التكرادي وبلخوجة والزروالي … لاعبون رحلوا في أوج العطاء

أعادت وفاة لاعب الرجاء الرياضي زكريا الزروالي إلى الذاكرة حالات بعض اللاعبين الذين قضوا نحبهم داخل الملاعب الوطنية، وآخرين خطفهم القدر في أوج عطائهم.ومن أبرز الحالات التي عرفتها ملاعبنا الوطنية، وخلفت جدلا واسعا بالنظر إلى الصدمة الكبيرة التي خلفتها في نفوس وقلوب المتتبعين الرياضيين، أمام غياب عناية طبية خاصة في فترة التسعينات وبداية العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، لاعب أولمبيك خريبكة، عادل التكرادي، ولاعب الوداد الرياضي، يوسف بلخوجة، ولاعب الجيش الملكي، هشام الزروالي، إذ رغم اختلاف حكاية وفاة كل واحد من هؤلاء اللاعبين، إلا أنها تلخص العلاقات الإنسانية التي كانت تجمع هؤلاء اللاعبين بذويهم وأصدقائهم، ومحيطهم في عالم المستديرة، الشيء الذي جعل مغادرتهم الإجبارية تستعصي على كل من يحبهم.التكرادي... هداف خذله قلبهلم يكن التكرادي لاعبا عاديا منذ التحاقه بالفئات الصغرى لفريق أولمبيك خريبكة، إذ أبان علو كعبه في الميادين الرياضية والتعليمية، وكان يصر على أداء واجباته تجاه أسرته وزملائه قبل الدخول إلى الملعب، وكان كذلك يوم وفاته في رابع نونبر 1997، عندما دخل مستودع الملابس وغير ملابسه وصلى ركعتين قبل أن يلتحق بالتداريب التي كان يشرف عليها المدرب الحالي للجيش مصطفى مديح، وبعد حركات تسخينية بسيطة سقط مغمى عليه، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل إلى المستشفى، لتبدأ رحلة جديدة لأسرته مع المعاناة، بحكم أنه كان المعيل الوحيد لعائلته.وكشف التشريح الطبي الذي خضعت له جثة التكرادي أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية، وأنه لم يتعرض لإصابة من أحد زملائه.واضطرته دراسته إلى الالتحاق بفريق الفتح والجيش معارا، بعدما بدأ مساره بفئة الفتيان للأولمبيك من موسم 1990/1991، ولعب سنة 1995 للمنتخب الوطني، إذ كان يكمل دراسته بالمعهد الملكي لتكوين أطر وزارة الشباب والرياضة، وبالنظر إلى تألقه في تسجيل الأهداف أبدت مجموعة من الأندية الأجنبية رغبتها في الاستفادة من خدماته في مقدمتها انتراخت فرانكفورت الألماني، وكان آخر مباراة لعبها أمام سبورتينغ سلا وفاز فيها أولمبيك خريبكة بثلاثة أهداف لواحد سجل منها عادل هدفين.بلخوجة... الرحيل المثير للجدلفتحت وفاة بلخوجة الجدل حول الإجراءات الطبية التي تعتمدها الجامعة والأندية قبل انتداب اللاعبين، بعد أن فارق الحياة بسكتة قلبية خلال مباراة بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء لحساب نصف نهائي كأس العرش لموسم 2001، وسقوطه المفاجئ على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.ورغم أن الوداد الرياضي يتوفر على أكفأ الأطر في المجال الطبي، خاصة الدكتور عبد الرزاق هيفتي الطبيب الحالي للمنتخب الوطني، فإن أصابع الاتهام أشارت إلى أن التقصير في الفحوصات الطبية كانت السبب في وفاة بلخوجة، غير أن هيفتي أكد أن بلخوجة كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يسبق له أن شكا مرضا منذ التحاقه بفريق الوداد خلال موسم 1999 - 2000، بعدما ترعرع بفئات النادي القنيطري، مشددا على ضرورة اتخاذ الأندية الإجراءات اللازمة لتوفير ملفات طبية للاعبين، وإخضاعهم للتحليلات الدقيقة للقلب.هشام الزروالي... الغائب الحاضرلم ينس الجمهور العسكري يوما هشام الزروالي رغم وفاته منذ سبع سنوات في حادثة سير قيل عنها الشيء الكثير، لأن اسمه مازال يترد في المدرجات في كل مباراة عجز فيها مهاجمو الجيش الملكي عن التهديف، «عسكري ... عسكري ... الله يرحم الزروالي».للزروالي مكانة كبيرة في قلوب جمهور الجيش بحكم الحي الذي نشأ فيه «دوار الكورة»، أحد أبرز الأحياء التي تدين بلوائها للفريق العسكري، وبحكم الكرم الكبير الذي كان يحف به محيطه الاجتماعي سواء من أسرته أم أصدقائه، بل ساهم بماله في إسعاف العديد من المرضى من أبناء حيه من ماله الخاص.ويتذكر جمهور الجيش آخر مباراة لعبها الزروالي للفريق العسكري، عندما قاده إلى الفوز على الكوكب المراكشي في إحدى مباريات البطولة الوطنية لموسم 2004 – 2005، يوم 4 دجنبر 2004، إذ كان وراء الهدفين اللذين فاز بهما قبل أن يطرد من طرف الحكم، علما أنه كان يعاني فراغا في التهديف قبل تلك المباراة، ما جعل كلمات الوداع بين الزروالي وجمهور الجيش تكتسي أهمية خاصة في قلوب محبيه، قبل أن يتلقوا خبر وفاته صباح اليوم الموالي، بعد اصطدام سيارته الرياضية الفارهة التي اقتناها عندما كان محترفا بسكتلندا، بشجرة على الطريق الرابط بين تمارة والرباط، إذ كثيرا ما طالبته والدته بالتخلص منها لأنها تجلب العين. صلاح الدين محسن

التكرادي وبلخوجة والزروالي … لاعبون رحلوا في أوج العطاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سلطات مديونة تحارب الهدر المدرسي في القرى

مصادر: كبد الراحل تدهور بالإفراط في تناول دواء

مقالات ذات صلة