دخول مدرسي بطنجة بطعم الاختلالات

نقابات تنبه إلى خطورة الوضع والنيابة تبشر بموسم دراسي ناجح لم يخف عدد من نساء ورجال التعليم بنيابة طنجة أصيلة، خاصة العاملين بالوسط القروي، علامات استياء وخيبة أمل، بسبب قرارات «ارتجالية» طبعت عملية تدبير الموارد البشرية والبنيات التربوية، وأدت إلى تكدس الفائض بوسط المدينة على حساب الأحزمة الحضرية والمناطق القروية، ما اعتبر ضربا لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين رجال التعليم. نبهت نقابات ذات تمثيلية إلى خطورة الوضع الحالي في عدد من المؤسسات التعليمية، نتيجة السياسات التعليمية المنتهجة بالإقليم، التي لا تتماشى، بحسب رأيهم، مع الحركة العمرانية وارتفاع نسبة السكان بالمدينة، وأدت إلى تعثر في تدبير عدد من الملفات الشائكة، التي أصبحت تساهم في إهدار الإمكانات المتاحة في إطار الحكامة الجيدة لتحسين المنظومة التعليمية، وتقف عائقا أمام تحقيق أهداف البرنامج الاستعجالي.وقالت مصادر نقابية إن التخطيط وتوزيع التلاميذ على المؤسسات أفضى إلى اكتظاظ يصل في بعض المؤسسات إلى أزيد من 60 تلميذا في الفصل، إضافة إلى قلة الطاولات والنقص في التجهيزات الأساسية والوسائل الديداكتيكية، ما يساهم في إضعاف انخراط المتمدرسين ويحول دون إمكانية التواصل بين التلاميذ وأساتذتهم، ويجعل عملية التبليغ غير ملائمة ولا تمت لمناخ التحصيل العلمي بصلة.وفي هذا السياق، أكد إدريس الوافي، كاتب الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بطنجة، أن الدخول المدرسي لهذه السنة لا يرقى إلى طموح آباء وأولياء التلاميذ ورجال التعليم بالمدينة، ويتجلى ذلك في عدم قدرة المسؤولين على خلق التوازن بين الطلب والعرض المدرسي، ما أدى إلى خلق ملحقات عشوائية لم تحترم فيها الشروط الموضوعية، ومن بينها ملحقة ابن تومرت، التي أضيفت لها إعدادية دار الشاوية القروية، التي تبعد عن المؤسسة الأم بحوالي 25 كيلومترا تقريبا.وقال الوافي لـ «الصباح» إن «الوضع التعليمي بطنجة وضع سيئ للغاية على جميع المستويات سواء على مستوى العلاقات بين النيابة والفرقاء الاجتماعيين، أو على مستوى البنيات التربوية، أو الاكتظاظ وذلك كنتيجة لحركة الوزارة المشبوهة وضعف تجربة المسؤولين عن الخريطة المدرسية، الذين برهنوا عن عدم قدرتهم على استيعاب إكراهات المدينة من حيث الكثافة السكانية، خاصة بهوامشها، التي تعرف أرقاما مرتفعة لا تتوافق بتاتا مع العرض المدرسي المتوفر من بنيات الاستقبال وموارد بشرية».وفي رد على الانتقادات المتعلقة بالدخول المدرسي الجديد، ذكر سعيد بودرا، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطنجة، أن مصالحه تعمل جاهدة لتقوية الإمكانيات المتوفرة للتغلب على كل الإكراهات والمعيقات ومعالجة الملفات الاستثنائية لتحقيق دخول مدرسي ناجح، خصوصا المتعلقة بتأهيل المؤسسات التعليمية والحد من الاكتظاظ وتأمين الزمن المدرسي ومحاربة تغيبات الموظفين والتلاميذ.وأوضح بودرا، في سياق ندوة صحافية عقدها أخيرا واستعرض فيها مستجدات الدخول المدرسي، أنه من الأوليات التي تشتغل عليها النيابة القضاء على ظاهرة الاكتظاظ التي تعاني منها بعض المؤسسات التعليمية نتيجة آلاف التلاميذ الجدد الذين يتوافدون على المدينة كل سنة، مبرزا أن هناك أربع مؤسسات تعليمية توجد في طور البناء (ثانويتان تأهيليتان وإعدادية ومدرسة ابتدائية)، كما أن النيابة ستشرع، خلال السنة المالية الحالية، في بناء 16 مؤسسة تعليمية كي يصل مجموع المؤسسات التعليمية عشرين مؤسسة، إضافة إلى عمليات التأهيل والترميم والإصلاح والتوسيع التي شهدتها عشرات المؤسسات التعليمية بالإقــــــــليم. أما فيما يخص تعويض البناء المفكك، فذكر بودرا أن النيابة شرعت في إبرام اتفاقيات شراكة مع المنعشين العقاريين بدعم من السلطات المحلية والمنتخبين، إذ سيتم تعويض 50 حجرة دراسية في كل من ثانوية الزهراء الإعدادية وثانوية إدريس الثاني ومدرسة الطبراني ومدرسة صلاح الدين الأيوبي، في انتظار تعويض 200 حجرة دراسية قبل نهاية الموسم الدراسي الحالي، في أفق القضاء على البناء المفكك نهائيا بطنجة في السنة المقبلة.وكانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان توقعت أن يستأنف قرابة 560 ألف تلميذ دراستهم موزعين ما بين التعليم الابتدائي (363299) والإعدادي (127927) والتعليم التأهيلي الثانوي (68248).وحسب المصدر ذاته، سيتم توزيع المسجلين على 17 ألف حجرة دراسية، منها 8135 بالعالم القروي، وسيشرف على تأطيرهم 741 18مدرسا، من بينهم 942 من مراكز التكوين و66 من التربية غير النظامية و75 يتوفرون على شهادة الماستر. المختار الرمشي (طنجة)

دخول مدرسي بطنجة بطعم الاختلالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجهة الشرقية ترفع استحقاق مدرسة النجاح

مؤشرات دخول مدرسي ساخن بفاس

مقالات ذات صلة