الزرقطوني: رهاننا تحويل تراث المقاومة إلى شأن عام

مؤسسة الزرقطوني للثقافة والأبحاث تخلد اليوم الوطني للمرأة تنظم مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث اليوم (السبت) مهرجانها الوطني الخامس للمرأة المقاومة بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالبيضاء، بتعاون وتنسيق مع عدة هيآت وإطارات رسمية ومدنية. وخصصت فعاليات هذه الدورة للاحتفاء بسيرة الراحلة الأميرة للاعائشة التي توفيت قبل أسابيع، التي يعتبر الاحتفاء بها دعما للمسار التحرري للمرأة المغربية المعاصرة. وللاقتراب من سياقات تنظيم هذا المهرجان وآفاق عمل الهيأة المنظمة له، كان ل"الصباح" هذا الحوار مع الأستاذ محمد الزرقطوني، الكاتب العام لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، وحفيد الشهيد محمد الزرقطوني، للحديث عن تجربة هذه المؤسسة وعن السياق العام الذي جاء فيه الاحتفال بهذا الحدث. بداية حدثنا قليلا عن أهم المحطات المميزة لتجربة مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث؟أولا مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث هي إطار مدني رأى النور سنة 2000، باعتبارها هيأة متخصصة في تجميع تراث المقاومة المغربية البطولية والحركة الوطنية المجيدة، من أجل تنظيم الاشتغال عليه وتسيير سبل تقليب صفحاته، تجميعا لمواده التوثيقية المتنوعة وتحليلا لمضامينه التحررية العميقة واستغلالا لدروسه الإنسانية المتميزة. لذلك، فقد حرصنا، ومنذ التأسيس، على الاشتغال على مستويين متوازيين ومتكاملين، أولهما استهدفنا من خلاله تأطير عمل الباحثين وتنسيقه وتوفير أرضيته المصدرية والوثائقية الضرورية، وثانيهما سعينا من خلاله إلى توسيع آليات إشعاعنا ووسائل تواصلنا مع محيطنا، وذلك عبر عمليات النشر المتخصص والأعمال الفنية والأشرطة التوثيقية واللقاءات التلاميذية.هل يمكن أن تقدم لنا تفاصيل أكثر عن طبيعة هذه الأنشطة ؟ربما سيكون من الصعب، في هذه العجالة، اختزال معالم كل ما استطعنا تحقيقه في هذا المجال. ومع ذلك، يمكن أن أذكر ببعض النماذج التي نعتبرها معبرة بهذا الخصوص، فعلى المستوى العلمي التخصصي، استطعنا اقتحام سوق النشر الأكاديمي عبر سلسلة من الإصدارات التي أشرف عليها باحثون ومؤرخون متخصصون، إلى جانب تحقيق تراكم لا بأس به في مجال الندوات التدارسية العلمية التي استقطبت اهتمام العديد من الباحثين المغاربة المعاصرين الموزعين عبر مختلف الجامعات المغربية. وبموازاة ذلك، فقد استقبلنا أفواجا مسترسلة من الطلبة الجامعيين الذين ينجزون أبحاثا وأطروحات حول قضايا تتقاطع مع اهتمامات المؤسسة ومع آفاق عملها، إذ حاولنا أن نكون صلة وصل بينهم وبين مصادر المادة الوثائقية أو المصدرية بتعدد أصولها وباختلاف مرجعياتها. أما على المستوى الإشعاعي التواصلي، فلن أستطيع حصر سجل دقيق بكل ما أنجزناه بهذا الخصوص من أعمال مسرحية وفنية ومعارض بصرية ولقاءات تلاميذية ومحاضرات عمومية ... وهي الأنشطة التي غطت كل ربوع البلاد، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. وإلى جانب هذه الأنشطة الدورية، استطاعت المؤسسة أن تكون وفية في تواترها على الاحتفاء بسيرة رموز النضال الوطني، وذلك عبر مختلف المناسبات الوطنية التي نسجل فيها حضورنا المستمر، تأطيرا للشباب وإبداعا لأشكال تواصلية مجددة، مثلما هو الحال مع المهرجان الوطني للمقاومة الذي ننظمه يوم 18 يونيو من كل سنة، أو مع المهرجان الوطني للمرأة المغربية المقاومة الذي ننظمه يوم 10 أكتوبر من كل سنة، أو مع غيرهما من المناسبات الوطنية مثل عيد الاستقلال وذكرى ثورة الملك والشعب.في هذا الإطار يندرج إذن تنظيمكم للدورة الخامسة لمهرجان المرأة المغربية المقاومة؟بالفعل، فهي مناسبة نحتفي فيها بسيرة أمهاتنا الخالدات اللائي طبعن بجهادهن وبتضحياتهن وجه المغرب المعاصر. وفي كل دورة كنا نختار اسما أو مجموعة من الأسماء لكي تكون موضوعا للتكريم وللاحتفاء. وبما أن دورة هذه السنة قد تزامنت مع الذكرى الأربعينية لوفاة الأميرة للاعائشة، فقد قررنا تخصيص كل فقرات دورة هذه السنة لتخليد المحطات المضيئة في مسيرة هذه الأميرة التي لازمت والدها المغفور له الملك محمد الخامس وشقيقها المغفور له الملك الحسن الثاني، وذلك في رحلة المنفى ثم داخل مسؤوليات الجهاد الأكبر من خلال الاضطلاع بمهام ديبلوماسية ورسمية هامة بعد حصول البلاد على استقلالها. وسنكون سعداء، داخل المؤسسة، باحتضان هذا اللقاء، إذ سيشكل فرصة للأجيال الصاعدة من أجل التعرف على المسيرة المتوهجة لهذه الأميرة المتميزة التي أصبحت عنوانا لمسار تحرير المرأة المغربية المعاصرة.ماذا عن مشاريعكم المستقبلية ؟لا شك أن طموحاتنا أوسع مما استطعنا تحقيقه إلى الآن، ومع ذلك فرهاننا كبير على حماس أطرنا وباحثينا من اجل تحويل تراث المقاومة المسلحة والحركة الوطنية إلى شأن عام يمكن أن يساعد على تعزيز قيم الوطنية الصادقة والمواطنة الحقة. لذلك، فقد سطرنا العديد من المشاريع التواصلية التي سنسعى إلى بلورتها وتحقيقها على أرض الواقع. على رأس هذه المشاريع، يمكن أن أذكر توسيع مجال الإصدارات المتخصصة، والانفتاح على نتائج البحث الأكاديمي عبر تأطير الجامعية، وتجميع التراث الشفوي لرجالات المقاومة، وتصنيف الذخائر الوثائقية الموزعة بين الأفراد والهيآت، وتكثيف الأنشطة الشبابية بالثانويات وبالمعاهد العليا، والانفتاح على ممكنات التوثيق السمعي البصري قصد تطوير المنجز وتجديد آليات التواصل. هذه هي انتظاراتنا التي نبحث لها عن عناصر الإنجاز، ترسيخا للأفق العام الذي نشتغل عليه، ووفاء للسجل الخالد لتجربة حركة المقاومة المغربية البطولية التي هزت الأرض من تحت أقدام الاستعمارين الفرنسي والإسباني ببلادنا خلال النصف الأول من القرن الماضي. فإعادة تحيين مضامين قيم هذا التراث الخالد سيشكل، بكل تأكيد، رافعة لكل مشاريع النهوض المجتمعي الراشد، حالا واستقبالا. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

الزرقطوني: رهاننا تحويل تراث المقاومة إلى شأن عام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معرضان للصناعات الثقافية بالدار البيضاء

3 أسئلة: بنيس: ابن رشد يستقبل ست حالات مستعجلة يوميا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات