اعتقال عسكريين في قضية تبييض أموال مسروقة

تكلفا بتحويل الملايير من العملة الصعبة إلى الدرهم ووظفاها في اقتناء عقارات أوقفت عناصر الدرك بسيدي قاسم، التابعة للقيادة الجهوية بالقنيطرة، أخيرا، عسكريين في قضية تبييض أموال مسروقة. وأحيل المتهمان، بعد إجراء بحث معهما، على مديرية العدل العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية، التي أمرت بوضعهما رهن الاعتقال، وإيداعهما سجن سلا، في انتظار محاكمتهما.ووفق مصدر مطلع، ورد اسم العسكريين الموقوفين في تصريحات شقيقين لهما كانا ضمن شبكة لسرقة الأورو من الأجانب والمهاجرين بالخارج في الطرق السيارة بجهة الغرب، مكونة من حوالي ثلاثين شخصا، متهمين بارتكاب عدة جرائم، آخرها محاولة قتل فتاة خنقا بكيس بلاستيكي، والتخلص منها في غابة عندما تعرضت للإغماء، بعدما اعتقد أفراد العصابة أنها فارقت الحياة. كما أثبتت التحقيقات وقوف العصابة وراء قتل مهاجر مغربي بالخارج، كان المتهمون أوهموه بأنهم يتوفرون على مبالغ مالية ضخمة بالأورو، ويبحثون عن شخص يقتنيها منهم مقابل سعر منخفض، وعندما أحضر المهاجر حقيبة الأموال، فوجئ بالعصابة تهاجمه بواسطة الأسلحة البيضاء، وتجرده من الحقيبة، قبل أن توجه إليه طعنات خطيرة، تسببت في مقتله.واستنادا إلى ما جاء في محاضر الضابطة القضائية، كشف اثنان من أفراد العصابة أنهما حولا جزءا ضخما من الأموال المسروقة، بالعملة الصعبة، إلى شقيقيهما اللذين يشتغلان في القوات المسلحة الملكية، واللذين تكلفا بتحويلها إلى العملة المغربية، قبل أن يعملا على تبييضها في اقتناء عقارين.وعلم من المصدر ذاته أن الأبحاث التي باشرها الدرك الملكي كشفت أن العسكريين المتهمين كانا على علم بأن تلك الأموال متحصل عليها من جنايات سرقة، ورغم ذلك كله، فقد تواطآ مع شقيقيهما، وقررا توظيف تلك الأموال في عمليتي تبييض همتا عقارين شاسعين في المدار الحضري لمدينة سيدي قاسم. كما حررا عقود الشراء في اسميهما، ما كشف نواياهما الحقيقية.وتخصص المتهمون في استدراج الضحايا إلى كمائن، بعد أن يعدوهم بأرباح خيالية من عائدات شراء العملة الأوربية الموحدة، فيتعرضون لاعتداءات بواسطة الأسلحة البيضاء، وتسرق أموالهم بالعنف.وكشفت الأبحاث وقوع العشرات من الضحايا، الذين كان أفراد العصابة يستدرجونهم من جميع مدن المغرب، بعد أن يحصلوا على معلومات دقيقة عنهم، ويتصلون بهم لطلب مساعدتهم واقتسام المبالغ التي يتم صرفها. وأكدت الأبحاث أن بعض الضحايا تعرضوا للنصب في مبالغ مالية وصلت إلى 50 مليون سنتيم، قبل أن يتعرضوا لاعتداءات عنيفة.وتجاوز عدد المعتقلين في هذا الملف الضخم 30 شخصا، فيما يستمر البحث عن آخرين، وردت أسماؤهم في تصريحات الموقوفين. كما أصدرت المصالح الدركية مذكرات دولية في حق آخرين تمكنوا من الفرار إلى خارج التراب الوطني.ومن بين أفراد العصابة، ابن أحد أعيان القنيطرة، لم يستسغ أبوه وقوعه رهن الاعتقال، واتهامه بالنصب والاحتيال وتكوين عصابة إجرامية، فبذل مساعي حثيثة لإبعاده من المتابعة القضائية، دون جدوى. محمد البودالي

اعتقال عسكريين في قضية تبييض أموال مسروقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اقتحام مصحة بعد وفاة مريضة خضعت لتسع عمليات

خريطة انتخابية جديدة في القنيطرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات