بنونة: 26 درهما للهكتار لتأمين المنتوج السنوي للفلاح

أكد كمال بنونة، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، في لقاء صحافي نظمه بمدينة الفقيه بن صالح الخميس الماضي، أنه أعطى الانطلاقة للموسم الفلاحي الجاري منذ 15 يوما بحضور وزير الفلاحة، مع قيامه بكل الإجراءات والترتيبات استعدادا للموسم الفلاحي وتوفير البذور الجيدة للفلاحين وجعلها قريبة منهم لاستغلالها بشكل أفضل. ولم يخف مدير المكتب الجهوي اغتباطه لتحقيق أمر مهم لفائدة الفلاحين الذين أصبحوا يتوفرون على " التأمين" لكل محاصيلهم الزراعية ما شجهم على العمل بشكل جيد دون وضع اعتبار للتقلبات المناخية التي تضر بمحاصليهم الزراعية (الجفاف، الفيضانات، الحرارة المفرطة...)وقال في هذا السياق، إن الفلاح أصبح بوسعه تأمين منتوجه السنوي بثمن لا يتعدى 26 درهما، في حين أن الدولة تكلفت بأداة 90 في المائة من مجمل المصاريف ما خلف جوا من الارتياح لدى عموم الفلاحين الذي سارعوا إلى اقتناء البذور استعدادا لموسم فلاحي جيد.وقدم بنونة إحصائيات دقيقة عن إنتاج الشمندر السكري بجهة تادلا أزيلال، وأكد أن إنتاج محصول الهكتار الواحد بلغ الموسم الجاري 68 طنا في حين لم يتعد في السنوات الماضية 57 طنا.وذكر في هذا السياق، أن محصول الشمندر السكري فاق الطاقة الاستيعابية لوحدات الإنتاج التي اضطرت للاستمرار في العمل إلى حدود نهاية شهر يوليوز ما أجبر المسؤولين على التفكر جديا لتجاوز المشاكل التي أضرت بمحصول الشمندر السكري الذي تعرض للحرارة المفرطة وبالتالي فقدانه الجودة المطلوبة.ولتفادي تكرار سيناريو الموسم الماضي، قررت الشركة المصنعة "كوزيمار" تقليص المساحة المزروعة لإنتاج الشمندر السكري بجهة تادلا من 15 ألف هكتار إلى 12500 هكتار مع تحديد سقف زمني لوحدات إنتاج السكر لا يتعدى شهر يونيو. كما أفاد بنونة أن شركة كوزيمار قدمت مساعدات للفلاحين بلغت 10 ألف درهم للهكتار الواحد مع إعفاء عدد منهم من الديون التي بلغت 23 مليون درهم ما أرجع الثقة للفلاحين بالمنطقة.ولتحقيق النجاعة المطلوبة وتجاوز كل السلبيات التي كانت تعترض فلاحي المنطقة، أفاد بنونة أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة اتخذ تدابير ومعايير جديدة للتعامل مع الفلاحين الراغبين في زراعة الشمندر السكري، وقال في هذا الصدد أن الفلاحين الذين لا يتعدى إنتاجهم للشمندر السكري 30 طنا في الهكتار الواحد، وجهوا لإنتاج مزروعات أخرى تناسب قدراتهم الإنتاجية في أفق عقلنة الفلاحة بالمنطقة ككل.وطمأن مدير المكتب الجهوي الفلاحين الفلاحين بتحقيق موسم فلاحي جيد رغم تأخر التساقطات المطرية بالمنطقة، سيما أن نسبة ملء حقينة سد بين الويدان والحنصالي تجاوزت 80 في المائة وبلغت مليار و600 مليون متر مكعب ما يفسح المجال للفلاحين، خصوصا في مجال الفلاحة السقوية بأن يستعدوا للموسم الفلاحي الجاري بشكل عاد دون خوف من نذرة الماء مستقبلا.كما أشار إلى توقع انخفاض إنتاج الزيتون خلال الموسم الفلاحي الجاري إذ يرتقب إنتاج 110 آلاف طن بدل 160 ألف طن نظرا لتظافر عوامل عدة منها استمرار الطرق التقليدية لجني الزيتون ومراوحة الإنتاج التي تختلف من سنة إلى أخرى.وتحدث بنونة عمن مشاكل البذور المختارة التي كانت تشهد مشاكل عدة ناجمة عن تعاطي فلاحي المنطقة معها، إذ كانت الشركة المنتجة كوناكوس تنتج 500 ألف طن، لكن بعض الفلاحين يستعملون بذورا أخرى أقل جودة ما يخلف كساد 200 ألف طن وبالتالي تضرر الشركة التي تكبدت خسائر فادحة، لكن بعد تطبيق توجهات المخطط الأخضر الذي استجاب لتطلعات الفلاحين أصبح الطلب متزايدا على البذور المختارة التي صارت الشركة تنتج منها مليون و 200 ألف قنطار. وذكر مدير المكتب الجهوي الغاية من تنظيم معرض جهوي تشارك فيه دول أوربية من قبيل (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال) ويجعل فكرة "استغلال وتدبير مياه السقي "محورا أساسيا. واعتبر أن مجال الفلاحة بالجهة يشهد تحديين كبيرين مؤكدا أن أكثر من 80 ألف هكتار تستفيد من السواقي التقليدية التي تساهم في هدر نسبة كبيرة من المياه.في هذا السياق، أشار إلى أن سقي هكتار واحد يتطلب ما بين 600 و700 متر مكعب ما يشكل هدرا كبيرا للماء الذي يتبخر بفعل عامل الحرارة ناهيك عن طوبوغرافية الأراضي الفلاحية التي تختلف مواقعها من واحدة إلى أخرى، وبالتالي يحتج الفلاحون على غلاء الماء لارتفاع ثمن الفاتورة في حين أن الاستهلاك المفرط للماء وهدره سببان رئيسيان في المعضلة.واعتبر بنونة أن تنظيم معرض "الماء" بالجهة يعتبر أول معرض دولي من نوعه على الصعيد الوطني يضاهي في أهميته معرض الفلاحة بمكناس ومعرض الفرس بالجديدة، وبالتالي سيكون قبلة لكل الفلاحين على الصعيد الوطني لتداول مشاكل السقي والبحث عن تقنيات جديدة لحل المعضلة. وأشار بنونة إلى التحدي الثاني المتمثل في تثمين المنتوجات الفلاحية بالمنطقة التي تفتقد وحدات إنتاجية لتصنيعها أو تكريرها ما يضيع مجهودات الفلاحين لغياب شروط تسويق منتوجاتهم الفلاحية.وخلص مدير المكتب الجهوي أن المخطط الأخضر راهن على سقي 30 ألف هكتار، باعتماد تقنية التنقيط، مؤكدا أن العملية الأولى لسقي 10 ألف هكتار بالجهة انطلقت، في حين أن سقي 12 ألف هكتار المتبقية ما زالت رهن الدراسة. سعيد فالق (بني ملال)

بنونة: 26 درهما للهكتار لتأمين المنتوج السنوي للفلاح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الترامواي "يطرد" مراحيض "مارشي سنترال"

أقصبي: نجاح التأمين متعدد المخاطر مستبعد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات