خروف العيد يلهب عروض “الكريدي”

مديونية الأسر تجاوزت 300 مليار درهم ثلثها يخصص لتمويل الاستهلاك "معيدين ومن الدخول المدرسي مهنيين"، "استفد من سلف أضحية العيد والدفع في 2018"، "سلف مريح مع عيد الأضحى"، صيغ متنوعة ومختلفة دشنت بها شركات التمويل حملتها الإشهارية لترويج عروضها المتعلقة بقروض عيد الأضحى، إذ هناك عدد من الملصقات والوصلات واللوحات الإشهارية بالشوارع، التي تقترح شركات التمويل من خلالها صيع قروض من أجل تمويل اقتناء أضحية العيد وتغطية تكاليف هذه المناسبة. لا تختلف حملة هذه السنة عن سابقاتها، إذ عند اقتراب مناسبة عيد الأضحى تعلن شركات التمويل عن عروض تختلف في شكلها، لكن مضمونها يظل متشابها، تقديم قرض يراعي الإمكانيات المادية لشرائح واسعة من المجتمع. فأسعار الأضحيات غالبا لا تكون في متناول الجميع، كما أن الكل يود أن يشارك في الاحتفال لهذه المناسبة وألا يحرم أطفاله من فرحة العيد، ما يجعل شركات التمويل تجتهد في ابتكار الصيغ التي تتلاءم مع ميزانيات الأسر أو على الأقل جلها، علما أن شريحة واسعة لا يمكنها توفير سعر الأضحية الذي يتراوح ما بين ألفي درهم وثلاثة آلاف في المتوسط، وحتى إن وفر المبلغ، فإنه لن يستطيع تدبر التكاليف كلها. ولاحظت "الصباح" إقبالا هاما على عدد من وكالات شركات التمويل، فهناك طوابير من الراغبين في الحصول على قروض تنتظر دورها لتقديم ملفاتها. وأشار مسؤول بإحدى الوكالات إلى أن عيد الأضحى يمثل فرصة سانحة لشركات التمويل من أجل تحسين نشاطها، مضيفا أن رقم معاملات هذه الشركات يشهد ارتفاعا بحوالي 30 في المائة خلال الشهر الذي يصادف عيد الأضحى بالمقارنة مع الشهور العادية. وأوضح المصدر ذاته أن شهر ذي الحجة الذي يصادف العاشر منه عيد الأضحى يعد مناسبة للشركات لتدعيم حصصها في السوق. وتوقع أن يعرف حجم القروض الاستهلاكية خلال الشهر الجاري، ارتفاعا إذ تقبل العديد من الأسر المغربية على شركات التمويل من أجل تدبر تكاليف اقتناء الأضحية. ومادام الأجر لا يفي بالغرض، فإن اللجوء إلى القروض يصبح ضروريا. وساهمت التسهيلات التي تقدمها شركات القروض في ظل المنافسة الشرسة في ما بينها لجلب الزبائن في تبسيط مساطر وشروط الحصول على القروض، وهكذا وبعد أن كانت الأسر تلجأ إلى العائلة أو الأصدقاء للاقتراض أصبحت تفضل اللجوء إلى مثل هذه الشركات تجنبا لأي إحراج. وأفاد المسؤول بوكالة التمويل أن القروض الممنوحة لا تخصص لاقتناء أضحية العيد فقط، بل تغطي تكاليف أخرى مرتبطة بهذه المناسبة، إذ أن نسبة كبيرة من القروض الممنوحة تفوق 5 آلاف درهم، علما أن متوسط سعر الأضحية يتراوح ما بين 2000 درهم و 2500. واعتبر أن تبسيط مساطر الحصول على القروض والمنافسة القوية بين شركات التمويل ساهم في تشجيع العديد من أرباب الأسر على اللجوء إلى الاقتراض، إذ أصبح بعض الأشخاص مدمنا على الاقتراض لكل مناسبة، وإثر ذلك أصبحت مجموعة من الأسر مثقلة بالديون، ما يؤثر سلبا على ميزانيتها. وهناك من يلجأ إلى الاقتراض لشراء قروض أخرى، من أجل توسيع هامش الاستدانة لديه، إذ غالبا ما يكون القرض الجديد يتميز بشروط أحسن من القروض التي سبق أن استلمها. وساهم تسهيل الولوج إلى القروض في الإفراط في الاقتراض، ما جعل مديــونية الأسر ترتفع بشكل مقلق. وأفاد التـقريرالأخير لبنك المغرب حول الاستقرار المالي أن مديونية الأسر لدى البنوك وشركات التمويل عرفت ارتفاعا، خلال السنة الماضية، بنسبة 4.3 %، لتصل في مجملها إلى 309 ملايير درهم، ما يمثل 30 % من الناتج الداخلي الإجمالي، منها 110 ملايير تخصص لتمويل الاستهلاك. من جهة أخرى، توصلت دراسة أعدتها الجمعية المهنية لشركات التمويل على عينة من المستفيدين من قروض الاستهلاك، إلى مجموعة من الخلاصات، من أبرزها أن 43 في المائة من العينة التي شملتها الدراسة، استفادوا من قرض واحد، في حين أن الأشخاص الذين اقترضوا مرتين يمثلون 35 في المائة من المستجوبين، وتصل نسبة الذين استفادوا من ثلاثة قروض وأكثر على التوالي 12 في المائة و10. عبد الواحد كنفاوي حقوق المقترض مقتضيات هامة تضمنها قانون حماية المستهلك في ما يتعلق بالقروض، منها العرض المسبق للقرض، إذ يتعين على الشركة المقرضة أن تمكن الراغب في القرض من وثيقة تتضمن مبلغ القرض ومدة استرداده والشروط المطبقة مثل معدل الفائدة، وكل المعلومات المتعلقة بالقرض، وتمنح للشخص الراغب في القرض مهلة 7 أيام لإبداء رأيه في هذه الشروط والمقتضيات، ويعتبر أن هذا المقتضى الجديد إجراء مهما، إذ يمكن المقترض من الاطلاع على كافة الشروط، قبل التوقيع على العقد النهائي.

خروف العيد يلهب عروض “الكريدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إلغمـان تعـرض لوحاتها بكندا

مراجعة مرسوم التعيين بالمناصب العليا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات