رحيل “عراب” القانون المغربي صالح الشرقي

الملحن الوحيد غير المصري الذي تغنت أم كلثوم بأحد ألحانه توفي زوال أول أمس (الاثنين) الفنان وعازف القانون صالح الشرقي، عن عمر يناهز 88 سنة بإحدى مصحات مدينة الرباط.ويعد الشرقي آخر رموز الأغنية المغربية، بعد رحيل أغلبهم منهم عبد النبي الجيراري الذي وافته المنية هو الآخر قبل بضعة أسابيع. وكان الفنان الراحل قد دخل في غيبوبة منذ حوالي شهر، بعد أن تعرض إلى حادثة سير إذ صدمته سيارة وهو يهم باجتياز الشارع، فأصيب بكسر في الورك قبل أن ينقل إلى المستشفى، ولبث هناك في غيبوبة إلى أن توفي.وظل الراحل نشيطا حتى أواخر أيامه، إذ لم يحل تقدمه في السن، دون مواصلته تطوير اهتماماته الفنية وتنويعها، إذ أصدر قبيل وفاته كتابا باللغة الفرنسية بعنوان "الموسيقى المغربية تراث غني ومتنوع"، كما كان منشغلا بالإعداد لمعرض ينوي تقديم العديد من التحف الفنية فيه ومئات الصور النادرة التي يهوى جمعها كما عاينت ذلك "الصباح" التي كانت آخر منبر إعلامي أجرى معه حوارا مطولا خلال شهر ماي الماضي.وخلف الملحن والعازف صالح الشرقي العديد من القطع الغنائية التي تغنت بها جل الأصوات الغنائية المغربية مثل المعطي بنقاسم الذي غنى له "رسالة وأمانة" وعبد الوهاب الدكالي في "عذروني يا احبابي" وبلخياط من خلال قطعة "هذا الميعاد" وإسماعيل أحمد والغرباوي وأمينة إدريس وغيرهم.كما كان الراحل صالح الشرقي الملحن غير المصري الوحيد الذي تغنت أم كلثوم بلحن له، ويتعلق الأمر بالموشح الديني "يا رسول الله خذ بيدي" الذي أعجبت بلحنه خلال زيارتها للمغرب سنة 68، فغنته في إحدى السهرات.وكان الشرقي الذي ولد بمدينة سلا وانتقل إلى البيضاء حيث قضى جزءا من طفولته هناك قد تلقى مبادئ الموسيقى بلمجأ للأيتام على يد "لمعلم زنيبر" قبل أن يتخصص في آلة القانون التي يعد أحد أمهر العازفين عليها في القرن العشرين.والتحق صالح الشرقي بداية الخمسينات بالجوق العصري التابع للإذاعة المغربية، كما كان متمكنا من الموسيقى الأندلسية وأحد الضليعين فيها، فضلا عن تبحره في الموسيقى الشرقية وإلمامه العميق بمقاماتها وضروبها.ولم يقتصر اهتمام الراحل فقط على التلحين والعزف، بل تجاوزه إلى البحث والتأليف الأكاديميين، وخلف عدة مؤلفات كان سباقا فيها إلى توثيق الأغنية المغربية وتيسير طرق تلقينها، منها كتاب "القانون في الموسيقى المغربية" و"المستظرف في قواعد الفن الموسيقي" الذي حظي بتقدير خاص من طرف الموسيقار محمد عبد الوهاب كما هو مثبت في إحدى طبعاته. إضافة إلى مؤلفات أخرى منها "أضواء على الموسيقى المغربية" و"الإيقاع والمقامات" وسيرته الذاتية والفنية التي روى تفاصيلها في مؤلف عنونه ب"جل ترى المعاني" الذي يعد إحدى أهم الوثائق التي أرخت لتجربته الخاصة ومعها الأغنية المغربية التي كان شاهدا وفاعلا في أبرز محطاتها. عزيز المجدوب

رحيل “عراب” القانون المغربي صالح الشرقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختتام اللقاء الدولي حول أدب الصيباري

منتخب الملاكمة في الأولمبياد التجريبي بلندن وفلندا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات