منقبات باريس… الباحثات عن الغرامة

رجل أعمال جزائري أنشأ صندوقا لدفع الغرامات ومغاربيات "يتنقبن" وينزلن إلى الأماكن العامة لتحدي القانون الفرنسي في اليوم الذي سبق النطق بالحكم من طرف القضاء الفرنسي في حق منقبتين، نزلت أربع نساء يرتدين الحجاب إلى ساحة مترو «باربس» بالعاصمة الفرنسية، في تحد لقانون حظر النقاب في الأماكن العمومية، وتضامنا مع «هند احمس» و«نجاة نايت علي»، المنقبتين اللتين أثارتا كثيرا من الجدل في الأوساط السياسية والحقوقية في فرنسا، وأدينتا، الخميس الماضي، من طرف القضاء بدفع غرامة مالية قدرها 120 و80 أورو لكل واحدة منهما على التوالي.وتابعت «الصباح» نزول منقبتين إلى ساحة مقابلة لمحطة «باربس»، التي تعتبر مقصد عرب وأمازيغ العاصمة الفرنسية، وارتبطت تاريخيا بالمعارضين في دول المغرب العربي وبأشهر الموسيقيين المغاربيين المغتربين...واختارت منقبتان جزائريتان، يوم الأربعاء الماضي، التجول وهما ترتديان النقاب المحظور قانونا في الأماكن العمومية، وعبرتا من الشارع الرئيسي المؤدي إلى محطة «مترو باربس»، وبين العشرات من «الفراشة» من أبناء الجاليتين المغربية والجزائرية، الذين اختاروا التعبير فقط بنظرات مختزلة لمواقفهم من قانون حظر ارتداء النقاب في فرنسا.المنقبتان، كما صرح لنا تاجر جزائري، تقطنان في «باربس»، ومنذ صدور قانون حظر النقاب وهما تتحديان السلطات بالنزول كلما دعت الضرورة لذلك بنقابهما للتعبير عن رفض قانون تعتبرانه ماسا بالمبادئ الأساسية للدستور الفرنسي، وهي الحق في المساواة.وأسس مجموعة من الحقوقيين والجمعويين في فرنسا جمعية «لا تمس بدستوري» للدفاع عن المنقبات، بل إن هناك من اقترح إنشاء صندوق لدفع الغرامات المحكوم بها عليهن، مثل رجل الأعمال الفرنسي من أصل جزائري رشيد نكاز، الذي يسعى إلى تأسيس صندوق بغلاف مالي قدره مليون أورو لدفع الغرامات ومتابعة جميع الملفات أمام القضاء وبحث اللجوء إلى محكمة حقوق الإنسان الأوربية.وأعلن رشيد نكاز أنه سيدفع الغرامتين اللتين حكم بهما على المنقبتين، مثلما سبق له أن دفع غرامة أدينت بها إحدى المنقبات في العاصمة البلجيكية.ويرفض سائقو سيارات الأجرة والحافلات في باريس نقل المنقبات بحكم أن القانون يحظر النقاب في الأماكن العمومية، وهو ما اعتبرته جمعية «لا تمس بدستوري» تمييزا بين الفرنسيين في حقهم في النقل والتنقل.والمثير في الحكم القضائي الصادر، الخميس الماضي، أنه استقبل بارتياح من طرف المنقبات، على اعتبار أنهن كن ينتظرنه منذ دخول القانون حيز التنفيذ شهر أبريل الماضي، على اعتبار أن منطوق الحكم سيسمح لهن بالطعن أمام محكمة التمييز وكذا التوجه إلى محكمة حقوق الإنسان الأوربية.ولم يعد قانون حظر النقاب الموضوع الرئيسي في أحاديث عرب باريس، لسبب بسيط أنهم منذ اندلاع الثورات في الوطن العربي لا أحاديث بينهم سوى عن العربي ومستقبل المنطقة بعد انهيار الأنظمة في تونس ومصر وليبيا، أما موضوع النقاب فيعتبرون أن فرنسا دولة العدل والمساواة وأن القانون يحظر فقط «التنقب» ولم يمنع الحجاب، وهو الأمر الذي يعكس استجابة أزيد من 60 منقبة، خلعن النقاب واكتفين ب «التحجب»... رضوان حفياني (موفد الصباح إلى باريس)

منقبات باريس… الباحثات عن الغرامة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمات وإصلاحات... فاتورة الحراك الاجتماعي

الحكومة تتجه نحو مشروع قانون مالية انتقالي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات