موراتينوس: لا خيار أمامنا غير التفاهم

دبلوماسيون مغاربة وإسبان يطالبون بإعادة قراءة وكتابة التاريخ المشترك للبلدين دعت شخصيات دبلوماسية وسياسية مغربية وإسبانية، إلى إعادة بناء العلاقة المغربية الإسبانية، بما يجعلها تنفتح على آفاق واعدة قوامها التفاهم والثقة. واستحضرت هذه الشخصيات، في الندوة التي عقدها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، الأسبوع الماضي بالرباط، الصعوبات التي طبعت مسار العلاقة بين البلدين الجارين، وسبل تجاوزها وأجمع هؤلاء الخبراء على ضرورة إعادة بناء العلاقة بين البلدين على أسس جديدة لمواجهة التحديات والإكراهات المستقبلية.وقال ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية في الحكومة الإسبانية سابقا، إنه ليس من خيار أمام المغرب وإسبانيا إلا العمل على تمتين روابطهما، ونبذ الخلافات التي تعكر صفو العلاقات التي تجمعهما. وأضاف موارتينوس أن ما يجمع البلدين أكثر مما يفرقهما.وأبرز أنه كرس مساره السياسي الذي امتد إلى أزيد من 27 سنة، أي منذ توليه منصب مستشار بالسفارة الإسبانية بالرباط سنة 1984 لتطوير العلاقة الثنائية بين المغرب وإسبانيا، موضحا أن هذا التوجه تكثف بعد توليه مسؤولية وزارة الخارجية. وأقر موراتينوس بأن ثمة صعوبات تتحكم في العلاقة بين المغرب وإسبانيا، غير أنه شدد على ضرورة البحث في سبل تجاوزها، مؤكدا أن الهدف هو الوصول إلى علاقة يحكمها التفاهم وحسن الجوار. ونوه موراتيونوس بالتعاون المغربي الإسباني في العديد من المجالات، خاصة في مجال محاربة الإرهاب، مشيرا، في هذا الصدد، إلى الدعم الذي قدمه المغرب إلى إسبانيا، خاصة على مستوى تبادل المعلومات، بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مدريد في 11 مارس 2004 . وأكد موراتينوس أن الملفات الشائكة التي تعترض تمتين العلاقة بين البلدين، والوصول بها إلى المستويات المطلوبة، تتعلق بالنزاع في الصحراء، والهجرة السرية، وملف سبتة ومليلية. ودعا البلدين إلى التوجه نحو المستقبل من خلال الانتقال من مستوى حفنة المصالح، إلى ما أسماه شبكة المصالح التي تستحضر البعد التاريخي والثقافي، والجغرافي للبلدين. وقال موراتينوس إن تولي جلالة الملك محمد السادس السلطة في 1999، أعطى دفعة قوية للإصلاحات، مقرا بأن المغرب يشهد تحولات كبرى لم يكن ينتبه إليها، غير أنه لامس، خلال زيارته لمعرض الفلاحة بمكناس، قبل ثلاثة أشهر، الجهود المبذولة من طرف المغرب في إحداث تغيير إيجابي عبر الإصلاحات السياسية والدستورية التي باشرها المغرب.وانتقد موراتينوس الحملات الإعلامية التي تنهجها بعض وسائل الإعلام الإسبانية التي تعمل على الترويج لمغالطات، وتركيزها على وجود “أزمة حادة” بين المغرب وإسبانيا، مشددا على ضرورة التوجه نحو ما يخدم مصلحة البلدين. المساري: دعوة لتجاوز الكليشيهات قال محمد العربي المساري، وزير الاتصال سابقا، إن ما يحكم العلاقة بين المغرب وإسبانيا هو التقارب الجغرافي والتاريخي. وأشار إلى أنه في الوقت الذي حرص المغرب، عبر تاريخه، على بناء أجواء الثقة والتفاهم مع إسبانيا، لم يقابل هذا التوجه بالمثل من طرف الجارة الشمالية. وقال إن المغرب سعى دوما، من خلال مبادرات الملك الراحل الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس، إلى التأسيس لسياسة قوامها حسن الجوار والتوازن والتفاهم مع إسبانيا. ودعا المساري إلى ضرورة تجاوز الكليشيهات والأحكام المسبقة، معبرا عن أسفه أن صورة المغرب والمغاربة في إسبانيا، ما تزال سيئة بفعل الإرث الثقافي والاستعماري. في السياق نفسه، تركزت مداخلة عمر عزيمان، سفير المغرب بإسبانيا سابقا، على الطبيعة الهشة للعلاقة بين البلدين، التي تفتقر إلى الرؤية بعيدة المدى. وشدد على ضرورة تجاوز معيقات تطويرها، خاصة من خلال هدم الأحكام المسبقة والأفكار الجاهزة، متحدثا، في هذا المجال، عن المفارقة التي تطبع العلاقة بينهما بسبب التاريخ المشترك المليء بالمتناقضات والإشكاليات. واقترح عزيمان إعادة قراءة وكتابة التاريخ المغربي الإسباني المشترك، بعيدا عن الأفكار المسبقة، داعيا إلى الاستفادة من التقارب الفرنسي الألماني والروسي البولوني، في سبيل إعادة بناء علاقة جديدة بين المغرب وإسبانيا، ترتكز على أسس صلبة ومستقرة عبر التحرر مما أسماه المعتقل التاريخي الإيديولوجي. جمال بورفيسي

موراتينوس: لا خيار أمامنا غير التفاهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليزمي: هدفنا محو الصورة السلبية للمهاجرين لدى الإسبان

المدخنون يضخون 5.5 ملايير في ميزانية الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات