قطار الشرق السريع يتوقف بمحطة “مرس السلطان”

الرجاوي الزروالي غادر إلى دار البقاء وأسباب الوفاة يكتنفها الغموض توقف قطار زكرياء الزروالي، لاعب الرجاء الرياضي، مساء أول أمس (الأحد)، حوالي التاسعة والنصف، في محطته الأخيرة، بمصحة مرس السلطان، بعد معاناة مع مرض، تتضارب الآراء حول طبيعته، لم يمهله طويلا، فلبى نداء ربه، في غفلة من الأهل والأنصار، الذين رابضوا أمام المصحة ساعات طوالا، في أمسية تآلفت فيها القلوب، ونسي فيها الرجاويون والوداديون خلافاتهم وصراعاتهم الرياضية، تاركا وراءه ذكريات جميلة...الزروالي، الابن البار لمدينة البرتقال، العائد إلى الرجاء بعد موسم إيقاف قضاه في الغربة إلى جانب زوجته ببلجيكا، راهن على موسم العودة لكتابة سطور جديدة من تاريخه في القلعة الخضراء، لكن يد المنون كانت أسرع من طموحه، واختطفته في ظرف خمسة أيام، انطلقت بآلام بسيطة في البطن يوم الثلاثاء، وانتهت به جثة هامدة ممددة فوق سرير ملفوف بالأبيض، داخل غرفة للإنعاش، مساء أول أمس (الأحد). موت الزروالي لا يعني فقط فقدان الرجاء لظهير أيسر بمواصفات الكبار، ولاعب بخبرة وتجربة كبيرتين، في المحافل المحلية والدولية، وإنما يعني كذلك فقدانه غصن شجرة جذورها بالبيضاء، وفروعها ممتدة إلى بركان، تربط حاضره بمستقبله، وتجسد علاقته الوجدانية بجميع جهات المملكة، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها...وأنت تتحدث إلى الزروالي، ذو اللكنة الشرقية، رحمه الله، تشعر أنه إنسان غير عاد، من زمن الأجداد، شغوف بانتمائه، ومحافظ على أصالته، ويدين بالولاء إلى كل من ساعده في حكايته مع الجلدة الملعونة، إلى أن حملته رياحها إلى القلعة الخضراء، قادما إليها من مولودية وجدة قبل سبع سنوات. "تعددت الأسباب والموت واحد" عبارة يرددها كل من فقد عزيزا، أو رزئ في قريب، لتخفيف هول الصدمة وتقليل حجمها، لكن موت الزروالي ذو 33 ربيعا، لم يكن مفاجئا فحسب، وإنما ملفوف بكثير من الغموض.كيف لا وهو العائد لتوه من مباراة في غاروا الكامرونية لحساب عصبة الأبطال، وكان يتأهب لدخول معسكر تدريبي رفقة زملائه أول أمس (الاثنين).كيف لا وهو ذلك الرياضي، الذي يتمتع بصحة جيدة، ويخوض المنافسات على أعلى مستوى، ويتعين على فريقه أن يتوفر على ملف طبي متكامل خاص به. أدخل الزروالي غرفة الإنعاش بإحدى المصحات، بعد أن نقل إليها على وجه السرعة عندما دخل في غيبوبة نتيجة نزيف حاد في الجهاز الهضمي وتحديدا الكبد. هنا انتهت قصاصة الأنباء الخارجة من المصحة.وفي الساعات الموالية، برز حديث آخر “ تبين بعد الفحوص الدقيقة أن الأمر يتعلق بفيروس كبدي لم تتحدد طبيعته، وقد خضع اللاعب إلى علاجات دقيقة ومكثفة”.ولم يتم الكشف عن أسباب المرض الذي داهم لاعبا خاض آخر مباراة قارية بقميص الرجاء قبل أسابيع قليلة، بالمقابل تم نفي أن يكون الزروالي تعرض للإصابة بأي وباء خلال الرحلة الإفريقية.تسلسل أحداث وفاة الزروالي، الذي اختار أن يموت بين الأهل والأحباب (عاد إلى المغرب في يونيو الماضي)، يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة المرض، والإجراءات التي اتخذت لمقاومته قبل أن يفتك بجسد رياضي ينتظر مولودا في الأسابيع القليلة المقبلة. فرحم الله الزروالي، وأسكنه فسيح الجنات، وإنا لله وإنا إليه راجعون. نورالدين الكرف

قطار الشرق السريع يتوقف بمحطة “مرس السلطان”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

باسكال: لم أصدق هدفي في مرمى إنييمبا

رحيل الزروالي يخيم على الأسود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات