تفاصيل وأسرار مخططات خلية البتار الإرهابية

مخططات تنسيق مع القاعدة للحصول على السلاح وقلب النظام تجاوزت المحجوزات التي ضبطت مع الخلية التي فككتها أجهزة «ديستي»، بتعاون مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، 200 وثيقة، وتضم أغلبيتها مخططات تخريبية وأسماء شخصيات وازنة لاغتيالها، كما خططت لقلب النظام، وفق ما أطلقت عليه وجوب إسقاط الحكومة المرتدة. وتتبنى خلية البتار التي كان أميرها (معاذ. إ) الملقب بسعد، يتحرك عبر الشبكة العنكبوتية تحت شعار «درع لمن وحد»، القتل والتقتيل وسيلة لتحقيق ما تطلق عليه الأهداف الإستراتيجية.وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الصباح» من مصادر قريبة من التحقيق، فإن الخلية اقتصرت على ثلاثة عناصر، اختارت أحدها أميرا، وهو المدعو «معاذ»، إذ تمت مبايعته بكتاب مخطوط باليد، وتشير وثيقة البيعة إلى أن محررها «يقسم بالتجرد لله بما يملك وتطليق الدنيا وجعل الأرض تحت أقدام الكفار والمنافقين جحيما، ويخلص المبايع إلى أن همه الوحيد الجهاد في سبيل الله بالسيف...».وكشفت مصادر «الصباح» أن فشل أمير الخلية في توريد السلاح من عناصر القاعدة بدول جنوب الصحراء، رغم تفاوضه معهم، دفعه إلى الاعتماد على عمليات السطو واغتيال عناصر الشرطة للحصول على السلاح، إذ سبق أن خطط لاغتيال شرطيين بمقر أمني بالسالمية وانتهت مراقبته له إلى أنه تأكد من أن شرطيين يوجدان فيه باستمرار، وفي اليوم الذي خطط فيه وشريكاه للتنفيذ، فوجئوا بوجود أزيد من ستة عناصر أمنية، ما حال دون إتمامهم المخطط.وخطط المشتبه فيهم أيضا لضرب أهداف حيوية واستهداف شخصية يهودية وصحافي فرنسي، كما اتفقوا على القيام بعمليات سطو مسلح على مؤسسات بنكية وسيارات نقل الأموال.ويعتبر أمير الخلية، مدير شركة للاستشارة المعلوماتية، الحاصل على بكالوريا في الرياضيات والإعلاميات وتابع دراسته الجامعية في الإطار نفسه، العقل المدبر، إذ تبين أنه خطط لتأمين تواصل عناصر القاعدة بدول جنوب الصحراء مع تابعيها في المغرب، كما أنه ربط اتصالات بعناصر القاعدة في العراق، لتزويده بالمعلومات التي تمكنه من تصنيع المتفجرات. كما توضح الوثائق المحجوزة في منزله بحي مولاي رشيد، كل المخططات والأهداف التي رسمها. كشفت مصادر قريبة من التحقيق في ملف الخلية الإرهابية التي ما يزال البحث جاريا مع عناصرها، أن رسالة وداع أطلقها أمير الخلية عبر الشبكة العنكبوتية، كانت نقطة الإسراع في إيقاف المنتمين إلى الخلية، الذين بلغ عددهم إلى حدود يوم الجمعة الماضي، ثلاثة أفراد، جلهم شباب، خططوا لاغتيال شخصيات عمومية وأجانب وضرب أهداف أجنبية وأخرى وطنية، والسطو على المؤسسات البنكية وسيارات نقل الأموال لتمويل مخططاتهم التخريبية.وأفادت المصادر ذاتها أن مصالح الأمن المتخصصة في محاربة الجريمة الالكترونية ومختلف الجرائم التي يمكن أن تحضر أو تقترف بواسطتها، كانت تقتفي آثار أمير الخلية وترصد تحركاته وعلاقاته عبر شبكة الانترنيت منذ سنة 2006، وأنه بمجرد أن أطلق في منتصف شتنبر الجاري رسالة وداع عبر الأنترنيت، سارعت العناصر ذاتها إلى إلقاء القبض على المعني بالأمر، تحسبا لشروعه في تنفيذ مخططاته الفردية التخريبية والاغتيالية، سيما أنها تزامنت مع التهديدات الإرهابية التي أطلقها زعيم القاعدة، أيمن الظواهري.ورام الإسراع في اعتقال المشتبه فيه الرئيسي أيضا عدم تخريبه المعطيات المتوفرة في حاسوبه، فتم ترصد خطواته، ليتم إيقافه بمجرد خروجه من المسجد، حوالي السابعة مساء من يوم الجمعة قبل الماضي، بعد أدائه صلاة المغرب في مسجد بشارع الحارثي بحي مولاي رشيد بالبيضاء.ومكن الانتقال رفقته إلى منزله بالحي نفسه من حجز وثائق ورسائل مشفرة مازال البحث جاريا لحل ألغازها ومعرفة الجهة المستهدفة بها، إذ أنها كتبت برموز وإشارات، تستعصي قراءتها.ومن بين المخطوطات التي حجزت في منزل المشتبه فيه الرئيسي، كتابات تشير إلى الأهداف التي رسمتها الخلية، ومن بينها مخطوط يحتوي على تصميم يحدد موقع مقر أمني بحي السالمية، كان الغرض منه الاعتداء على عنصري شرطة والاستيلاء على سلاحهما، إذ أن المراقبة التي أجراها أمير الخلية لهذا المقر، بينت له أن عنصري أمن يتكلفان بالحراسة الثابتة، وخطط لاغتيالهما ونزع سلاحهما، رفقة معاونيه، إلا أنه في يوم التنفيذ فوجئ بأن المقر يوجد به أزيد من ستة عناصر ما دفعه إلى العدول عن التنفيذ. وكان المتهم الرئيسي خطط لتحويل سلاح الشرطيين، إلى سلاح كاتم للصوت، يمكن من إنجاز المهمات بسهولة وسرعة تؤمنان نجاح العمليات. وحجز أيضا بمنزل المتهم مسدس بلاستيكي، مستنسخ عن مسدسات الشرطة، يشحن بحبات بلاستيكية، كان يتخذه المتهم للتدرب على استعماله حتى يستأنس به ولا يجد صعوبة في استعمال المسدس الحقيقي حالما يتمكن من "غنمه". بالإضافة إلى ذلك حجزت عقود بيعة الأمير، وهي عبارة عن وثائق محررة بخط اليد، يشهد فيها عنصرا الخلية الآخرين عزمهما محاربة من يسميانهما الكفار والمنافقين، والمكتوبة خطيا، والتي يشهد فيها ، أنهما يبايعان الأمير.وجاء في أحد المخطوطات أن الخلية ستستهدف الكفار، وللغرض ذاته ينبغي عليها الحصول على السلاح، كما رسمت كل الاحتمالات التي يمكن أن تقودها إلى الحصول عليه وتنفيذ المخططات "الجهادية". وحسب مصادر "الصباح" فإن التخطيط للاعتداء على المقر الأمني بالسالمية للاستيلاء على سلاح الشرطيين، كان، حسب تصميم معد للغرض ذاته حجز ضمن الوثائق التي تتوفر عليها مصالح الأمن، (كان) سينفذ من قبل ثلاثة عناصر ضبطت أسماؤهم في المخطوط نفسه، ويتعلق الأمر بأحمد وسعد وحمزة، وهي الوثيقة التي مكنت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من إيقاف باقي أفراد الخلية، إذ تبين أن لقب سعد أطلق على الأمير، أما حمزة فبعد التحريات المكثفة تم الاهتداء إلى أنه المدعو محمد خير الدين، يتحدر من سيدي مومن الجديد وغادر أسوار السجن بعد انقضاء المدة الحبسية بسبب ضلوعه في خلية أخرى كانت تجند المقاتلين إلى العراق.وسار البحث لتحديد العنصر الثالث الذي لم يكن إلا أخ أمير الخلية من جهة الأب وهو المدعو يونس عياد.وكشفت المعلومات الأولية التي توصلت بها المصالح الأمنية (الديستي والفرقة الوطنية للشرطة القضائية)، أن أمير الخلية، وهو متخصص في المعلوميات ويسير شركة مختصة في الاستشارات المعلوماتية، سعى في الصيف الماضي إلى ربط الاتصال بعناصر القاعدة في المغرب الإسلامي، وفتح معهم حوارا على أساس الجهاد في المغرب، كما طالبهم بتزويده بالسلاح، مقابل تأمين اتصالاتهم الالكترونية في المغرب مع تابعيهم، عن طريق حمايتها وعدم اختراقها من قبل الأجهزة الأمنية، وتوصل إلى حل تفاوضي، إلا أن النقطة التي أرجأت تنفيذ المقايضة عدم وجود وسيط تثق فيه عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي لإتمام العملية، كما أنه في شتنبر الحالي، قبل أن يكتب رسالة الوداع كان على اتصال بعناصر القاعدة في العراق، وذلك لإفادته في صنع المتفجرات.وكان الأمير الملقب بسعد، يتحرك عبر الشبكة العنكبوتية تحت شعار "درع لمن وحد"، ومن بين الأهداف التي خطط لها بالنسبة إلى الاغتيالات، شخصية يهودية معروفة وعميد شرطة مركزي وشخصيات عمومية وازنة.وحسب مصادر "الصباح" فإن أمير الخلية حاصل على الباكالوريا العلمية في شعبة الرياضيات والإعلاميات، وتابع تعليمه الجامعي، كما كان ينوي السفر إلى إيطاليا.من جهة أخرى رجحت المصادر ذاتها أنه تم تمديد فترة الحراسة النظرية للمشتبه فيهم، سيما أنهم يتمتعون بثقة عالية في النفس ويؤمنون بما يخططون له، إلى درجة صعبت البحث معهم، كما حالت دون حل كل الألغاز العالقة وباقي ارتباطات الخلية، سيما أن بعض الوثائق التي حجزت بمنزل أمير الخلية، تشير إلى أنه يخطط للإطاحة بمن اعتبرها الحكومة المرتدة وإقامة حكومة أخرى تتماشى مع التيار الذي يطمح إلى تمثيله، إذ حسب إحدى الوثائق التي ضبطت في منزل المتهم فإن الخلية أطلق عليها "البثار"، وتشير إلى أن أهم أسسها البيعة وتصفها ببيعة القتال، ومن شروطها الكتمان والسمع والطاعة للأمير، كما قسمت أهدافها إلى أهداف استراتيجية كبرى وهدف عام وأهداف تكتيكية، وأعلنت الجهاد ضد من وصفتهم كبار المرتدين والمخابرات، وخططت لوضع مخطط إعلامي للتواصل والتنفيذ.وكشف تفكيك الخلية الجديدة، استمرار التهديدات الإرهابية، وأيضا بحث القاعدة بالمغرب الإسلامي عن موقع لها في المغرب، إذ أنها المرة 15 التي تفشل فيها في تأمين هذا الموقع وخلق تحالف مع تابعيها به، ما يزكي اعترافات أحد المقربين من الأمير الوطني للقاعدة بالمغرب الإسلامين عبد المالك دروكدال، حين صرح بالصعوبات التي اعترضت اختراق المغرب الأقصى.وتتشابه الطريقة التي اعتمدها أمير الخلية وعدد الأفراد المشاركين، مع خلية أركانة، إذ أن الأمير اعتمد على البيعة أولا، واقتصر على عدد صغير من الأفراد ثانيا، وثالثا استعمل الشبكة العنكبوتية في التواصل مع عناصر القاعدة بالساحل وجنوب الصحراء والعراق، وذلك من أجل الحصول على السلاح أو تعلم كيفية تصنيع المتفجرات، وهي معطيات تشير إلى التحول الذي طبع المخططات الإرهابية ومدى القدرة على استخدام الأنترنيت. موازاة مع ذلك طورت الأجهزة الأمنية المكلفة بمحاربة "الإسلام الجهادي"، بتخصيص خلايا ذات احترافية عالية تتابع تحركات المتطرفين وترصد علاقاتهم كما تخترقهم عبر الشبكة نفسها، وتعمل بمبدأ من قرر المرور إلى الفعل يعتقل، في إطار السياسة الأمنية الوقائية أو ما يطلق عليه الضربات الاستباقية. المصطفى صفر

تفاصيل وأسرار مخططات خلية البتار الإرهابية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتيل وجرحى في انهيار مصنع بالبيضاء

إيقاف "أمير" مزور يستغل فتيات جنسيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات