منذ البداية».وأضاف «لقد اشتغلنا من أجل الفوز بالانتخابات، لكن كانت هناك فرضية أخرى بعدم الفوز»، مضيفا أن «الدستور الجديد يتيح أيضا مكانة متميزة للمعارضة وهو ما سيشكل انتصارا آخر للديمقراطية في المغرب».المشاكل ستطرح بقوة في حال تعثر مفاوضات بنكيران مع مكونات الكتلة من أجل الانضمام إلى أغلبيته، خاصة إذا لم يغر العرض الحكومي هذه الأحزاب، وهي التي عبر بعض زعمائها عن أن قرار المشاركة في حكومة العدالة والتنمية بيد الهيآت التقريرية لهذه الأحزاب.وكان بنكيران اعتبر في تصريحات سابقة أن الخط الأحمر الوحيد الذي يضعه حزبه لتحالفاته هو حزب الأصالة والمعاصرة، علما أن عضو الأمانة العامة مصطفى الرميد يؤكد أن التجمع الوطني للأحرار مستبعد بدوره من تحالف ال»بي جي دي»، لأنه لعب، على حد تعبيره، دور البام في حربه ضد حزب المصباح.والمعطى الآخر الذي ينبغي استحضاره أيضا في هذا السياق، يتمثل في وضع بنكيران، حسب مصادر من الأمانة العامة، لحزب الحركة الشعبية ضمن أجندة مشاوراته لتشكيل الحكومة، في حال تعيينه من قبل الملك رئيسا للحكومة، وهو ما لا يعارضه أمين عام حزب السنبلة امحند العنصر الذي خرج بحصيلة ضعيفة في نتائج انتخابات 25 نونبر، ولم يبق له من خيار سوى لعب ورقة الدخول إلى الحكومة من أجل إنقاذ الوجه، علما أن تحالفه ضمن إطار «جي 8» قد يجر عليه غضب القواعد لهزالة الحصلية الانتخابية للحزب، ولأن قوى داخل الحزب كانت تراهن مذن البداية على التحالف مع حزب بنكيران، لتبقى كل الأسئلة معلقة إلى حين في انتظار تعيين رئيس الحكومة المقبلة من الحزب الفائز في الانتخابات وتتبع سيناريو التحالفات الحكومية. رشيد باحة

“جـي 8” أمـام امـتـحـان المـعـارضـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تمر وحليب وفرحة عارمة بمقر الحزب الإسلامي

الدولة و"بي جي دي"...لعبة القط والفأر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات