خمسة جرحى في مسيرة 20 فبراير بالحي المحمدي

التظاهرة تحولت إلى ثلاث مسيرات حملت شعارات عكست خلافات جوهرية في الحركة يهتف الطفل ذو العشر سنوات بأعلى حنجرته "الشعب يريد إسقاط الفساد"، وحين يتعب يلتفت إلى يمينه ممازحا صديقه الذي يحمل فوق رأسه قطعة كارتونية كتب عليها بخط رديء "نريد الشريعة لا الديمقراطية"، دون أن يعرف أي يد تسللت، بين الزحام، وسلمتها إليه.. وانســــحبت.بدا الصديقان منشرحين، وهما يركضان على امتداد شارع "دال" المتفرع عن مدار قيسارية الحي المحمدي في اتجاه المشروع السكني الحسن الثاني، حيث اختارت حركة 20 فبراير، زوال أول أمس (الأحد)، تدشين محطتها الثانية، بعد سباتة، من عودتها إلى التظاهر وسط الأحياء الشعبية وقرب واجهات المحلات التجارية، بعد غياب طويل تخلله جدل ونقاش، صاخب أحيانا، بين مكونات الحركة وحساسياتها السياسية المختلفة حول هذا الاختيار المكلف أمنيا.انطلقت المسيرة بشعار "المطالبة باستقلال القضاء" على خلفية اعتقالات مست نشطاء من الحركة، في الآونة الأخيرة، وضمنهم مغني الراب معاذ الملقب بالحاقد التي رُفعت صوره بالحجم الكبير، وارتدى عدد من المشاركين قمصانا بألوان مختلفة تعلن التضامن معه مطالبة بالإطلاق الفوري لسراحه.منذ الساعة الرابعة زوالا، وقبل انطلاق المسيرة، كان على قوات حفظ الأمن صنع ما يشبه أرضا منزوعة السلاح لفك الارتباط بين نشطاء حركة 20 فبراير، الذين حجوا من أحياء مختلفة من الدار البيضاء، وبين شباب حركة 9 مارس الذين استعانوا بسيارة "هوندا" ومكبرات صوت ضخمة وصور لجلالة الملك لتمييز أنفسهم عن "الآخرين".في الجانب الآخر من شارع "دال"، أعطيت التعليمات لأكثر من 700 عنصر أمن بسياراتهم ودراجاتهم النارية لتأمين مرور التظاهرة التي تشتتت، منذ الانطلاق، إلى ثلاث مسيرات صغيرة بعدد إجمالي لم يتجاوز، في البداية، 800 مشارك، واحدة أكثر تنظيما وتجهيزا قادها نشطاء العدل الإحسان الذين التزموا، إلى حد معقول بشعارات الحركة المعروفة، وأخرى قادتها تنسيقية الحي المحمدي غلب عليها الحضور النسائي، والثالثة أكثر شعبوية تميزت بطابعها الفرجوي، ضمت بعض نشطاء اليسار وجمعية أطاك وحساسيات مستقلة، تخللتها شعارات تجاوزت سقف المتفق عليه، وتمادت في إظهار أن الهدف ليس إسقاط الاستبداد، أو الفساد وإصلاح المؤسسات، بل إسقاط شيء آخر لمحوا إليه بأكثر من شعار.تعبر المسيرات الثلاث شارع "دال" وسط احتجاج بعض التجار المتجولين والفراشة، وازدحام شديد بسبب مواقف السيارات والشاحنات، ولم يكد المشاركون يقتربون من شارع محمد جناوي بالمشروع السكني الحسن الثاني، حتى فاجأتهم حشود الشباب الملكي الذين قدموا من الأزقة المتفرعة عن مستشفى محمد الخامس وشوارع حي دار الأمان القريب، رافعين لافتات تندد بالحركة وصور جلالة الملك، ما فرض على مسؤولي الأمن استنفارا سريعا للسيارات ودراجات الصقور وقوات التدخل السريع التي أقامت طوقا جديدا بين الفريقين على مستوى مقر المنطقة الحضرية 12، دون أن يفلح الأمن في صد اشتباكات محدودة وكلاما نابيا متطايرا بين الجانبين.الساعة تشير إلى السادسة والنصف، المسيرات الثلاث تقترب من شوطها الأخير عند مدخل الحزام الكبير، الكل يتأهب لإعطاء إشارة المغادرة والإعلان عن انتهاء التظاهرة التي وصل عدد المشاركين فيها إلى 2500 مشارك، في هذه اللحظة تدفقت حشود شباب 9 مارس من زقاق بلوك 9 الذي وصلوا إليه بعد التفافهم على الأزقة الخلفية للمقاطعة الحضرية 12. وابل من الحجارة وقارورات زجاجية فارغة يسقط على المشاركين الذين يدخل بعضهم في اشتباكات جسدية مع المهاجمين، خلفت سقوط 5 جرحى على الأقل نقلوا إلى مستعجلات الحي المحمدي ومستشفى منصور بالبرنوصي وابن رشد، قبل أن تتدخل قوات الأمن، من جديد، لفك الاشتباك وتأمين وصول المسيرة إلى شارع الحزام الكبير..نقطة النهاية. يوسف الساكت

خمسة جرحى في مسيرة 20 فبراير بالحي المحمدي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فتح باب التسجيل لقرعة الهجرة الأمريكية

درك الدروة يبحث في ملف الاعتداء على مستشار جماعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات