التقدم والاشتراكية… الهروب إلى الأمام

غالي: قلق من أن يكون الحزب ضحية عملية إعادة النظر في مخرجات انتخابات 7 أكتوبر حمل البلاغ الأخير للتقدم والاشتراكية إشارات في الشكل والمضمون، على أن الحزب يرفض أن يكون كبش فداء لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، إذ اختار رفاق نبيل بنعبد الله ذكرى ثورة الملك والشعب للمطالبة بـ»بعث نفس جديد في عملية بناء الكيان الدستوري والسياسي». واعتبر محمد غالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض (مراكش)، أن رفاق نبيل بنعبد الله، أمين عام التقدم والاشتراكية، يرفضون أن يكون حزبهم ضحية عملية إعادة النظر في مخرجات انتخابات 7 أكتوبر، موضحا أن خطاب الحزب يرتكز على قراءته الخاصة للطريقة التي دبرت بها مرحلة ما بعد الاستحقاقات التشريعية، خاصة في ما يتعلق بمشاورات تشكيل الحكومة. وسجل غالي في تصريح لـ «الصباح» أن خطاب التقدم والاشتراكية يحمل جينات فكرة قديمة هي الصراع مع الأيادي الخفية، ويعكس شعورا لدى أعضائه بأن الحزب لم يعد له ما يخسره، محذرا من التأثيرات السلبية لهذا الخطاب ليس فقط على التجربة الديمقراطية بل حتى على مصداقية الدولة. ونبه الديوان السياسي لحزب «الكتاب» إلى خطورة المقاربات والممارسات التي من شأنها أن تبعد الفرقاء السياسيين عن الفعل السياسي السليم، معتبرا أن التعامل الجدي مع الشأن السياسي المغربي يتطلب نبذ كل سطحية أو انسياق وراء التشنجات بين الفرقاء السياسيين، سواء من داخل الأغلبية أو في علاقة هذه الأخيرة بالمعارضة، ما يحدث جوا سياسيا لا علاقة له بالسجالات الخلافية الطبيعية التي تواكب كل تعايش ديمقراطي سليم. ودعا الديوان السياسي، في بلاغ له ، إلى «تعبئة كل الروح الوطنية العالية التي يحملها مختلف الفرقاء السياسيين، أغلبية ومعارضة، وبذل المجهودات اللازمة لتجاوز الوضع الراهن. وسجل البلاغ المذكور أن «الشعب المغربي ينتظر تفعيلا خلاقا للأبعاد الإصلاحية للدستور، وينتظر أيضا التنزيل الفعلي والمستعجل لمشاريع الإصلاح» ، داعيا إلى فتح نقاش جدي ومسؤول بين مكونات الأغلبية، مؤداه تعميق التشاور وتسريع وتيرة الإصلاحات والعمل الجماعي المتفق عليه، وكذلك مع المعارضة لوضع حد لحرب المواقع الفاقدة لكل مصداقية، و من أجل ضبط فضاءات الاشتغال بما يضمن تنزيلا سليما لما جاء به الدستور في هذا الصدد. ودعا الحزب إلى استعادة وهج التعبئة الوطنية التي مكنت البلاد، بقيادة حكيمة من جلالة الملك محمد السادس وبإسهام قوي من كل القوى المجتمعية الحية والجادة، من تدشين عهد جديد يقوي التلاحم بين الملك والشعب وقواه الحية ويوطد دعائم المغرب الديمقراطي، الذي تضطلع فيه المؤسسات بأدوارها الدستورية كاملة على أساس حياة سياسية سوية وسليمة يؤطرها فاعلون مجتمعيون وسياسيون ذوو مصداقية، ومجتمع مدني جاد وإعلام حر ومستقل، وذلك بما يتيح إسهام الجميع في بناء مغرب الحداثة والتقدم الغني بتنوعه وانفتاحه وديمقراطيته، واستلهام روح ثورة الملك والشعب لتجديد نفس بناء مغرب الديمقراطية والمؤسسات والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. واستحضر التقدم والاشتراكية ما يرمز إليه الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب من تجسيد لتلاقي الإرادات الوطنية القوية في مواجهة مخططات الاستعمار والرجعية التي سعت إلى استمرار السيطرة على المغرب و عرقلة مسيرته نحو الانعتاق والرقي، والمس بمؤسساته الشرعية في محاولة يائسة لتعطيل الاستقلال الوطني وبناء المغرب المستقل والموحد الذي شق طريقه نحو بناء الدولة المغربية الحديثة في كنف الحرية و الكرامة والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية . ياسين قُطيب

التقدم والاشتراكية… الهروب إلى الأمام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

تكتيك ومناورات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات