الرياضة بالرشيدية… إقصاء وتهميش وعشوائية في التسيير

بنية تحتية متدهورة وخصاص في التجهيزات والإمكانيات والموارد البشرية يعاني إقليم الرشيدية في المجالات الرياضية والشبابية من الإقصاء والتهميش، وسوء التدبير والتسيير، والدليل على ذلك، هو ما يعانيه من انعدام البنية التحتية الرياضية، وتدهور المتوفر منها، ومن خصاص في التجهيزات والإمكانيات والموارد البشرية، وهو ما ينعكس على الرياضة والرياضيين بالإقليم... لا يتوفر الإقليم سوى على قاعتين متعددتي التخصصات، والثالثة بأرفود في حالة مزرية لم تفتح أبوابها بعد، رغم انتهاء بنائها.أما دور الشباب، فشأنها شأن القاعات المتعددة التخصصات، فهي غير متوفرة بكل جماعات الإقليم، رغم ارتفاع عدد سكانها، بل إن الموجود منها سائر في طريق الانقراض، وكمثال على ذلك، دور الشباب بودنيب وتنجداد والسهب. والمصير نفسه ستلقاه أكثر من دار شباب عبر تراب الإقليم، بعد أن يحال المسؤولون عليها على التقاعد (تنجداد- الريصاني...)، وبعد أن بدأ العديد من رؤساء الجماعات المحلية يطالبون باستعادة موظفيهم المسؤولين على دور الشباب، كما هو الشأن بجماعتي الجرف وأوفوس وإرجاع المسؤول عن الأدوات تعسفا إلى دائرة الرشيدية، ما يفرض على وزارة الشباب والرياضة إيجاد حلول سريعة كي لا يحرم شباب هذه المناطق القروية البئيسة من خدمات هذه الدور.أما دور الشباب المتوفرة، فقد زرنا بعضها، أخيرا، وكانت المفاجأة أننا وجدناها في أسوأ حال، فملاعب دارين للشباب بكلميمة وتنجداد محفرة، وقد تحولت إلى برك مائية بفعل أمطار تساقط، ما فرض على بعض شباب المدينتين التطوع لإفراغها من المياه التي غمرتها، ليتمكنوا من اللعب، أما الشباك، فعبارة عن خيوط بالية ممزقة ومرقعة، على من مازالوا محتفظين بها الشعور بالخجل، والشيء نفسه بالنسبة إلى المرامي، والخطير في الأمر هو أنه لم يمض وقت طويل على إصلاح هذه الملاعب، ما يؤشر على نوع الإصلاح الذي خضعت له وبميزانيات ضخمة...كما لاحظنا أنه لا سياج لبعض دور الشباب، وأن سياجات بعضها غير عالية (الرشيدية)، أو هدمت (تنجداد) دون أن تبادر الجهات المعنية إلى ترميمها، ما يمكن بعض المنحرفين من اقتحامها وتعاطي المحرمات داخلها.وأفادت مصادر مطلعة أن الرشيدية وبوذنيب بلديتان تعرفان أيضا نقصا في البنية التحتية الرياضية للقرب، تقدر، على الأقل، بعشرة ملاعب للقرب بالرشيدية وأربعة ببوذنيب، لتغطية الأحياء التي لا تتوفر على هذه الملاعب، والخصاص نفسه تعرفه باقي مناطق الإقليم، مع العلم أن فتح أظرفة ستة من المركبات السوسيو- رياضية لم يتحقق لست مرات متتالية بسبب قلة خبرة المندوب وعجرفته، وآخرها يوم الاثنين 12 شتنبر 2011.أما ملعب تمردولت بفركلة العليا الذي مرت على بنائه عشر سنوات، وصرفت عليه ميزانية ضخمة، فهو إلى حد الآن غير مستغل، والسبب هو سوء اختيار مكان إقامته، بعيدا عن المناطق السكنية، مع العلم أن عدد سكان جماعة فركلة العليا يفوق 21 ألف نسمة، أكثر من نصفهم شباب، ولهم أكثر من فريق لكرة القدم تزاول هوايتها المفضلة بدار الشباب فركلة العليا، مع العلم أن ملعب دار الشباب بدأت حالته تسوء لكثرة الممارسة على أرضيته، رغم ما صرف على ترميمه من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. والمثير هو أن ملعب تمردولت تحول إلى خراب بعدما انتزعت جهة مجهولة أبوابه، وتحول مستودع الملابس به إلى مراحيض عمومية، كما ظهرت شقوق على مدرجه تفضح الغش الذي طال عملية بنائه.أما مشروع واحة الرياضات بالرشيدية، والذي هو عبارة عن مركب رياضي، فهو ما يزال موقوف التنفيذ، في حين أن الأشغال التي انطلقت بمركب ألعاب القوى بالرشيدية، قرب أمزوج، منذ أكثر من سنتين، ما تزال تراوح مكانها، والمصير نفسه يهدد المركبات السوسيو- اجتماعية للقرب المزمع إنشاؤها بالرشيدية، سيما أنه، ولأسباب مجهولة، تم إلغاء اتفاق البناء بين المندوبية والمقاول الذي رست عليه الصفقة الأولى لمركب رياضي ضخم من فئة “أ”وعلاوة عما سلف، يطالب سكان جماعة تاديغوست بكلميمة وجماعة ملاعب بإلحاح ببناء ملاعب لكرة القدم ودور للشباب، كما تطالب جماعتا الخنك ومدغرة ببناء دارين للشباب.وبخصوص التجهيز الرياضي، أفادت مصادر مطلعة أن المندوبية لم تتوصل، منذ مطلع 2009، بأي تجهيز رياضي (بدلات، شباك، كرات...) باستثناء دفعتين وجهتا للقاعة المغطاة لكلميمة، بمناسبة الزيارة الملكية، وكانتا عبارة عن بدلات رياضية وكرات متنوعة وأحذية رياضية وشباك، غير أن المثير هو أنه، بعد انتهاء الزيارة الملكية، لم تسترجع المندوبية هذه التجهيزات، وأكثر من ذلك، جاءت بعض الجمعيات من كلميمة تطالب بالاستفادة من التجهيز، ما يفرض التساؤل عن مصير كل تلك التجهيزات مادام أنها لم تصل إلى مستحقيها. ومنذئذ، لم تتوصل المندوبية بأي تجهيز، كما لم يعد بحوزتها شيء، مع العلم، أن دور الشباب كلها لا تتوفر على كرات ولا شباك تمكن الشباب من ممارسة هواياتهم.والأخطر في الموضوع، هو أن الجمعيات الرياضية بالمدينة، وعموم الإقليم تشتكي عدم تجاوب المندوب الإقليمي للوزارة ولامبالاته، لأنه، حسبهم، يساهم في عرقلة مجموعة من المشاريع والأنشطة الرياضية، سواء منها ذات الصبغة الوطنية، أو المحلية، حيث كاد أن يحرم شباب المدينة، مثلا، من الاستفادة من تنظيم دوري رمضان الذي دأبت المندوبية وإدارة القاعة المغطاة على تنظيمه كل سنة.وفي ما يتعلق بالمخيمات، أكد لنا أكثر من مصدر أن هذه الأخيرة عاشت، خلال هذا الموسم ، أزمة حقيقية غير مسبوقة، بعد أن جرد النائب الإقليمي المسؤول الإقليمي عن الشباب من كل مهامه، وتصرف وحده في صفقات التخييم وحرم المؤطرين من تعويضاتهم رغم توصله بها؟ أندية نسوية مغلقةأول ما يثير الانتباه في ما يتعلق بالأندية النسوية بإقليم الرشيدية هو إغلاق أهمها الذي هو “مركز التأهيل المهني” بالوادي الأحمر، التابع لوزارة الشباب والرياضة، منذ توقيف المديرة السابقة، إثر مشاكل بينها وبين النائب السابق، دون أن تتخذ المندوبية والوزارة أي إجراء لإعادة فتحه منذ أكثر من سنتين، سيما أنه الوحيد من نوعه بالإقليم، وكان يساهم بقسط كبير في ميزانية الجمعية الإقليمية للأندية النسوية بإقليم الرشيدية، كما كانت تستفيد منه ثمانون فتاة قروية/حضرية في الإعلاميات والعمل النسوي (الطرز والخياطة) والحلاقة واللغات ومحاربة الأمية والطبخ، كما حرمن من الآلات المتطورة الموجودة بهذا المركز، والتي لا مثيل لها بباقي الأندية النسوية المفتوحة. أما بقية الأندية النسوية خاصة منها النادي النسوي لأرفود، فستحال المسؤولة عليه على التقاعد والشيء نفسه بالريصاني، هذا ناهيك عن أن نوادي تنجداد وكلميمة وهارون والطاوس وأرفود وبوذنيب كلها بدون مديرات، تسيرها فقط مساعدات. أما نوادي المطار والسهب وبوتلامين، فتجهيزاتها مهترئة ومتجاوزة ما يؤدي إلى عزوف الرائدات عن التسجيل في هذه الأندية.هذا علاوة على أن هذه الأندية لا تغطي كل تراب الإقليم، فمرزوكة مثلا والجرف واغبالو انكردوس وتاديغوست لا نوادي بها ولا دور شباب.وإضافة إلى ما سبق، يعاني القطاع خصاصا حادا في الأطر في المندوبية ودور الشباب والأندية النسوية والرياضية... فمن بين عشرة دور شباب، ثلاث فقط بها أطر رياضية ستحال قريبا على التقاعد، رغم أهميتها في التأطير داخل المؤسسات الشبابية.لما سلف تطالب الفعاليات الرياضية بالإقليم بالنهوض بهذا القطاع، ومحاسبة المسؤولين على وصوله إلى هذا الدرك... حرمان الأطفال من المخيمات الحضرية أما المخيمات الحضرية، فلم تقم هذا الموسم، مع العلم أن دار الشباب بوتلامين وحدها تستقبل خلال أربع مراحل ما يربو عن 1200 طفل، ناهيك عن دار الشباب المدينة بالرشيدية ودور الشباب بأرفود والريصاني وكلميمة، ما يبين حجم الأطفال (ما بين 8 و 14) الذين حرموا من التخييم الحضري، هذا، رغم أن بعض الجمعيات كانت اقترحت على المندوبية فضاءات لهذا الغرض، لكن المسؤول لم يتجاوب معها.والمصير نفسه لقيته المخيمات البينية التي خصص لها اعتماد تعدى 60 ألف درهم، ما ضاعف من أعداد الأطفال الفقراء المحرومين في زمن التغني بالتنمية البشرية.ولأن مخيم سيدي حمزة ألحق بإقليم ميدلت، فقد طالبت بعض الفعاليات بوجوب خلق مخيم قار جديد لإقليم الرشيدية، أو إصلاح مخيم أغبالو انكردوس الجبلي الذي أصبح الولوج إليه سهلا بعد تعبيد الطريق، سيما أن هذه المنطقة تستجيب لمعايير التخييم. علي بنساعود (الرشيدية)

الرياضة بالرشيدية… إقصاء وتهميش وعشوائية في التسيير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في خروقات رئيس بلدية ورزازات السابق

"البام" متشبث بالكشف عن لائحة الممنوعين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات