صراع جديد داخل الكونغريس العالمي الأمازيغي

عاد الصراع حول الكونغريس العالمي الأمازيغي ليتأجج من جديد عشية الدعوة إلى عقد فعاليات المؤتمر نهاية شتنبر الجاري بمدينة جربة بتونس، ويتمحور الصراع حول مدى شرعية هذه الخطوة من عدمها، في ظل تقاطب بنيوي وانقسام جنيني ولد مع هذه المنظمة منذ تأسيسها في سان روم دو دولان بفرنسا سنة 1995، وتعمق في محطة المؤتمر الأول المنعقد بلاس بالماس شتنبر 1997، ليصبح الكونغريس، بعد ذلك مثنى في صيغة المفرد، عبر انعقاد مؤتمرين، الأول ببروكسيل والثاني في ليون· وتوقع، عدي السباعي، عضو الكونغريس العالمي الأمازيغي، وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، الذي كان يتحدث إلى «الصباح» أن يستمر التجاذب حول مستقبل هذه المنظمة التي أريد لها ان تكون إطارا دوليا يجمع جهود الفعاليات الأمازيغية في شمال إفريقيا وبلدان المهجر في صوت مؤسساتي عالمي، يكون حاملا لهموم وتطلعات الأمازبغ في عالم جديد محكوم بمنطق التكتلات الإقليمية وموازين القوى، إلا أن واقع المنظمة ظل رهينا مع الأسف بشروط تأسيسها ومحكوما بضيق أفق وغياب منظور استراتيجي، خاصة أن القضية الأمازيغية شهدت تطورا نوعيا على مدى عقد ونصف من عمر هذه المنظمة، بينما هي ظلت تعيد إنتاج عجزها البنيوي والوظيفي، وتعيش على طقوس صراعات وهمية بين الجمعوي والسياسي وبين الشرعية والمشروعية والبحث السيزيفي عن أيهم يكفل المنظمة، إلى درجة أصبحت هذه المنظمة المغلوبة على أمرها حبلى بالتناقضات الإقليمية، وحبيسة الهاجس التنظيمي على حساب الهاجس الإستراتيجي المؤجل في محيط جهوي ودولي تخترقه دينامية التوحد ورهانات التغيير.وبناء على ما سبق، يتساءل عدي، هل من المعقول أن نستمر في ارتهان هذه المنظمة بطموحات فئوية وشخصية ضيقة، وتركها ضحية لتصفية الحسابات، المعلوم منها والمجهول؟ وهل من المنطقي أن نغتال مستقبل هذه المنظمة وتؤجل رهاناتها إلى حين الحسم في معركة وهمية حول صك ملكيتها المحسوم أصلا بالطبيعة والقانون، والذي يجعلها في ملك كل المؤمنين بعدالة القضية الأمازيغية في العالم بغض النظر عن إنتمائهم العرقي أو الإيديولوجي أو الإقليمي، وهل من باب الحق أن نغرق الكونغريس في وحل التموقعات ولعبة اللوبيات في زمن صارت فيه الأمازيغية رهانا أساسيا في تحقيق الحلم المغاربي القائم على وحدة الشعوب، وفي زمن صارت فيه الامازيغية لغة رسمية في المغرب، ومكونا هوياتيا أصيلا، بسند دستوري يؤسس للاتحاد المغاربي في بعده الهوياتي المتنوع· وقال عدي، المقرب من أحرضان، هل بعد كل هذه الرهانات والتحديات سنستمر كفاعلين أمازيغيين في المجتمع السياسي والمدني المغربي في لعن المستقبل، ونحن في بلد قدم النموذج وما يزال على إنصاف الأمازيغية وإعطاء الدروس لكل من يهمه الأمر خارج هذا البلد العظيم، وهل نستمر في افتعال الحروب الصغيرة لعرقلة حلم الوحدة والتوحد الذي طال انتظاره؟ووجه الفاعل الأمازيغي نداء إلى كل المؤمنين بشرعية القضية وحق الأمازيغية في بناء عالم جديد ملؤه التنوع الثقافي وتعايش الحضارات، أن يترفعوا عن كل ذاتية وخلفية ضيقة من أجل المستقبل، من أجل أمازيغية تصنع العيش الكريم لكل أبنائها. عبدالله الكوزي

صراع جديد داخل الكونغريس العالمي الأمازيغي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البام" في مفترق الطرق بالشاوية ورديغة

المغرب أول زبون إفريقي لإسبانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات