20 فبراير والسياحة…الزواج المستحيل

تراجع السياحة بعد تنبؤات بانتعاش عائداتها المالية حين اندلعت ثورة "الياسمين" بتونس دخلت السياحة في بلاد الزيتون في دوامة الركود، إذ ألغت أغلب المكاتب السياحية الأوربية رحلاتها إلى تونس، في خطوة تستجيب لتوصيات الجمعية الأوربية لشركات الأسفار ووزارة الخارجية في فرنسا، وألغى العديد من منظمي الأسفار رحلاتهم. ظل المغرب، خلال ثورتي تونس ومصر، الوجهة الوحيدة، متوسطة التكاليف، التي تستطيع أن تمنح ميزات وكالات الأسفار، بالإضافة إلى القرب الجغرافي، وتشكل، بالتالي، بديلا إستراتيجيا بالنسبة إلى هذه الشركات، إذ اقترح منظمو الأسفار على زبنائهم تأجيل سفرهم إلى تونس ومصر، دون أن يفرضوا عليهم دفع أي زيادة مالية، حتى تتحسن الأوضاع السياسية، أو تبرمج وجهات أخرى، يحتل المغرب، من بينها، مكانة هامة، متبوعا بتركيا.استبشر المهنيون بكل التحليلات التي جعلت المغرب وجهة سياحية بديلة، رغم تحذير الخبراء من التفاؤل المفرط، إذ تأثير «الثورتين» على القطاع لن يكون كبيرا في ما يتعلق بالمداخيل المالية، بالإضافة إلى أن أغلب منظمي الأسفار يعملون في السوقين التونسي والمغربي في الآن نفسه، وبالتالي، تربطهم اتفاقيات مع شركات الطيران في ما يتعلق بالرحلات المنتظمة المتوجهة إلى المغرب.امتد نفوذ الثورة إلى دول عربية أخرى، مما جعل السياحة في العالم العربي في مأزق، إذ شهدت تراجعا مع الثورات والأزمات السياسية في مصر وتونس وليبيا وسوريا، باستثناء المغرب، ما دفع وزير السياحة ياسر الزناكي للاعتراف أن «الربيع العربي والوضع الاقتصادي العالمي كل ذلك أثر علينا». وتابع قائلا: «لسنا مبتهجين، لكن النمو الكبير في قطاعنا السياحي الذي بلغ معدل 10 في المائة في السنوات العشر الفائتة سمح لنا بمقاومة تباطؤ النشاط هذا العام. ففي غضون عشر سنوات تمكنا من رفع عدد السياح الوافدين إلى ضعفيه حيث بلغ 9.3 مليون زائر عام 2010 (بمن فيهم المغاربة المقيمون في الخارج ويمثلون 40 في المائة من العدد الإجمالي)».حين انطلقت حركة 20 فبراير بدأت تتبخر كل الآمال بانتعاش السياحة، إذ احتل تنظيم المسيرات في المدن السياحية صفحات الجرائد العالمية، حينها تسرب الشك إلى وكالات الأسفار وبدأت تعيد حساباتها من جديد. ورغم نفي الجهات الرسمية تأثير الحركة على الرواج السياحي، إلا أن صورة المغرب وامتداد الثورات بالعالم العربي خيم على السياحة.وصب تفجير مقهى أركانة بمراكش النار في هشيم تذبذب السياحية، مما دفع الحكومة إلى التدخل والإعلان عن محدودية التأثيرات المحتملة للتفجير الإرهابي على أداء القطاع السياحي، في وقت أكد عدد من العاملين بالسياحة تأثر هذا القطاع بمختلف مناطق المملكة بدرجات متفاوتة وحسب خصوصيات كل وجهة على حدة.وجاء تفكير مراكش في الوقت الذي كان فيه المغرب يطمح لجلب عشرة ملايين سائح خلال السنة الجارية، ضمنهم نحو مليوني سائح فرنسي، والطموح في استغلال الأوضاع الداخلية للبلدان العربية، إذ جاء التفجير في الوقت الذي سجل القطاع السياحي في البلاد انتعاشا بعد تعافيه من تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمي. وقال وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي، في تصريحات صحافية إن تفجير مراكش «لن ينال من أسس القطاع السياحي في المغرب بشكل عام»، مضيفا أنه على العكس من ذلك، فإن هذا العمل الارهابي «سيجعل المغرب أكثر قوة وأكثر اتحادا، وسيخلق دينامية كبيرة تساعد على تطوير القطاع في المستقبل».ووراء هذا التفاؤل حذر خبراء من تأثير مسيرات 20 فبراير على المنتوج السياحي، حتى أن مهنيين أكدوا تأثر القطاع السياحي بمختلف مناطق المملكة بدرجات متفاوتة، وحسب خصوصيات كل وجهة على حدة. وقال أحدهم «كنا نستقبل عادة في بداية شهر ماي أفواجا عديدة من السياح، خاصة الفرنسيين منهم، لكن هذه الأعداد قلت بشكل كبير خلال هذه الفترة بفعل حالة التخوف التي مازالت تلقي بظلالها على القطاع السياحي»، في حين لم يخف آخرون إلغاء حجوزات تعد بالعشرات عقب حادث مراكش وتعدد المسيرات الاحتجاجية، لكنهم أشاروا الى أن هذا الأمر لا يعدو كونه ظرفيا، إذ من المرتقب في نظرهم أن يعود القطاع الى الانتعاش في المستقبل القريب.وخيمت حالة من الترقب على أوساط المهنيين، ذلك أن الموسم السياحي بأكادير الذي يعرف ذروته في شهري شتنبر وأكتوبر أصبح الآن بالون اختبار على استعادة السياحة وهججها رغم كل العوامل الجانبية. خالد العطاوي

20 فبراير والسياحة…الزواج المستحيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوساطة الفرنسية تبرز في المباحثات الفلسطينية

ثقب في الميزانية... ثمن السلم الاجتماعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات