خروقات انتخابية بالجملة

كشفت مصادر مطلعة أن لجن المراقبة والملاحظة التابعة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان وقفت على مجموعة من "الخروقات" التي رافقت الحملات الانتخابية. وأضافت أن أغلبية الأحزاب السياسية ساهمت، كل بطريقته الخاصة، في هذه الخروقات. وقالت المصادر ذاتها إن أهم خرق ارتكبته أغلبية الأحزاب هو المساهمة في دفع المواطنين إلى عدم التصويت، إذ لجأ أغلب المرشحين إلى خطاب "تيئيسي"، يصف كل واحد فيه جميع منافسيه بالمفسدين، ويركز على أنه المنزه عن الأخطاء، وهو ما يدعو، بطريقة غير مباشرة، إلى عدم التصويت، إذ يفهم المواطن من هذا الخطاب أن الفساد مستمر، وأن أغلبية الأحزاب رشحت مفسدين، خاصة أنها رفعت شعارا موحدا وهو "وا المرشح المليار منين جاك"، بما يفيد أن كل مرشح هو ناهب للمال العام. وفي السياق ذاته، ركز مرشحون على خطاب يتسم بحمولة كراهية للأحزاب الأخرى، واستخدموا ألفاظا قريبة من الشتم، ما يجعل المواطن يمتعض من هذه الأجواء المشحونة بالكراهية والسب والقذف.ولجأت أحزاب أخرى، منها التي قدمت ضدها شكايات رسمية، إلى احتكار جميع المحلات والمقرات في الأحياء التي تشملها دائرتها الانتخابية، لسد الأبواب أمام المنافسين، كما لوحظ أن سماسرة الانتخابات أصبحوا أكثر احترافية، منهم الذين يفاوضون المرشح ويضمنون له الأعداد التي يطلبها في دائرته دون أن يضطر إلى التحدث إليهم مباشرة، كما أن عدد اللجن ومنسقي الحملات الذين يخدمون لصالح مرشحين معينين تجاوزوا العدد الذي يمكن معه أن يؤدي المرشح تعويضاتهم من ميزانية الحملة الرسمية، ما يعني أن المرشح يستخدم أموالا أخرى لأداء تعويضات لأشخاص هم بطريقة غير مباشرة من المصوتين الذين يتقاضون أموالا بمبرر أنهم منسقون في الحملة.ونشطت عمليات البناء العشوائي في بعض أحياء الصفيح، في الدار البيضاء على وجه الخصوص، إذ أكدت المصادر ذاتها أن ملاحظين وقفوا على "خروقات" منتخبين رؤساء جماعات شجعوا البناء العشوائي، بل ساهموا من أموالهم الخاصة فيه بأداء ثمن الإسمنت. فيما لجأ سماسرة، تضيف المصادر المذكورة، إلى جمع إشعارات ناخبين، ومطالبتهم بعدم الذهاب يوم التصويت إلى المكاتب، وأنهم سيقومون "بالواجب"، على حد تعبير المصادر التي أكدت أن جميع هذه الخروقات ستضمن في تقريرها النهائي إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع ذكر الدوائر وأسماء المرشحين المسؤولين عنها.وغيبت أغلب الأحزاب اللائحة الوطنية الخاصة بالشباب أو النساء من الخانات المخصصة للمرشحين، بل لجأ بعضها إلى إلصاق مكانها صور الوكيل المحلي وكأن الأمر يتعلق به شخصيا وليس بمصلحة عامة، وهو ما انعكس أيضا في خطابات المرشحين الذين لم يثيروا برامجهم الحزبية كما يجب ليفهم المواطن ما قد يقدمه هذا الحزب مقارنة مع غيره، كما لم يثيروا موضوع اللائحة الوطنية من قريب أو بعيد، بل ركز كل واحد على خطاب "عاونونا" وضرب المنافسين حتى لو كان من بينهم مناضلو ومرشحو أحزاب متحالفة مع حزب المرشح. كما استغل وزراء بعض إنجازاتهم في الحملة، ووعدوا المواطنين بالمجانية في الخدمات التي يفترض أنها أصلا مجانية في قطاعاتهم الحالية.ووقف الملاحظون على مجموعة من الخروقات التي لم يستطيعوا إثباتها بأدلة قاطعة، منها استغلال موظفي جماعات وبلديات في الحملة الانتخابية من طرف بعض المرشحين، حسب ما ذكرته المصادر ذاتها، مشيرة إلى أن الحملة تمر في أجواء مازالت على العموم باردة، إذ لم تصل إلى جميع المواطنين لدعوتهم أولا إلى المشاركة في الانتخابات، كما أنه إذا كان مرشحو بعض الأحزاب تجاوزا الخانات التي يفترض أن يعلقوا فيها ملصقاتهم، ولم يحترموا الإطار المخصص لكل حزب، فإن آخرين لم يستخدموا هذه الخانات أصلا.إلى ذلك، تسجل خروقات أخرى لم تتحرك السلطة لوضع حد لها، تتعلق بتعليق مرشحين صورهم على لافتات إدارات عمومية، منها مثلا غرفة الصناعة التقليدية بالناظور. ضحى زين الدين

خروقات انتخابية بالجملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تحث العدالة والتنمية على تجنب الإشاعات والتشويش

قرويون يستقبلون الراضي بالدجاج والرفيسة

مقالات ذات صلة